المخرج الإيراني بهروز أفخمي لـ "المساء":

التفكير في إنتاج مشترك جزائري - إيراني

التفكير في إنتاج مشترك جزائري - إيراني
  • القراءات: 3797
زبير. ز زبير. ز
تخرّج السينمائي المعروف بهروز أفخمي من المعهد العالي للتلفزيون والسينما بإيران، فرع التحري والتدوين. بدأ نشاطه الفني بإنتاج الأفلام القصيرة، كما خاض أول تجاربه في السينما بشكل احترافي؛ من خلال فيلم تحت المطر (زريباران)، وشغل لمدة حوالي 40 سنة، منصب أستاذ جامعي في الجامعات والصفوف الحرة. وأنتج العديد من الأفلام الروائية على غرار "ميزار كوجك خان"، "العروس"، "يوم الشيطان"، "يوم الملكة"، "شوركان"، "كاو خوني" و"سانبطرسبورغ".حازت أفلامه التي أخرجها على غرار "آذر"، "شهدخت"، و"برويز"، على جائزة السينما الإيرانية كأفضل فيلم وكاتب سيناريو في الدورة الـ 32 لمهرجان فجر السينما.صاحب فيلم "روباه" (الثعلب) الذي أُنتج شهر مارس الفارط والذي يروي قصة محاولة اغتيال عالم نووي إيراني من طرف عملاء إسرائيليين. بهروز زار قسنطينة رفقة زوجته الممثلة مرجان شير محمدي، حيث عرض "أذر". التقته "المساء" وكان هذا اللقاء.
- مرحبا بكم في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فكيف وجدتموها؟
شكرا، نحن نشارك الجزائريين هذه التظاهرة بكل فخر وسرور، ونسعى لمد جسور التواصل مع الفنانين، ويهمنا كثيرا الجانب السينمائي طبعا.
- حضرتم بـ "أذار"، فهل يمكنكم تقديم لمحة عن هذا العمل السينمائي؟
هو فيلم يتناول قصة ممثل مشهور تجاوزت مسيرته الفنية 30 سنة، ويتزوج من شابة تعيش معه عدة سنوات في الظل، ولكن بمجرد أن تُمنح لها فرصة واحدة تصبح فنانة كبيرة ذات شهرة واسعة، وبالتالي تتقاسمه الأضواء، وهنا يبدأ الصراع بين الزوجة والزوج نتيجة الغيرة المتبادَلة، هذا، بالمختصر البسيط، موضوع قصة الفيلم.
- مسيرتكم السينمائية تمتد لـ 35 سنة، وشاركتم خلالها في العديد من المهرجانات الدولية، فماذا كانت رسالتكم للعالم؟
أنتجت العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات كي أوضّح وأقول للعالم وللجمهور عبر مختلف الدول، إن إيران بلد جميل، وإن شعبه شعب طيب، ومن يريد المجيئ إلى إيران وأن يقيم فيها ستكون إقامته طيبة. الكثير ممن يزورون إيران في إطار عمل وتطول مدة إقامتهم، لا يرغبون بعدها أو يجدون صعوبة في مغادرتهم البلد، وذلك من فرط ارتباطهم بها.
- كيف تقيّمون السينما الإيرانية؟
حقيقة هناك تطور كبير في السينما الإيرانية، بوادر هذا التطور لاحت أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وامتدت خلال التسعينات من القرن الماضي. كان ينقصنا التسويق والبروز خارج إيران، لكن مع التطور التكنولوجي الكبير الحاصل استطعنا تسويق أعمالنا خارج حدودنا، ونحن في تطور مستمر.
- تسيطر أمريكا على السوق السينمائية العالمية؛ فهل سبّب لكم ذلك عائقا في دخول هذه السوق؟
بالفعل، نجد صعوبات جمة في تسويق أعمالنا، أمريكا تريد فرض حصار على السينما الإيرانية الهادفة، أمريكا اشترت أكثر من 20 ألف دار سينما في العالم، ووصلت حتى إلى الصين، حسبما أكدته إحصائيات 10 سنوات فارطة، وربما العدد تضاعف، وهو الأمر الذي يخلق لنا مشاكل كسينمائيين من إيران، لتسويق أعمالنا خارج بلدنا.
- وما هو الحل في رأيكم لمجابهة هذه الهيمنة؟
الجواب صعب، نحن ليس لدينا حل في الوقت الحالي، ربما الحل يكون باللجوء إلى القنوات التلفزيونية بدل السينما. أظن أن التلفزيون بدأ يأخذ مكان السينما في العالم، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير بعدما أصبح التلفزيون بتقنية عرض عالية جدا، ويمكن للمشاهد التمتع بأي فيلم داخل منزله بدون الذهاب إلى السينما، مثلما هو منتشر في دول الخليج العربي. المشكل بدأ يُطرح حتى في أمريكا، حيث أصبح عدد المشاهدين في انحدار مستمر، وبالتالي اتجه المشاهد الأمريكي إلى مشاهدة الأفلام داخل البيت، وأصبح بذلك المنتج الأمريكي يحصل، بالكاد، على أمواله من تسويق الأعمال خارج أمريكا، على عكس ما كان يقع في السنوات الماضية، هذا الهبوط ربما سينتقل من داخل أمريكا إلى خارجها، وستكون مشكلة السينما الأمريكية في المستقبل.
- يعني ذلك أنكم تتنبأون بانهيار السينما الأمريكية؟
نعم، حسبما يصلنا من معطيات، فإن السينما الأمريكية في انحدار متواصل. نعرف أن هناك فرقا كبيرا بين ما كانت تعرضه السينما الأمريكية ووضعيتها منذ 30 سنة ووضعها الآن. في تلك الفترة كان لقاعات السينما في أمريكا جمهورها من النساء بحوالي 50 %، وهذه النسبة انخفضت خلال السنوات الحالية إلى 10 %، وتحوّل الجمهور الأمريكي في غالبيته إلى أطفال صغار في حدود الـ10 سنوات وبعض الشباب في العشرين من العمر. وأقول لكم إن أكثر من 50 % من مبيعات السينما الأمريكية هي أعمال أُنتجت للأطفال وأفلام "الكوميك بووك"، على غرار أفلام الرجل العنكبوت (سبيدر مان)، الرجل الوطواط (بات مان) وغيرهما، وبذلك أصبح المخرج والمنتج الأمريكي الذي يريد أن ينتج أفلاما درامية، يبتعد عن السينما ويتجه نحو التلفزيون.
- لكن مع هذا تبقى السينما الأمريكية متفوقة على غيرها في تقنيات التصوير والديكور؟
صحيح؛ فالأمريكان يعرفون أي نوع من الأفلام ينتجون حتى يجنوا الأرباح، فالتقنية عندهم عالية جدا، وفي الوقت الراهن من الصعب مجاراتهم من حيث التقنية، ولا نستطيع مواجهتهم بالإمكانيات الحالية المتوفرة عندنا.
- بعد الولايات المتحد الأمريكية تأتي الدول الأوروبية، ما هي الدول التي فتحت لكم أبوابها؟
الدول الأوروبية مجتمعة لا تشكل سوى 5 % من التسويق السينمائي العالمي، هي الأخرى شأنها شأن أمريكا، لا تستقبل السينمائيين الإيرانيين، بل تسعى لتشجيع كل الأعمال التي تسيئ إلى إيران وتشوّه صورتها؛ فالسينما الأوروبية سينما سياسية بامتياز على عكس السينما الأمريكية التي تهمها الأرباح بالدرجة الأولى.
- وماذا عن الدول العربية؟
الفرصة الوحيدة للسينما الإيرانية في الوقت الحالي هي الأسواق العربية زيادة على الهند وباكستان. العديد من الدول العربية كانت تعارض عرض الأفلام والمسلسلات الإيرانية لكن مع تغير الظروف السياسية والإقليمية، أصبحت هناك رغبة في استقبال السينما الإيرانية.
- للسينما الإيرانية الجرأة في تقديم وجوه شخصيات مقدسة (الأنبياء والصحابة)؛ ألا يشكل ذلك عائقا في تسويقها بالعالم العربي؟
كان من المفروض أن تنتج الأفلام والأعمال الدرامية التي تتناول التاريخ الإسلامي وسيرة الصحابة من طرف الدول العربية وباللغة العربية حتى وإن أنتجت في إيران؛ كان من الأفضل أن تكون بممثلين عرب.
- ما هي نظرتكم إلى السينما الجزائرية؟
شاهدت أفلام محمد الأخضر حمينة، ولكن في السنين الأخيرة لم أتابع الأفلام الجزائرية، وعندما قدمت إلى الجزائر كنت أتساءل عن واقع السينما عندكم، وعن عدد الأفلام التي تنتجونها سنويا، ربما سنأتي إلى الجزائر مرة أخرى لإنتاج فيلم مشترك مع المخرجين الجزائريين.