السفير البريطاني المستقيل يفضح الرئيس ترامب

قرار الانسحاب من الاتفاق النووي كان نكاية في أوباما

قرار الانسحاب من الاتفاق النووي كان نكاية في أوباما
  • القراءات: 829
م. مرشدي م. مرشدي

سمحت سلسلة جديدة من البرقيات السرية التي بعث بها السفير البريطاني المستقيل كيم داروش إلى حكومة بلاده بالكشف عن الدوافع الحقيقية التي جعلت الرئيس الأمريكي يقرر قبل عام الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وربطها برغبة ملحه منه لضرب صورة سابقه المغادر باراك أوباما على اعتبار أنه الموقع على الاتفاق.   

وكتب داروش في برقية سرية إلى سلطات بلاده في بداية شهر ماي 2018 أن الإدارة الأمريكية الجديدة كانت تراهن على إحداث فوضى دبلوماسية في علاقاتها الخارجية وأيضا لدواعي شخصية كون الاتفاق النووي اقترن باسم الرئيس أوباما.

وتم أمس، تسريب ثاني سلسلة برقيات سرية سبق للسفير البريطاني أن بعث بها إلى لندن، قامت صحيفة "مايل أون صنداي" بتسريبها بعد نشرها لسلسلة أولى، منتصف الأسبوع الماضي، أحدثت ضجة حادة في العلاقات البريطانية ـ الأمريكية وجد الدبلوماسي البريطاني نفسه مرغما على تقديم استقالته.

وأكدت إحدى هذه البرقيات أن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون قام بزيارة إلى واشنطن مباشرة بعد قرار انسحابها من الاتفاق في محاولة لإقناع الرئيس ترامب بعدم الانسحاب من هذا الاتفاق.

وأشار السفير داروش بعد هذه الزيارة في برقية إلى سلطات بلاده إلى وجود خلافات بين أعضاء الإدارة الأمريكية حول هذا القرار، منتقدا في ذلك افتقار البيت الأبيض إلى أي إستراتيجية واضحة بخصوص هذه القضية. وأضاف في إشارة إلى أعضاء الإدارة الأمريكية أنهم لا يستطيعون وضع استراتيجية وأن اتصالات أجريتها هذا الصباح مع مسؤولي كتابة الدولة ولكنهم لم يقدموا أي تصور أو مخطط  لتنسيق المواقف مع الأطراف الدولية الحليفة سواء في أوروبا أو في المنطقة.

وأضاف أن كاتب الخارجية مايك بومبيو يوم اتصل به، حاول التنصل من كل مسؤولية بخصوص هذه القضية وقال بطريقة غير مباشرة إنه غير معني وأن الأمر قرار بيد الرئيس. وأشارت "مايل أون صنداي" نقلا عن برقية، كيم داروش السرية أن بومبيو ترك الاعتقاد أنه حاول إقناع الرئيس ترامب بالعدول عن قراره ولكنه فشل في مسعاه.  وكان الرئيس الأمريكي قرر في الثامن ماي من العام الماضي الانسحاب مع الاتفاق النووي في ضربة لصورة الولايات المتحدة ولمصداقيتها كقوة عظمى وضربة لجهود الدبلوماسية الدولية التي تمكنت لأول مرة في التوصل إلى اتفاق بمثل هذه الأهمية ونزع فتيل أزمة كادت أن تؤدي إلى حرب مفتوحة في منطقة الخليج.

وكان تسريب هذه البرقيات السرية سببا في اندلاع أزمة دبلوماسية بين لندن وواشنطن بعد أن وصف الدبلوماسي البريطاني، الرئيس الأمريكي بغير المؤهل لقيادة الولايات المتحدة بسبب مواقفه المتذبذبة وافتقاده لاستراتيجية واضحة داخل إدارته حول طرق التعاطي مع القضايا الدولية.

وهي أوصاف جعلت الرئيس ترامب لا يتمكن من التزام الصمت وراح يسوق لنعوت أشد وقعا، واصفا داروش بالدبلوماسي "الساذج والأبله" وقال إنه لا يريد لقائه وفهم هذا الأخير أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه وقرر تقديم استقالته من منصبه نهاية الأسبوع الماضي.