في أوج مفاوضاتها النّووية مع الغرب

إيران تطلق عملية مثيرة لتخصيب اليورانيوم

إيران تطلق عملية مثيرة لتخصيب اليورانيوم
  • القراءات: 737
ص. محمديوة ص. محمديوة

وضعت ايران أمس، حيز الخدمة عدة أجهزة طرد مركزية مخصصة لإنتاج اليورانيوم المشع، كما شرعت في تجربة عدة أجهزة أخرى من الجيل المتطور في خطوة من شأنها تعقيد مسار التفاوض المنطلق حديثا بينها وبين الدول الغربية ضمن مسعى جديد لإعادة تفعيل الاتفاق النّووي الموقّع بين الطرفين عام 2015.

فبمناسبة اليوم الوطني الايراني للتكنولوجيا النووية نقل التلفزيون الرسمي الايراني، أمس، وعلى المباشر مراسيم بدء عمل 164 جهاز طرد مركزي من نوع "أي. ار ـ 6" تم تنصيبها بمفاعل نتانز النّووي وسط البلاد، موجهة لرفع حجم مخزون اليورانيوم المشع الذي تنتجه ايران. وحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني، مراسم التشغيل في نفس الوقت الذي أعلن فيه عن تموين جهازين بنفس المفاعل من نوع "30 أي ار ـ5" و"30 أي ار ـ6" في اطار تجربتهما بغاز اليورانيوم.

وتسمح كل هذه الأجهزة بتخصيب اليورانيوم بطريقة سريعة وبكمية وفيرة مقارنة بأجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول "ار ـ 1" الوحيدة التي كان اتفاق فيينا النّووي قد رخص لإيران استخدامها في عمليات إنتاج هذه المادة التي تستعمل في الأغراض النّووية سواء السلمية أو العسكرية. وحسب خبراء المنظمة الايرانية للطاقة الذرية، فإن أجهزة الطرد المركزية من نوع "آر ـ6" و"آر ـ9" التي وضعت إيران أمس، العديد منها حيز الخدمة وشرعت في تجربة أخرى أقوى بـ10 الى 50 مرة مقارنة بأجهزة الجيل الأول.

ويطرح إطلاق إيران لمثل هذه العملية المثيرة لإنتاج اليورانيوم بمثل هذا الحجم وفي مثل هذا التوقيت بالتحديد الذي يشهد مساعي غربية حثيثة لإعادة تفعيل اتفاق فيينا النّووي أكثر من علامة استفهام حول المغزى منها. فقد جاءت العملية غداة اختتام أولى جلسات المفاوضات التي جمعت طهران بالدول الغربية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بالعاصمة النمساوية فيينا، بمؤشرات ايجابية بإمكانية حلحلة الملف مجددا بعد شهرين من الانسداد.

ووصف الاتحاد الأوروبي الراعي لهذه المفاوضات الرامية لتمهيد الطريق لعودة الولايات المتحدة للمفاوضات وإعادة تفعيل اتفاق 2015، الجلسات الأولى بـ "البنّاءة". وأكد على تنظيم جولة جديدة الأسبوع القادم، قالت السلطات الايرانية إنها تعقد هذا الأربعاء على مستوى نواب وزراء خارجية الدول المعنية بالتفاوض. من جانبه أعلن مسؤول أمريكي على صلة بالملف لم يكشف هويته، أن واشنطن قدمت بطريقة غير مباشرة مقترحات وصفها بـ"الجادة جدا" لإيران لإعادة تفعيل الاتفاق، وقال إن الأمريكيين ينتظرون معاملة بالمثل من الجانب الإيراني.

ولكن إيران، التي ترفض أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة قبل رفع كل العقوبات التي فرضتها عليها منذ عام 2018، خلال عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب، جددت التأكيد على لسان الرئيس حسن روحاني، أن ملفها النّووي سلمي بحت ولا يحمل في طياته أية أهداف عسكرية.

غير أن الولايات المتحدة التي أبدت منذ مجيء إدارة الرئيس جو بادين، انفتاحها على الحوار مع ايران تريد من جهتها الدفع بهذه الاخيرة الى العودة مجددا الى اتفاق فيينا، وتطبيق بنوده قبل الشروع في رفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على الجمهورية الاسلامية عام 2018، وكانت سببا رئيسيا في انهيار الاتفاق وعودة أزمة النّووي الإيراني مجددا الى واجهة الأحداث الدولية.