بعد احتجاز طهران لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

حرب المضائق البحرية تشتد بين إيران والدول الغربية

حرب المضائق البحرية تشتد بين إيران والدول الغربية
  • القراءات: 1309
م. م م. م

من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز، دخلت العلاقات الغربية ـ الإيرانية أمس، منعرجا تصعيديا خطيرا من شأنه أن يجعل أهم منافذ الملاحة البحرية في العالم مسرحا لحرب مفتوحة بين هذه القوى المتصارعة.

ولجأت السلطات الإيرانية ضمن سياسة رد الفعل إلى احتجاز ناقلة نفط بريطانية في نفس اليوم الذي قررت فيه المحكمة العليا في جبل طارق التابع للمملكة المتحدة تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية تم احتجازها بداية الشهر الجاري في هذا المضيق، لمدة شهر آخر بتهمة خرق الحظر الذي تفرضه دول الاتحاد الأوروبي على النظام السوري على اعتبار أن الناقلة الإيرانية كانت تحمل شحنة من النفط إلى سوريا.

واستدعت الخارجية البريطانية أمس، القائم بالأعمال الإيراني في لندن للاحتجاج على قرار بلاده احتجاز ناقلة النفط البريطانية في مضيق هرمز في نفس الوقت الذي احتج فيه وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هونت في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هذا القرار.

وقال وزير الخارجية البريطاني إن إقدام السلطات الإيرانية على احتجاز ناقلة النفط التي كانت تحمل راية بلاده، يعكس حقيقة الوضع المتأزم في منطقة الخليج ويؤكد أن إيران اختارت طريقا خطيرا وغير شرعي بهذا التصرف بما سيزيد في زعزعة الاستقرار في كل منطقة الخليج.

ولم يجد الوزير البريطاني حرجا في اتهام إيران بتصعيد الموقف  وتناسى أن بلاده كانت السبّاقة إلى فعل ذلك باحتجازها لناقلة نفط إيرانية التي تأكد بعد تفتيشها أنها لم تكن تحمل مواد محظورة تستدعي حجزها سوى الانسياق وراء رغبة الرئيس الأمريكي الذي شددت بلاده من عقوباتها تجاه إيران لخنقها اقتصاديا.

ونفت السلطات الإيرانية الاتهامات البريطانية ولكنها توعدت من جهتها برد مماثل على ما وصفته بـ«عملية القرصنة" البحرية التي طالت ناقلتها التي كانت تبحر في المياه الدولية عند حدود مضيق جبل طارق قبل احتجازها.

وبررت طهران قرار احتجازها لناقلة النفط البريطانية ستينا امبيرو بـ«عدم احترامها لقوانين الملاحة الدولية" قبل أن يتم اقتيادها إلى ميناء بندر عباس إلى الجنوب من إيران.

ويبدو أن السلطات الإيرانية كانت تنتظر إخلاء سبيل ناقلتها مما جعلها لا تلجأ إلى سياسة التعامل بالمثل مع نظيرتها البريطانية  ولكنها بمجرد علمها بقرار تمديد الاحتجاز، قررت هي الأخرى احتجاز ناقلة النفط البريطانية ضمن حرب نفسية مرشحة لأن تتحول إلى حرب حقيقية.

وفي أول رد فعل على هذه الحادثة، طالبت الدول الأوروبية، طهران  بالإفراج عن الناقلة البريطانية بمبرر أن ذلك من شأنه أن يدفع إلى تصعيد جديد في منطقة الخليج، واصفة عملية الاحتجاز بـ "الخطيرة"، داعية مختلف السفن البريطانية بتفادي الملاحة عبر مضيق هرمز.

واستغل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب هذه الحادثة ليصعد من لهجته تجاه إيران وقال إن ما قامت به هذه الأخيرة جاء ليؤكد صدق اتهاماته ضدها بأنها مصدر كل المشاكل.

وتزامنت هذه الحادثة في سياق جدل حول تمكن دفاعات جوية  أمريكية من إسقاط طائرة إيرانية غير مأهولة ليلة الخميس إلى الجمعة في منطقة خليج هرمز سارعت السلطات الإيرانية إلى نفيه في حينه وأكدت أنها لم تفقد أي طائرة من هذا الطراز.