ستكون إسرائيل أكبر المستفيدين في حال اندلاعها

تصعيد جديد يهدد بحرب أمريكية - إيرانية مفتوحة

تصعيد جديد يهدد بحرب أمريكية - إيرانية مفتوحة
  • القراءات: 807
م. م م. م

دخلت الولايات المتحدة وإيران حرب اتهامات متبادلة على خلفية التفجيرات التي طالت ناقلتي نفط وغاز في عرض مياه بحر عمان، ضمن تصعيد جديد في علاقة البلدين ـ العدوين أصبح ينذر بمواجهة عسكرية مفتوحة بينهما مع كل التبعات على السلام والاستقرار العالميين.

لم تتردد الإدارة الأمريكية أمس، في توجيه أصابع الاتهام باتجاه إيران بالوقوف وراء عمليات التفجير التي طالت الناقلتين على مقربة من مضيق هرمز، المنفذ الوحيد إلى مياه الخليج والذي تعبره حوالي 30 بالمائة من الاحتياجات العالمية التي تنتجها دول الخليج يوميا والمسوقة في مختلف الأسواق الدولية.

وأصرت إدارة الرئيس دونالد ترامب، على توجيه أصابع الاتهام نحو إيران في وقت لم تعلن فيه أية جهة مسؤوليتها على الحادثتين، كما لم تعرف الجهة التي استهدفت الناقلتين.

وتأتي هذه التفجيرات في أقل من شهر بعد تعرض ثلاث ناقلات نفط تابعة لناقلين دوليين لعمليات تخريب مماثلة في عرض مياه إمارة الفجيرة الإماراتية، دون أن يتم تحديد إلى حد الآن  الجهة التي قامت بتنفيذها.

وقال مايك بومبيو، كاتب الخارجية الأمريكي إن إيران هي من وقفت وراء هجمات بحر عمان، محذّرا السلطات الإيرانية من كل تصعيد عسكري في المنطقة بدعوى نتائجه الكارثية المحتملة.

وأكدت القيادة المركزية للقوات الأمريكية المتواجدة في عرض مياه الخليج في سياق هذا الاتهام أنها تحوز على فيديو مصور لزورق تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني وهو يقترب من إحدى الناقلتين لانتزاع لغم بحري علق بها ولم ينفجر.

وهو الاتهام الذي نفته قوات الحرس الثوري الإيراني التي أكدت أنها كانت الأقرب إلى الناقلة، وأنها كانت أول من وصل إلى مكان وقوع الهجمات  حيث قام أفرادها بإنقاذ طاقم سفينة «فرانت التير» الثلاثة والعشرين الذين تم إجلاؤهم إلى أحد المستشفيات الإيرانية حيث تقلوا العلاجات الأولية.

يذكر أن عمليات التفجير جاءت في نفس الوقت الذي كان فيه مرشد الثورة الإيراني آية الله علي خامينائي، يستقبل الوزير الأول الياباني شينزو آبي، الذي قام بأول زيارة إلى طهران منذ أكثر من أربعين عاما.

ولم تنتظر إيران طويلا من جهتها لتوجيه نفس الاتهام نحو الولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه التفجيرات على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، الذي قال إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تتعمد انتهاج أسلوب التخريب الدبلوماسي  وتشجيع الإرهاب الاقتصادي ضد بلاده، في وقت وصفت فيه وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأمريكية بالملفقة ولا تستند إلى أي دليل، بينما اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، المتواجد في زيارة رسمية إلى قرغيستان، الولايات المتحدة بأنها أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على الأمن الإقليمي في منطقة الخليج.

بينما تم نقل طاقم سفينة نقل الغاز «كوكوكا كوراجيوس» اليابانية الواحد والعشرين من طرف القوات الأمريكية في المنطقة باتجاه ميناء خور فكان الإماراتي بعد تعرض سفينتهم لعلميات طلق ناري مجهولة المصدر.

ومهما كانت الجهة التي وقفت وراء العمليتين فقد ساد قلق متزايد مختلف عواصم صناعة القرار الدولي، بسبب مخاوف من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية في هذه المنطقة الحساسة والإستراتيجية و تبعاتها الكارثية على الاقتصاد العالمي، إذا سلّمنا أن دول المنطقة تبقى أكبر ممون لكل دول العالم بالغاز والبترول اللازمين لتشغيل آلة الاقتصاد العالمي.

وهو ما يفسر الارتفاع المفاجئ لأسعار النّفط في مختلف البورصات العالمية بنسبة فاقت في بعضها 10 بالمائة بعد الهبوط الحاد الذي عرفته خلال الأسبوع الماضي، حيث تهاوت إلى حدود 60 دولارا للبرميل بعد أن كانت قاربت عتبة 70 دولارا قبلها بأيام.

وسارعت الصين التي تعتبر أكبر زبون للنفط الإيراني والخليجي إلى الدعوة إلى التعقّل وانتهاج لغة الحوار، في وقت عقد فيه مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا حث فيه كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بما يجري من تطورات على ضرورة تفادي اللجوء إلى تصعيد الموقف بسبب هذين الحادثين، والبحث بدلا عن ذلك عن سبل لنزع فتيل موجة التوتر التي تعرفها المنطقة العربية منذ عدة أسابيع، على خلفية قرار إيران إعادة تشغيل مفاعلاتها النّووية ردا على العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي ضدها.

وأكد الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس، عبر بيان تحذيري أن العالم غير مستعد في الوقت الراهن لمواجهة تبعات نزاع مسلّح في منطقة الخليج.

وجاءت هذه التطورات السلبية في المشهد العسكري والدبلوماسي في هذه المنطقة يومين بعد النداء الذي وجهته السلطات الإيرانية باتجاه دول الخليج العربي من أجل التوقيع على معاهدة عدم اعتداء لتفادي كل ما من شأنه أن يدفع إلى اندلاع حرب في المنطقة، وقطع الطريق أمام قوى إقليمية ومنعها من استغلال ذلك لزعزعة الاستقرار لخدمة مصالحها الضيقة، في إشارة إلى الكيان الإسرائيلي الذي يريد كسر شوكة إيران العسكرية ليبسط سيطرته على كل المنطقة.