الدول المطلة على بحر قزوين

توقيع معاهدة تاريخية لاستغلال موارده

توقيع معاهدة تاريخية لاستغلال موارده
الدول الخمس المطلة على بحر قزوين
  • القراءات: 745
❊م. مرشدي ❊م. مرشدي

وقعت الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، أمس، على اتفاق تاريخي حددت من خلاله الوضع القانوني لهذا البحر بكيفية تسمح لها باستغلال خيراته السمكية والطبيعية. وأنهى رؤساء دول روسيا وإيران وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان خلافات بلدانهم حول هذا البحر بعد أن وقعوا في منتجع اكتاو، الكازاخستاني المطل على هذا البحر على معاهدة مشتركة وضعوا من خلالها حدا للفراغ القانوني الذي تركه حل دولة الاتحاد السوفياتي السابق التي كانت تربطها اتفاقية في هذا الشأن مع إيران على اعتبار أن الدول الأخرى كانت منضوية تحت الراية السوفياتية. 

وقال الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان ناظرباييف، الذي احتضنت بلاده مراسم التوقيع أن التوصل الى هذه الاتفاقية شكل حدثا تاريخيا للدول الخمسة، رغم أن المفاوضات كانت عسيرة وأخذت وقتا طويلا، امتدت على مدى عقدين كاملين واستدعت من كل الدول بذل جهد إضافي من أجل إبرامها.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أن التوصل الى هذه الاتفاقية، التي تحمل دلالات هامة في علاقات الدول المطلة على بحر قزوين بما يتطلب تعاونا عسكريا متينا بينها من أجل ضمان الأمن في كل المنطقة.

وقال الرئيس الكازاخي إن من بين أهم نقاط الاتفاقية السماح للدول المطلة عليه بناء أنابيب بحرية لنقل المحروقات وتحديد حصة كل دولة في صيد السمك والاهم من ذلك، منع كل دولة أجنبية من إقامة قواعد عسكرية في محيط هذا البحر، في حين حيا الرئيس الإيراني، حسن روحاني الاتفاقية وقال أن «بحر قزوين يبقى ملكا للدول المطلة عليه»

وإذا كان رؤساء الدول الموقعة على الاتفاقية لم يضعوا حدا لكل خلافاتهم بخصوص استغلال خيرات هذا البحر إلا أنهم تمكنوا من نزع فتيل صراع حاد بينهم بخصوص باطن أحد أكبر البحار المغلقة في العالم، الذي يضم اكبر الاحتياطات العالمية من النفط والغاز الطبيعي قدرتها بعض الإحصائيات بأكثر من 50 مليار برميل من النفط وأكثر من 300 ألف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين أن بحر قزوين سيحظى بـ»قانون خاص» على اعتبار أنه ليس بحرا كباقي بحار العالم الأخرى وهو أيضا ليس بحيرة تحظى بوضع قانوني خاص بها في القوانين الدولية.

وبنظر متتبعين لملف هذا البحر فإن دولة تركمانستان تبقى البلد الرابح من وراء التوقيع على هذه الاتفاقية على اعتبار أنها ستمكنها من بناء أنابيب لنقل المحروقات باتجاه الدول الأوروبية عبر دولة أذربيجان المجاورة بعد أن استحال عليها إنجاز مشروع بقيمة 5 ملايير دولار رغم امتلاكها لاحتياطي ضخم من النفط بسبب الاعتراضات التي أبدتها إيران وروسيا بمبرر مخاطر تعرض مياه البحر للتلوث. 

كما أن إيران التي فرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة ستكون أكبر الرابحين بتوقيعها على هذه الاتفاقية، حيث ستتمكن من إقامة مشاريع اقتصادية ضخمة في مجال تصدير النفط مع دولة أذربيجان.

ومهما كانت التسمية التي ستعطى لهذا الحوض المائي بمنحه تسمية بحر أو مجرد بحيرة فانه يبقى أكبر المساحات المائية المغلقة في العالم بأكثر من 70 ألف كلم مكعب من المياه بما يعادل ما يحويه بحرا الشمال والبلطيق مجتمعين.

وقد اقتنعت الدول الخمس الموقعة على اتفاقية منتجع أكتاو أمس بضرورة التوصل الى اتفاق لوضع حد لأكثر من عشرين سنة من المفاوضات حتى تتمكن من استغلال خيراته الباطنية وخاصة النفط والغاز الطبيعي وبيض اسماك الـ «بيلوغا» التي تضع بيض الكافيار المطلوب عالميا رغم أسعاره الخالية قدرتها بعض التقارير بأكثر من 25 ألف دولار للكلغ الواحد.