"المساء" تحتفي برمزية عيد المرأة على طريقتها

نواعم في مواجهة "كوفيد 19"… حرائر الجزائر يواصلن معركة البناء رغم قوة الوباء

نواعم في مواجهة "كوفيد 19"… حرائر الجزائر يواصلن معركة البناء رغم قوة الوباء
  • القراءات: 1319
أحلام محي الدين   أحلام محي الدين

لا تزال المرأة الجزائرية تضرب مثالا في العطاء ورفع التحدي والسير بالبلاد نحو الأفضل، على خطى أخيها الرجل، كيف لا وهي سليلة الحرائر من الأمهات والجدات ولبؤات جيش التحرير، اللواتي دفعن النفيس والغالي في سبيل الاستقلال وحرية الوطن، وهو الدرب الذي سارت عليه النواعم في مختلف مجالات الحياة، واللائي وقفن بشموخ في وجه فيروس "كوفيد 19" الذي أرهق العالم، فمجاهدات الجيش الأبيض صبرن وضربن مثالا في العزيمة والثبات لأداء الواجب، وهن يقفن وجها لوجه مع الموت الذي تربص بهن في كل ثانية خلال مهامهن النبيلة التي طبعت السنة الفارطة، ولا تزال متواصلة، لاسيما أن سيدات المآزر البيضاء يتابعن باهتمام كبير تطور الوضع العالمي، وكلهن إرادة لمواصلة مسيرة العلاج.

كما لا ننسى أبدا الجهد الكبير الذي بذلته المختصة النفسية في الترويح عن النفوس، بإزالة الغم والهم والاكتئاب الذي ضربها بلا رحمة، خلال الجائحة التي كانت تعد أيامها بالثواني والأعشار. نفس الحماس في التحدي تعيش تفاصيله، المعلمة التي ألقي على عاتقها تربية الأجيال، والإعلامية التي تتحدى الصعاب والموت أيضا في سبيل تنوير الرأي العام، وإعطائه حقه في المعلومة، إلى جانب مجهودات العاملات في سلك الأمن الوطني، الحريصات على خدمة المجتمع وحمايته من كل خطر محدق به. ومن عالم الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الذي بات يستقطب الكثيرين، أطلت الاستشارية الأسرية والمدربة، وغيرهن ممن سعين إلى تقديم التوجيهات والنصائح والمساعدة في سبيل الرقي في الحياة، كما اجتهدت المهندسة والمرأة المقاولاتية وغيرهن. اختارت "المساء" من خلال هذا الملف، أن تكرم كل السيدات الجزائريات، وانتقت نموذج النواعم النشطات، اللواتي تركن بصماتهن في مجالات تخصصهن، مما يعكس الرغبة الجامحة في المشاركة القوية في سبيل دفع البلاد والوباء، والنظر إلى غد أفضل. 

 


 

الإعلامية نادية شنيوني لـ"المساء"العمل الصحفي أخلاق واحترافية وإبداع

حاصلة على ماجيستير في علم النفس من جامعة بوزريعة، تخصص علوم التربية، ودكتوراه عن بعد في الإعلام من جامعة إسكندنافية وجامعة أمريكية، وشهادة عليا في منهجية البحث العلمي، حائزة على شهادة باحثة في مجال العلوم الإنسانية وعلوم التربية، عشقت الكتابة منذ نعومة أظافرها، وولعت بالشعر أيما ولع. قادها القدر والقلم إلى الصحافة المكتوبة في بداية مشوارها، لتصل بعدها إلى عالم الصوت والصورة، وتعمل كمحررة محققة في التلفزيون العمومي، لتصبح صحفية في الميدان السمعي البصري، وتجتهد بعدها في إعداد عدة برامج للجزائرية الثالثة قسم الإنتاج..

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ارتأت "المساء" تكريم هذه الصحفية المجتهدة المعطاءة عبر هذه الالتفاتة الطيبة.. ضيفتنا هي الإعلامية نادية شنيوني، التي سعدنا بمحاورتها والتعرف عليها وعلى مهمتها النبيلة عن قرب.

كيف ومتى كانت البداية مع المهنة التي رغم متعتها، تحفها العديد من المتاعب؟

❊❊ ككل البدايات، عادة ما يجد الإنسان صعوبات وعثرات، ليحس بطعم الإصرار والكفاح، وأنا بطبعي مكافحة ولا أستسلم للهزيمة والفشل أبدا، بدايتي في عالم الصحافة المكتوبة التي تعد مدرسة، كانت سنة 1993. كنت وقتها أدرس وأكتب في الصحف، منها "العالم السياسي"، جريدة "السلام" التي عملت بها متعاونة لمدة 3 سنوات تقريبا، وكللت بالإشراف على صفحتي المجتمع أنذاك، وقد كانتا من تصميمي، بعدها قررت سنة 1996، تصميم مجلة للأطفال عنونتها بـ زينو، وبالفعل لاقت استحسان الأولياء والأطفال، نظرا لمحتواها الهادف، لكنني لم أواصل وفضلت البحث عن عمل كصحفية، كوني عاشقة للميدان، ولحسن الحظ كان التلفزيون العمومي يوظف صحفيات في مجلة الشاشة الصغيرة. قدمت مواضيع لاقت القبول، فانضممت إلى الطاقم الصحفي، وفي عام 2006، للأسف الشديد، توقفت المجلة، اخترت الجزائرية الثالثة "قسم الإنتاج" لأواصل مشواري به محررة محققة مترجمة، فصحفية متخصصة، واليوم الحمد لله، رقيت لمحققة كبرى دائما بالقناة الثالثة، التي أصبحت إخبارية .

في رأيك كإعلامية لها خبرة سنوات في الميدان، ماهي مقاييس العمل الإعلامي الناجح؟

❊❊ هناك أسس جد هامة لابد من تواجدها في أي عمل صحفي، أهمها الموهبة والاطلاع والجرأة الأدبية والقدرة على اقتحام هذا المجال، كما لابد من توفر الأمانة والنزاهة، فجوهر العمل الصحفي لاشك هو الضمير المهني، فهو القائد والموجه للإعلامي لكي لا ينحرف عن هدفه، ويفقد مصداقيته وشعبيته، فلا تحريف ولا تزييف ولا مبالغة ولا ذم ولا تجريح ولا ضرب في الأعراض، ولا تشويه لسمعة أو صورة الغير لأجل سبق صحفي، أغراضه مغرضة غير نبيلة، فالصحفي المحترف محكه الميدان، وهو من يسعى إلى المعلومة، يواكب الحدث، يسعى إليه عن كثب متطرقا إليه بكل موضوعية وحيادية وأمانة، ويسلط الضوء على الحالة أو الظاهرة، مراعيا في ذلك ضميره، متقيدا بأخلاقيات المهنة التي تنص على عدم التجريح والتهويل والمبالغة، فالسبق الصحفي يجلبه ذكاء الصحفي ومواكبته للأحداث والوقائع وتقصيه للحقائق، حتى لا يقع في الخطأ والتضليل أو التعتيم، واطلاعه الواسع وأمانته وعزوفه عن فبركة القصص والأخبار التي لا وجود ولا أساس لها في الواقع، وسرقة أفكار الغير واستنساخ جهد الآخر ونسبه إليه، فالإعلام في نظري شخصيا، يبقى خدمة عمومية تفيد الناس وترفع مستواهم ثقافيا ومعلوماتيا، والأهم أخلاقيا لا العكس. 

ماهي أهم الأعمال الصحفية التي تعتزين بها وتحتفظين بها في الذاكرة، وتحتفظ بها الصحافة المكتوبة وأرشيف المؤسسة العمومية للتلفزيون؟

❊❊ في الصحافة المكتوبة، لدي مقالات وأعمدة في مجالات عديدة؛ اجتماعية، ثقافية وحتى اقتصادية، ولو أن الاقتصاد ليس اختصاصي، لكنني مطلعة على عالمه، ويطلب مني أحيانا الكتابة في مجلة لجامعة أمريكية، إلى جانب ربورتاجات ومواضيع تهم المجتمع هنا وفي الخارج، تخص الجالية المقيمة في أوروبا، فكلما سافرت، اغتنمت الفرصة للكتابة والالتقاء بفئة لطرح همومها وانشغالاتها، كما قمت أيضا بحوارات كثيرة في المجال الفني لجريدة "المساء"، التي سعدت بالتعاون معها لسنوات، أما فيما يتعلق بالتلفزيون، فلدي أرشيف هام في مجلة الشاشة الصغيرة، لقاءات حوارات، روبورتاجات وغيرها..

إلى جانب عملي في السمعي البصري، أي ما قمت به من روبورتاجات لـ"مساء الثالثة" وركن "صنعة بلادي" وحصص كثيرة منها؛ "الباقون في وجه الزمن"، حصة من 26 دقيقة تكرم أعلام الجزائر، إذ حظيت بشرف تصوير ومحاورة كل من الأساتذة الكرام: العلامة الجليل المرحوم "عبد الرحمان الجيلالي"، صاحب مجلدات تاريخ الجزائر، والأستاذين الكريمين "محمد الصالح الصديق" والشيخ المفتي أبو عبد السلام".

كما لدي عدة أفكار لحصص جسدت وبثت منها: حصة "هن" ،"حرفة لها تاريخ"، "رواد العلوم"، "رواق الإبداع"، وحاليا لدي 3 حصص تبث، وهي "سواعد البناء"، "أدمغة جزائرية" و"صناع التحدي" للقناة الإخبارية، ولازال الاجتهاد متواصلا، في ظل تشجيع المسؤولين.

الصحفي الناجح هو من يملك ملكة الكتابة ويتقن فنها ويترك أثرا من خلالها، فبعد كل هذه السنوات، هل في رصيدك مؤلفات؟

❊❊ أكيد لدي كتابين في الجانب الاجتماعي، يشملان كل ما كتبته في جريدة "السلام"؛ "صور من الواقع" و"قضايا من المحاكم"، وهناك كتاب "أعلام الفكر الجزائري" الذي شجعني على إنجازه وتأليفه، كل من الأستاذ محمد الصالح الصديق والمرحوم الأستاذ عبد الرحمان شيبان، اللذان سأظل شاكرة وممتنة لهما، وقد ظم الكتاب صفوة علماء الجزائر، إلى جانب ديوان شعر بعنوان "خواطر من عمق وجدان مؤمن"، دونت فيه كل أشعاري، من الابتدائي إلى اليوم، وهناك سيناريوهات ومسرحيات ربما رأت النور يوما.

ماذا يمثل لك انتماؤك لمؤسسة كبيرة، كالتلفزيون الجزائري، وكيف تقيمين عمله مقارنة بما تنجزه قنوات جزائرية أخرى؟

❊❊ ما من شك بأنني فخورة بانتمائي لهذه المؤسسة، التي ضحى لأجل استرجاعها الرجال، وما من شك أيضا، أنها دون مبالغة، أكثر مهنية واحترافية وإتقان واحترام لخصوصية العائلة الجزائرية، من القنوات الخاصة الأخرى التي يفتقر أغلبها لهذا الجانب الهام، ولا يحترم العديد منها للمشاهد وقيم المجتمع الجزائري وأخلاقه، وإقحام حصص لا معنى ولا طائل ولا هدف منها، سوى إظهار سلبيات المجتمع وتشويه صورة الفرد الجزائري والوطن، ودفع الشباب إلى الانحراف والعنف والهروب، عكس التلفزيون الجزائري الذي كان وسيظل وسيلة التقاء الأسرة الجزائرية، نظرا لرقي ونظافة ما يبثه عبر كل قنواته.

مع كثرة المسؤوليات والمهام المهنية والعائلية، هل من حيز في حياتك للراحة وتجديد الطاقة، وهل من هوايات مفضلة؟

❊❊ مهما كثرت المسؤوليات والانشغالات، لا بد من تخصيص وقت للراحة الجسدية والنفسية، وعليه، أسعى دائما إلى ممارسة الرياضة. مارست في صغري الفروسية، رياضتي المفضلة، وما زلت أحن من حين لآخر إليها، وأنا من هواة وعشاق رياضة التنس، إلى جانب المشي الذي أنصح به الجميع. ولأجدد راحتي النفسية، ألجأ كثيرا ويوميا إلى سماع القرآن الكريم وتدبر آياته، إلى جانب المطالعة وكتابة الشعر والقصة وتدوين مذكراتي.

ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة، ما هي كلمتك للمرأة الجزائرية؟ 

❊❊ بهذه المناسبة السعيدة، أهنئ كل النساء في جل أصقاع العالم، وأخص بالتهنئة المرأة الجزائرية المكافحة، الكادحة، الصبورة، المنتجة، المبدعة، الباحثة، الأستاذة والطبيبة، كما لا تفوتني تهنئة زميلاتي بالمؤسسة العمومية للتلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة والإلكترونية، ولك التهنئة والشكر زميلاتي المتألقة أحلام، فشكرا جزيلا ومزيدا من النجاحات والإنجازات. كما لا أنسى أن أشكر جريدة "المساء" على الالتفاتة واللقاء. فشكرا وألف شكر.

حاورتها: أحلام محي الدين

 

طالع في الملف أيضا/

*أمال هاشمي، محافظ الشرطة بأمن المقاطعة الإدارية لبئر توتة لـالمساء”: أبي وزوجي دعماني من أجل خدمة الوطن

*السيدة حكيمة قرابصية، صاحبة وحدة لإنتاج الآجر امرأة أخرجت المقاولاتية النسائية  من صورتها النمطية

* سارة زيد المال، عون الحماية المدنية مثال للمرأة الشجاعة التي تتحدى الصعاب

* منسقة الأخصائيّين النفسانيّين فاطمة الزهراء غزالي: عمدنا إلى مساعدة النفوس الهشة وحمايتها من الأمراض

* أميني زكية.. حائكة الزرابي: المرأة عنصر فعال... بها وعليها يعتمد المجتمع

* قسنطينة تحتفي بنسائها نشاطات متنوعة تثميناً لدور حواء

* البرلمانية فاطمة تغليسية لـالمساء”: الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فصل من فصول النضال

* الجزائرية كريمة بوقروة حاملة مشروع استغلال الطحالب البحرية ومبدعة تفوقت في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة

* فكرة تحولت إلى مؤسسة للملاءات قصة نجاح أم الأميرات الخمس

* تنصيب المجالس البلدية للمرأة خطوة للحث على الانخراط  في العمل السياسي

* يمتد إلى العاشر مارس في دار الثقافة ببومرداس معرض تحت شعار بيها وليها.. لحراير تبنيها 

* حياة بركوكي مستشارة التدريب الاحترافي لـالمساء”: ساهمتُ في البناء والخدمات وفق الزمان والمكان

* رغم خطورة الوباء... الخوف من العدوى... وهاجس العائلة طبيبات وجها لوجه مع الفيروس