البرلمانية فاطمة تغليسية لـ”المساء”:

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فصل من فصول النضال

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فصل من فصول النضال
  • القراءات: 709
ع. بزاعي ع. بزاعي

نوهت البرلمانية فاطمة تيغليسية بدور المرأة في الحراك الشعبي الذي أبهر العالم بسلميته، وأثبتت بسلوكها الحضاري، تمسك الشعب الجزائري بوحدته الوطنية غير القابلة للمقايضة والمتاجرة السياسية. مشيدة بهذه المحطة التي أعطت درسا للعالم في الديمقراطية التي قادها الشعب، ورافقتها المؤسسة العسكرية.

أوضحت في تصريح خصت به "المساء"، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن "مشاركة المرأة في مسيرات الحراك، موقف جديد متجدد مع طموحات الجزائريات والجزائريين في التغيير الشامل". داعية في السياق، إلى ضرورة "الحفاظ على قدسية الحراك وطابعه المبهر وصورته النمطية التي أبهرت العالم". بالعودة لعيد المرأة، أوضحت السيدة تيغليسية، أنه احتفال لكل النساء المبدعات والرائدات في التاريخ، وكل العاملات والطامحات لتحصيل حقوقهن، والنساء المكافحات في سبيل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء. فيما نوهت البرلمانية فاطمة تغليسيه بدور المرأة الأوراسية على مر العصور، واعتبرتها نموذجا ومثالا حيا في التضحيات. أكدت المتحدثة، من جهة أخرى، في قراءتها لحقوق المرأة في الدساتير العربية، أن الواجب يقتضي اعتماد مرجعية حقوق الإنسان في عالميتها وشموليتها، سواء ما تعلق منها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان عامة، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أو العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أو المواثيق الدولية الخاصة بالمرأة، وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية، التي خصت المرأة مكانة لا مثيل لها.

أبرزت المتحدثة أيضا، على هامش الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، أن المشاركة النسائية في البرلمان موفقة، عززتها بمقاعد إضافية لدعم طموحات المرأة الناجحة والقيادية، ولو أن في تقديراتها، نسبة النساء القياديات لا يرقين للمستوى المطلوب. وأرجعت المتحدثة ذلك إلى أسباب عديدة، منها المجتمع وتركيبته المعرفية، الفهم الخاطئ للدين. بالنسبة إليها، فإن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، فصل من فصول النضال لإبراز دور المرأة في الحياة السياسية. وقالت في هذا الصدد: "إن الصعاب لا تثنيها عن القيام بواجبها". وحسبها، فإن المشاركة السياسية للمرأة الأوراسية، امتداد لنضالها التاريخي وأصالتها ودورها خلال الحرب التحريرية، وانطلاقة فعلية لتأكيد الحضور.     

بالنسبة لمحدثتنا، فإن اليوم العالمي يبقى في النهاية، فرصة متميزة عن غيره من باقي الأيام. وأضافت قائلة: "منذ فترةٍ من الزمن، وأنا أحاول في نضالي، التركيز على إبراز دورها في الحياة الاجتماعية، وهو المجال الواسع الذي أشعر فيه بنفسي، أنني قادرة على الدعوة للأعمال الخيرية وتجسيد صور التضامن الوطني، خاصة بمناطق الظل التي تحظى بعناية الدولة، والاهتمام بالمرأة الريفية، وتفعيل دور البرامج والفرص التي تتيحها مختلف مراكز التكوين للمرأة الماكثة في البيت". عادت محدثتنا مجددا للحديث عن دور المرأة الأوراسية، خلال الثورة التحريرية، مبرزة نشاطها واسهاماتها التي عززت مكانتها في التربية والتعليم والصحة ومختلف القطاعات. ذكرت السيدة تغليسية، أن مشاعرها بمناسبة العيد العالمي للمرأة، تزامن مع الفترة العصيبة التي عاشتها المرأة خلال الحرب التحريرية، فقالت معبرة عن ذلك: "كنت من بين من أحسوا بهذه المعاناة الفظيعة، حتى وإن لم أعشها، فالتاريخ لقنني إياها في أجمل صوره التي عكست قيمة المرأة، مما يستلزم مني الدفاع عن حقوقها في مختلف المجالس المنتخبة والمنابر السياسية".

كما أنها لم تفوت فرصة الدعوة إلى تغليب الحكمة، واعتماد الحوار الجاد في ردها عن سؤال "المساء"، بخصوص المسيرات السلمية المطالبة بالتغيير، حيث اغتنمت الفرصة للإشادة بدور الأجهزة الأمنية التي تعاملت مع هذه المسيرات باحترافية كبيرة، ودور الجيش الشعبي الذي رافق الحراك في سلميته. للإشارة، تعد السيدة فاطمة تغليسية، من النشطات في الحركة الجمعوية بباتنة، سبق أن تألقت من خلال العديد من برامج جمعية "أوراس إيشاويين"، التي تترأسها، وشوهدت في العديد من المناسبات التضامنية. كما خصصت معظم وقتها للنضال تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني دون كلل، وإلى جانب نشاطها السياسي الروتيني، انشغلت بهموم المواطنين ونقل انشغالاتهم للمسؤولين المحليين. 

في ختام حديثها، جددت الدعوة، لاستغلال هذه المناسبة، في إطار تقاليدنا وتكثيف المبادرات الجادة لتفعيل دور المرأة في المجتمع، والتأسيس لثقافة المواطنة الحقة، والعمل سويا لإنجاح كل مبادرة من شأنها تعزيز الروابط الأخوية، والالتفاف حول مشروع الوحدة الوطنية، وسد المنافذ على كل المتربصين بالوطن، بعدما ثمنت الحوار الذي باشره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، داعية الجميع إلى توحيد الصفوف لغد أفضل والتمسك بالوحدة الوطنية.