المساء - الثلاثاء, 07 مارس 2023

الخطأ ممنوع أمام "المريخ" السوداني

سيكون فريق شباب بلوزداد أمام حتمية الفوز أمام ضيفه "المريخ" السوداني، في لقاء الجولة الرابعة للمجموعة الرابعة (مرحلة المجموعات)، لرابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، المقرّر اليوم الثلاثاء بملعب "19 ماي 1956" بعنابة على الساعة (20.00). 

بعد تسجيله لإخفاقين متتاليين في مقابلتيه الأخيرتين، بات نادي "العقيبة" مجبرا على الإطاحة بالمريخ السوداني، لتحسين مكانته في المجموعة الرابعة، كون ممثل الكرة الجزائرية يتواجد في المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط فقط.

وأجرى فريق شباب بلوزداد آخر حصة تدريبية له، أمس، بملحق ملعب "19 ماي 1956" في حدود الساعة السابعة (19:00)، وركّز خلالها الطاقم الفني على وضع آخر اللمسات، على التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها لقاء اليوم.

وعيّن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ثلاثي تحكيم من جمهورية الكونغو الديمقراطية، لإدارة مواجهة شباب بلوزداد بضيفه "المريخ" السوداني، ويتعلق الأمر بجين جاك نغامبو نادالا بمعية الحكم أوليفيير كابيني سافاري كحكم مساعد أول، والحكم نابينا بليز سيبوتو كحكم مساعد ثان في اللقاء.

تجدر الاشارة إلى أنّ شباب بلوزداد، سيشارك رسميا في البطولة العربية للأندية ‘’كأس الملك سلمان’’، المقرّر إجراؤها في ثلاث مدن بالمملكة العربية السعودية ‘’أبها، باها وطايف’’، حسبما كشف عنه الفريق العاصمي عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك.

ويعدّ شباب بلوزداد، ثاني ناد جزائري يتلقى الدعوة لخوض غمار هذه المنافسة بعد شبيبة الساورة. وسيدخل  شباب بلوزداد غمار المنافسة مباشرة في المرحلة النهائية، بينما تخوض شبيبة الساورة الدور التصفوي.

رسميا.. "موبيليس" صاحبة أغلبية الأسهم في شبيبة القبائل

❊ ليس هناك أيّ تداخل مصالح مع الرابطة المحترفة

كشف مصدر مسؤول من المتعامل الوطني للهاتف النقال، أمس، لـ"المساء"، أنّ "موبيليس"  اشترى 80 من المائة من أسهم النادي الهاوي لشبيبة القبائل، بصفة رسمية، وتمّ الإمضاء على كلّ الوثائق فيما ينتظر الانتهاء من بعض الإجراءات الإدارية، للإعلان الرسمي عن كلّ حيثيات العملية.

وأصرّ محدّث "المساء" على ضرورة التوضيح والتأكيد، على أنّ العملية تمّت وأنّ "موبيليس"، أصبحت صاحبة الأغلبية في الفريق القبائلي، الذي سيعرف انطلاقة جديدة، مجيبا في نفس الوقت، بعض الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، التي شكّكت في العملية، مشيرا إلى أنّ "موبيليس" شركة محترمة ومحترفة جدا، ولا تعير اهتماما لما يقال على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، وقال "الأكيد أنّ "موبيليس" أمضت مع النادي الهاوي لشبيبة القبائل، لتصبح صاحبة أغلبية الأسهم، وتبقى بعض الإجراءات الإدارية فقط، ليتم بعد ذلك الإعلان الرسمي، كما اعتادت "موبيليس" على القيام به في كل مرة، بطريقة احترافية ومنظّمة".

ونفى المتحدّث أن يكون هناك أيّ تداخل في المصالح، بعد ما روّج بأنّ "موبيليس" تموّل البطولة الوطنية، ومن غير الممكن أن تشتري أسهم أيّ ناد، حيث أكّد المصدر بالقول "ليس هناك أيّ تداخل في المصالح، الرابطة الوطنية لكرة القدم، أعطتنا فقط اسمها، لتصبح الرابطة المحترفة لكرة القدم "موبيليس"، فالعملية مجرد تسويق وإشهار"، ليضيف "ليس لدينا أيّ علاقة مع الرابطة، نحن نتدخّل فقط عندما يتم الإخلال بما تم الاتفاق عليه معها، مثل عدم وضع اللوحات الإشهارية باسم "موبيليس"، حول أرضيات الميادين في الملاعب التي تحتضن مباريات البطولة".

وبهذا أصبحت شبيبة القبائل، حسبما أكّده المصدر "فرعا من موبيليس"، وأضاف "نحن لسنا مموّلين لهذا الفريق، بل قمنا بشراء الأسهم من النادي الهاوي"، وفيما يخصّ بقية الإجراءات التي ينتظرها أنصار النادي القبائلي، كتشكيلة مجلس الإدارة، والطاقم الفني للفريق، وكلّ التدابير التنظيمية الأخرى الخاصة بالتشكيلة، أجاب محدثنا "الآن ليس وقتها"، مؤكّدا أنّه بعد الانتهاء الفعلي من كلّ العملية، سيعقد مسؤولو "موبيليس" وشبيبة القبائل ندوة صحفية لتوضيح كلّ الأمور.

وجاءت "موبيليس"، كمنقذ للنادي القبائلي، الذي يعاني من أزمة مالية كبيرة، أثّرت كثيرا على التشكيلة، التي تتواجد في وضعية معقدة، كونها مهدّدة بالسقوط إلى الرابطة الثانية، قبل نهاية الموسم بعدّة جولات، وحسب ما أكّده بعض مسيري شبيبة القبائل، فإنّ ديون النادي بلغت 160 مليار سنتيم، وستأخذ "موبيليس"، على عاتقها هذه الديون، وتساعدها على العودة إلى سابق عهدها..فريق كبير كان يسيطر على البطولة الوطنية، وله مكانته في القارة الإفريقية.

لابد من استراتيجية تضمن للمسن حياة بصحة جيدة

دعا الأخصائي في علم الأوبئة والطب الوقائي، البروفيسور عبد الرزاق  بوعمرة، إلى ضرورة العمل على وضع استراتيجية، تهتم بعامل الوقاية في سن مبكرة من حياة الطفل، لتفادي إصابته عندما يكبر ببعض الأمراض، التي تأتي عند بلوغ مراحل متقدمة من العمر، إلى جانب الاهتمام بتكوين المختصين في أمراض الشيخوخة، حتى يتمكن المسن من عيش حياته بصحة جيدة، ولا يحتاج إلى مرافق، مشيرا إلى أن الجزائر في السنوات الأخيرة، تسجل ارتفاعا في معدل المسنين، مقارنة مع الفئة الشابة، تبعا لعدة مؤشرات جعلت المنظومة الديمغرافية تتغير.

أكد الأخصائي بوعمرة، في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في يوم دراسي حول طب الشيخوخة، أن الجزائر شهدت في السنوات الأخيرة، تغيرات في التشكيلة الديمغرافية من حيث التطور العمري، ففي سنوات السبعينات، كانت الشريحة العمرية الأقل من 20 سنة، هي التي تسجل ارتفاعا كبيرا في الهرم الديمغرافي، لكن اليوم، ومع التغيرات التي عرفها المجتمع، نسجل كل عشر سنوات زيادة في عدد المسنين، مشيرا إلى أن الدراسات المستقبلية الأولوية تشير، إلى أنه في مطلع 2060، سيفوق عدد المسنين عدد الأطفال الأقل من خمس سنوات، مما يعني أن الفئة العمرية التي يتراوح اليوم سنها بين 20 و50 سنة، هي التي تتحول إلى شريحة مسنة، بالتالي فإن معيار العمر تغير في الجزائر.

وحسب المتحدث، فإن الفئة المسنة في الجزائر التي تفوق 60 سنة، تمثل حسب إحصائيات 2022، من 8 إلى 10 بالمائة، مقارنة مع إحصائيات 2019، التي تفيد بأن المسنين في عمر 60 سنة، لا تتجاوز نسبتهم 6 بالمائة، وعليه فإن الحصة الخاصة بكبار السنة في ارتفاع مستمر، ويقول "الأمر يتطلب التفكير منذ الآن في التركيز على عامل الوقاية، الذي من شأنه أن يضمن للفرد، عندما يبلغ مرحلة الشيخوخة، عدم الإصابة بعدد من الأمراض، بحكم عامل السن، ومنه التقليل على المنظومة الصحية من عبء التكفل به"، مشيرا إلى أن معادلة الحصول على مسن بصحة جيدة، يتطلب الاعتماد على عنصر الوقاية بالدرجة الأولى، فبعض الأمراض تصيب الشخص بمجرد بلوغه سن معينة، وحسب ما تشير إليه الدراسات، فبعد الستين سنة، يصبح المسن مؤهلا للإصابة بنسبة 65 بالمائة بمرض السكري والضغط الدموي، وغيرها من الأمراض غير المتنقلة.

الهدف من الاهتمام بعامل الوقاية بالنسبة للأشخاص في سن مبكرة؛ بلوغ مرحلة الشيخوخة في صحة جيدة، لا يحتاج فيها المسن إلى مرافق، لأنه قادر على الاهتمام بنفسه، مشيرا في السياق، إلى أن هذا القصد لا يتحقق إلا بالتركيز على وجوب اتباع نمط حياة معين، كالاهتمام بممارسة الرياضة وتناول نظام غذائي صحي، للوصول إلى مسن من دون أمراض، ومنه بلوغ منظومة صحية تسمح للمسن بالاندماج في الحياة اليومية، وقادر على التفاعل فيها.

وعن الأسباب التي رفعت معدل الشيخوخة في الجزائر، أشار البروفيسور بوعمرة، إلى أنها راجعة إلى عدة عوامل، أهمها تراجع معدل الوفيات، وكذا مدة الحياة التي تغيرت هي الأخرى، حيث كانت في سنوات السبعينات تقارب 47 سنة، واليوم وصلت إلى 76 سنة، ما يعني أن مدة الشيخوخة ارتفعت في الجزائر، خاصة مع تطور التكفل الصحي، وهو ما يجعلنا نتنبأ بأن الزيادة التي عرفناها في نسبة الشيخوخة سترتفع أيضا في السنوات القادمة، وكل هذا يقودنا إلى التأكيد على أهمية استراتيجية تسمح للمسن بعيش حياة صحية جيدة، مؤكدا أن التطور الديمغرافي وارتفاع نسبة المسنين لا يعتبر أمرا سلبيا، إنما هو نتاج التطورات التي يعرفها المجتمع، وهو تغير ديمغرافي عادي يخضع لعدد من المؤشرات.

بلوغ مرحلة الشيخوخة لا يعني تخلي المسن عن ممارسة حياته بصورة عادية، بل على العكس من ذلك، الاهتمام بالجانب الوقائي في المراحل الأولى من العمر، حسب المختص في الطب الوقائي، تسمح للشخص عند وصوله مرحلة الشيخوخة، أن يكون قادرا دائما على العطاء، ومعافى على الأقل من بعض الأمراض الشائعة المرتبطة بالعمر، لاسيما ما تعلق منها بالضغط الدموي والسكري، بالتالي حتى لا يكون العمر عاملا من عوامل الإصابة بالأمراض، فإن الهدف من الوقاية هو التقليص قدر الإمكان منها.

الموروث المحلي تنمية اقتصادية مستدامة

احتضنت دار الثقافة بخنشلة، مؤخرا، فعاليات الدورة الأولى للصالون الوطني للمنتجات المحلية، تحت شعار "الموروث المحلي تنمية اقتصادية مستدامة"، نظمه مكتب خنشلة للمنظمة الجزائرية للتراث والسياحة والصناعات التقليدية، في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، بمشاركة حوالي 80 حرفيا وحرفية وماكثات في البيت من جهات مختلفة من الوطن، بغرض التعريف بالحرف اليدوية والإنتاج المحلي، كما أشار إليه طارق صالحي رئيس المنظمة لـ«المساء"، مشيرا إلى أن الاهتمام بالإنتاج المحلي يخدم التنمية الاقتصادية.

أوضح صالحي، أن الصالون الذي احتضنه فضاء العرض لدار الثقافة "علي سوايحي"، شهد مشاركة أزيد من 20 ولاية، بهدف خلق توأمة بين المنتجين من عديد الولايات، للتعريف بمنتوجاتهم وتشجيعهم على تسويقها وتبادل الخبرات مع بعضهم البعض، وأكد على برمجة ورشتين من تأطير خبير مختص في مرافقة المشاريع ذات البعد الاجتماعي والإنساني، مشيرا إلى أن الورشة الأولى تتمثل في التنمية المحلية التشاركية، والثانية تتعلق بالأنشطة الحرفية المدرة للمداخيل.

أضاف صالحي، أن الهدف من الصالون ككل، هو ترقية المنتوج المحلي الطبيعي المعروف بالبيو، وتثمينه وتشجيع الشباب واالماكثات في البيت على خلق قيمة اقتصادية مضافة، وتشجيع الأسرة المنتجة، ومنه توفير فرص عمل، انطلاقا من المنزل، وكذا مرفقة بعض أصحاب الورشات الناشطة في مجال المنتجات الطبيعة لأجل التصدير، وتقديم تكوينات في كيفية خلق مؤسسات ناشئة، هدفها التسويف والتعريف والموروث الثقافي المحلي.

الباهية تعيد حكاية صاحب أدوار البطولة

يحيي المسرح الجهوي بوهران، هذا الخميس، الذكرى 29 لاغتيال عبد القادر علولة؛ من خلال وقفة تعيد أمجاد هذا الفنان الرمز، الذي كان علامة في مسار المسرح في الجزائر وخارجها. وسيتمكن الجمهور، بهذه المناسبة، من اكتشاف محطات مهمة في حياة الشهيد علولة، وفي المسرح الجزائري عموما.

يتضمن برنامج اليوم التكريمي معرضا للصور، خاصا بالراحل علولة، وبأعماله المسرحية التي حققت الانتشار الذي تعدى حدود الوطن، ولاتزال حية إلى اليوم، منها "القوّال" (1980)، والأجواد (1985)، واللثام (1989) إضافة إلى مسرحيات "التفاح" (1992)، و"أرلوكان خادم السيدين" (1993)، و"العملاق" (1994) التي لم يكمل كتابتها بسبب رحيله التراجيدي برصاصات إرهابية غادرة.

وتُعرض، أيضا، تجربة عبد القادر علولة الإبداعية التي فتحت الآفاق واسعة أمام البحث والاستثمار الفني؛ سواء على المستوى التنظيري، أو على مستوى الأداء.

ومن أقواله التي تدل على فلسفته الفنية: "بإمكاني تقديم مسرحياتي وحيدا داخل علبة شمّة.. لكن ذلك لا يستهويني".

اِستُدعي علولة عام 1963 لينضم لفرقة المسرح الوطني الجزائري، فشارك مع كبار الفنانين في صياغة بيان المسرح الوطني الجزائري، وكان منهم محمد بودية، وجون ماري بويجلين، ومحمد بن قانة، وعبد الرحمن كاكي، وكان هذا البيان مؤيّدا للواقعية الثورية، ومنددا بالرجعية، ويؤسس للمستقبل.

ومن 1963 إلى 1965 أدى علولة أدوارا في مسرحيات "أبناء القصبة"، و«حسن طيرو"، و"الحياة حلم"، و"القسَم"، و"الدون جوان"، و«وردة حمراء لي"، و«الشريرة المروّضة". كما ساعد علال المحب في إخراج مسرحيتيه الأخيرتين في 1964. وفي السنة نفسها أخرج علولة "الغولة" لرويشد، وألحقها بـ«السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، ولم يكن يتعدى السابعة والعشرين من العمر لما أصبح مديرا للمدرسة الوطنية للفنون الدرامية والكوريغرافيا ببرج الكيفان.

وعند رجوعه إلى المسرح الوطني الجزائري في 1967، قام باقتباس وإخراج مسرحية "النقود الذهبية" بمشاركة فرقة شابة لا يتعدى معدلها العمري اثنين وعشرين سنة، كان طموحها تأدية مسرح تجريبي، ونشر ثقافة الركح وسط جماهير البلد العميق؛ فقد كانت جولات المسرح الوطني تقتصر على خمس ولايات؛ هي وهران، والعاصمة، وعنابة، وقسنطينة وسيدي بلعباس.

يُذكر أن علولة نظم نقاشات في مختلف المسارح بحضور كل الشرائح السوسيومهنية من جهة، والمديرين من جهة أخرى، وكان أساسها إيجاد صيغة للتسيير الفعال والعقلاني للشأن الثقافي، وتحديد أهدافه، فاقترح "مخططا شموليا للنهوض". وبالموازاة مع زياراته لمسارح الدولة، كان يزور مختلف الفرق الناشطة، ويلتقي بالفنانين والكتّاب. وبادر باقتراح تأسيس ثلاثة مهرجانات؛ منها مهرجان مسرح الطفل والناشئة، ومهرجان المسرح الهاوي، ومهرجان المسرح المحترف. كما اقترح مسرحا وطنيا للناشئة، ومسرحا للفنون التجريبية، ومركزا وطنيا للأرشيف والتوثيق المسرحي. ويُذكر أن الراحل علولة نشّط المشهد الثقافي لمدينة وهران، فأنشأ بمعية كل فناني وهران ومثقفيها، جمعية "إبداع" التي رأت النور في 1988، واهتمت بشتى الفنون؛ كالرواية، والقصة، والشعر، والنقد والدراسات الأدبية، والفنون البلاستيكية، والسينما، والتقنيات السمعية البصرية، والمسرح، والموسيقى والأغنية. 

وظل علولة على اتصال مستمر بالفرق المسرحية الهاوية، يحضر إعاداتهم، ويناقشهم، ويوجّه مواهبهم، وينقِّح أعمالهم، وهو ما سيتجلى في مناسبة هذه الذكرى؛ على اعتبار الراحل اهتم بالشباب الهاوين، وأخذ بيدهم. كما أشرف على تهيئة الفضاءات الثقافية. وتابع، عن كثب، إصلاح قاعتين للسينما. وسُخّرت القاعة الأولى لاحتضان النشاطات المتعلقة بالطفولة والشبيبة، والثانية للمسرح التجريبي وتنظيم اللقاءات والمعارض. 

علولة عضو مؤسس لجمعية مساعدة الأطفال المصابين بالسرطان، وقف، يوميا، على أشغال ترميم مركز ما بعد العلاج (النقاهة) للأطفال المصابين بالسرطان الكائن في منطقة الرأس الأبيض المعروفة، وكان يزورهم دائما وغالبا وحده، "ويظل يكلّمهم إلى غاية أن ترتسم ابتسامة على وجوههم، فيضع يده الضخمة على رؤوسهم التي أفقدتها حصص العلاج الكيميائي، الشعر".

وفي رمضان 1994 أهدى الراحل ملابس جديدة لبنات وحدة الطفولة المسعفة. كما أهداهن الحنّاء ليخضبن أكفهن، وقال لهن: "إن الحناء فأل حسن". ويومان قبل عيد الفطر، وذات خميس من العاشر مارس 1994، وعلى الساعة التاسعة والنصف مساء، اغتالت رصاصات الإرهاب علولة على بعد أمتار من مسكنه.

للإشارة، يقدَّم، بالمناسبة، كتاب "النشاط المسرحي في الجزائر 1945-1980..دراسة للمقاربة السوسيولوجية" للهجات لمحمد جليد (أطروحات ماجستر)، وكذا عرض فني تكريمي لشباب المسرح.

ردّ اعتبار لمحمد أركون وتفقّه في تراثه المعرفي

أطلق الروائي الدكتور أمين الزاوي، أول أمس، عبر صفحته الإلكترونية، دعوة إلى تأسيس مركز للبحوث الإسلامية في حضن جامع الجزائر، باسم "محمد أركون"، مؤكدا أنه "أقل ما يمكن أن نقدمه لعالم ومفكر إسلامولوجي قلَّ نظيره، ستذكره الأجيال القادمة بفخر بعد أن تجاهله كثير من معاصريه من أبناء جلدته، وحاربوه".

من خلال التعليقات على هذه الدعوة عبّر كثير من متابعي الصفحة، عن دعمهم للمبادرة، فيما لم يستجب آخرون، ورأوا أن هذه الفكرة مآلها الفشل. وقال بعضهم: "من ينتمون لهذه الرقعة الشاسعة التي "ترقد" عليها أمة تدعى أمة العرب المسلمة، لا أعتقد البتة بأنها وهي تجتر وتقول باختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. وفي هذا لا أشك لحظة في أنها لا تتفوه بها سوى كمضمضة للفم، ونفاق، وزور وكذب، وألا ما عساها وبأي تحجج ترد عنها كل هذا التعصب والمغالاة في مقام كهذا، تجاه مفكر مسلم، بمثابة شعلة وقبس في وجه عصر هائل التسارع يكتب بالضوء.. غير أن من حاربوه، وهم من جلدته، تحنّطوا منذ زمن بعيد، قطعا سيتولى الكثير محاربة فكرة إنشاء مركز للبحوث الإسلامية باسم هذا المفكر الفذ، بديارنا وخارج الديار؛ لأن الليل يخاف من الشمس".

تعليق آخر قال: "في الحقيقة، مفكر من هذا الطراز لا يحتاج منا شيئا، نحن الذين في حاجة إلى فكره. أركون سبق عصره، وسينصفه التاريخ لاحقا عندما تتحقق أطروحاته ورؤاه حول الإشكاليات التي خصّص لها كل وقته، وعندما تتأكد فعالية مناهج البحث التي كان يستعملها وبتلك الصرامة التي عرف لها. كما اعتقد أن ربط اسمه بمسجد، ولو كان مسجد الجزائر، سيسهّل لاحقا التلاعب بأفكاره لتحريفها والتضييق عليها".

وعلّق الأستاذ إبراهيم بادي بتفاعله: "وأنا من هذا المنبر أشاركك الفكرة، وأعتقد أن إعادة الاعتبار للبروفيسور محمد آركون، لا تكون إلا بخلق مناخ أكاديمي يؤمه المختصون من بقاع الأرض، ويحيون من خلاله خلة التباحث والتجديد التي صاحبته سنوات التدريس. ومع الأسف، تمت الغفلة عن هذا الهرم الذي غربته عملية الدفن بمراكش، رحمه الله. والشكر للدكتور أمين الزاوي على هذه الدعوة الكريمة".

للإشارة، كتب الدكتور الزاوي عن فكر أركون، مؤكدا أنه اهتم بالفكر النقدي، وبمسائل على قدر كبير من الأهمية في مجال الإسلاميات. ولعل الزمن قد أعطى له الحق بعدها. وكان الزاوي يصف الراحل أركون بأبي حيان التوحيدي المعاصر، وقال: "كان لي شرف استضافة محمد أركون في واحدة من حلقات برنامج "أقواس"، الذي كنت أعدّه وأقدمه للتلفزة الجزائرية. وقد اكتشفت في محمد أركون المفكر الذي ينزل من حيث السلالة الفكرية من ثلاث محطات فكرية أساسية: أولها المعتزلة، وثانيها ابن رشد، وثالثها أبي حيان التوحيدي، الذي كان يعدّه أخا روحيا له".

وأضاف الزاوي أن أركون كان حدثا فكريا في كل مشاركاته في دورات ملتقى الفكر الإسلامي، الذي كان ينظمه الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم بالجزائر. وكان مفكر اللامفكر فيه؛ إذ كان دائما يشدد على دراسة الفلسفة؛ لأنها هي الوحيدة التي تترك وتحافظ على الفكر في حيويته ونشاطه وحيرته وأسئلته.

وترك الراحل محمد أركون إرثا كبيرا من المؤلفات والدراسات الغنية، التي كتب أغلبها بالفرنسية وتُرجمت إلى اللغة العربية، وإلى العديد من اللغات الأجنبية؛ كالهولندية، والإنجليزية، والإندونيسية، أغنت مكتبة الفكر العربي والإسلامي، من بينها "الفكر العربي"، و«الإسلام: أصالة وممارسة"، و«تاريخية الفكر العربي الإسلامي" أو"نقد العقل الإسلامي"، و«الفكر الإسلامي: قراءة علمية"، و«الإسلام: الأخلاق والسياسة"، و«الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد "، و«العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب"، و«من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي"، و«من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟"، و«الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة"، و«نزعة الأنسنة في الفكر العربي"، وكذا "قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم؟" وغيرها.

بن يوسف وغربي يكرّمان الراحل عبد الكريم دالي

تحيي مؤسسة "عبد الكريم دالي" الذكرى 45 لوفاة عميد الأغنية الأندلسية الراحل عبد الكريم دالي، يوم الجمعة 10 مارس الجاري، بقاعة "ابن زيدون" بمركز الفنون رياض الفتح، بمشاركة المطربتين نادية بن يوسف ومنال غربي، وإلى جانبهما نسيمة حفاف الحائزة على المرتبة الأولى لجائزة الشيخ عبد الكريم دالي.

وسينشط الحفل من قبل اثنين من الأصوات المتميزة للأغنية الجزائرية، هما نادية بن يوسف ومنال غربي. وسيرافقهما أوركسترا مؤسسة "دالي"، تحت قيادة المايسترو نجيب كاتب. وخلاله سيتم تقديم ألبوم النوبة في نوع رصد الذيل، الذي سجلته نسيمة حفاف الفائزة بالدورة الثالثة من جائزة عبد الكريم دالي التي أقيمت في فيفري 2022. وفي برنامج السهرة التكريمية عرض فيلم وثائقي عن حياة وعمل عبد الكريم دالي، من إخراج صبرينة صوفتا. وعبد الكريم دالي من مواليد تلمسان سنة 1914 لعائلة جزائرية ذات أصول تركية، نزحت خلال فترة الحكم العثماني. أول من اكتشف مواهبه هو الشيخ عمر بقشي، الذي علّمه مبادئ الموسيقى الأندلسية.

واصل رحلته الموسيقية مع عبد السلام بن ساري أخي العربي بن ساري، ومع الشيخ يحيى بندالي الذي كان يمثل، حينئذ، الموسيقى الغرناطيّة. عزف على آلة المندولين، ثم على الكمان والنّاي، وأخيرا على العود. انضم لأهم الفرق آنذاك، وهي فرقة العربي بن ساري؛ حيث أدى أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. وواصل مسيرته بعد ذلك مع رضوان بن ساري (ابن العربي)، ثم انضم لفرقة الشيخة طيطمة. سجّل سنة 1930 استخبار موّال. وسجل سنة 1938 ما يقارب العشرين أسطوانة في شركة ألجيريافون (Algériaphone). قدّم عروضا مع فرقة إذاعة الجزائر تحت قيادة محمد فخرجي، ثم انضم لها نهائيا سنة 1952.

أعداد سابقة

« مارس 2023 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
    1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 31