دكتور العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا حمود صالحي لـ"المساء":

حقوق الجالية بأمريكا محفوظة وتوجه نحو تأجيل برنامج الهجرة

حقوق الجالية بأمريكا محفوظة وتوجه نحو تأجيل برنامج الهجرة
  • القراءات: 2203
حوار: شريفة عابد حوار: شريفة عابد

أكد دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية، نائب رئيس جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حمود صالحي، أن الجالية الجزائرية بالولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بكامل الحقوق ولم يحدث أن تم انتهاك أي من حقوقها، بما فيما حقوق الموتى في الدفن بسبب فيروس كورونا، عكس ما حدث لبعض المهاجرين الجزائريين بأوروبا، حيث أبرز في هذا الصدد بأن الجالية الجزائرية بأمريكا تمثل في مجملها النخبة التي تتمتع بحق الإقامة القانونية، مشيرا في المقابل إلى أن هناك توجها نحو تأجيل برنامج الهجرة للموسم القادم إلى شهر جانفي المقبل، بدلا من موعدها في الخريف. كما أشار المتحدث في حوار مع "المساء" إلى أن هناك نقاشا حاليا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض أعضاء الكونغرس من أجل طرح فكرة العودة للنشاط ورفع الحجر، بعد الخسائر الكبيرة التي سجلتها بورصة "وال ستريت" التي هي عماد الاقتصاد الأمريكي.

المساء: اشتكى الكثير من المهاجرين الجزائريين، لاسيما غير الحاصلين على وثائق الإقامة الشرعية ببلدان أوروبية من ظاهرة حرق الموتى من أفراد الجالية المتوفين بسبب وباء كورونا عوض دفنهم، في ظل ارتفاع عدد الوفيات بهذه البلدان، هل تعاني الجالية الجزائرية بالولايات المتحدة الأمريكية من نفس المصير؟

الدكتور صالحي: لا لم يحدث ذلك ولم يصل إلى مسامعنا أي خبر حول دفن أفراد الجالية الجزائرية المتضررة بفيروس كورونا بطريقة غير لائقة. وسفارتنا بواشنطن والقنصلية بنيويورك تتابعان الوضع وتصرحان بحالات الوفاة في حال حدوثها.

بالإضافة إلى هذا، هناك حرية كبيرة لدى الصحافة في تناول المواضيع المتعلقة بالوضع الوبائي، فضلا عن وجودة وسائل للتواصل الاجتماعي، التي تنشر كل الأخبار. ولم يتم الحديث عن حدوث مثل هذه الأمور بالنسبة للجالية الجزائرية بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما أن ما يجعل حوادث حرق جثامين أفراد الجالية الجزائرية مستبعدة تماما بالولايات المتحدة الأمريكية، هو اختلاف طبيعة هذه الجالية مقارنة بتلك المتواجدة بأوروبا، حيث تمثل في الولايات المتحدة في مجملها النخبة والإطارات، وهي تقيم بطريقة شرعية وتتمتع بكامل الحقوق، مثل كل الأمريكيين.

في المقابل، يمكن الحديث بالولايات المتحدة الأمريكية، عن بعض الأقليات التي عانت بسبب الوباء. وهي الأقليات من أصول إفريقية التي تقيم بمناطق وأحياء فقيرة وبطبيعة الحال حالتها الاجتماعية تختلف عن حالة الأغنياء، فالمجتمع الأمريكي قائم على الرأسمالية والليبرالية وهناك طبقات اجتماعية مختلفة.

❊ بعض البلدان الأوروبية المتضررة من وباء كورونا، أعادت ترتيب سياستها الخاصة بالهجرة بسبب الأضرار التي سببها الوباء. كيف هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وهل هناك تفتح أكثر على الهجرة لاستقطاب الإطارات والنخبة من مختلف دول العالم؟

❊❊ الأمر المؤكد الذي سيحدث هذه المرة بسبب تداعيات كورونا هو تأجيل السفارات الأمريكية بالخارج فتح برامج الهجرة للموسم القادم، حيث كان من المفروض أن يتم فتحها مع نهاية السنة، لكن هذه المرة ستتأخر إلى غاية بداية العام القادم، وقد يكون ذلك في شهر جانفي 2021.

❊كيف تعيش كجزائري بديار الغربة الحجر الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل هناك غرامات أو عقوبات جزائية تطبق على المخالفين للحجر ؟

❊❊ مثل بقية الأمريكيين، نسخر مجمل وقتنا للقراءة أو الرياضة واستغلال فرصة الحجر في إنجاز الأعمال المختلفة، كالاعتناء بالحدائق وغيرها من الأعمال التي تختلف من شخص لآخر، حسب البيئة التي يقيم بها. أما خارج المنزل، فالحجر يشمل منع التجمع بالمقاهي والمطاعم وقاعات الشاي. لكن يمكن للزبائن اقتناء حاجاتهم والعودة إلى البيت.

أما بالنسبة للغرامات فهي غير معتمدة لفرض الحجر الصحي بولاية كاليفورنيا. وكل ما هو معمول به لفرض تطبيق هذا الإجراء هو امتناع أصحاب المحلات والمساحات التجارية عن بيع المنتجات للزبائن الذين لا يرتدون الكمامات.

❊ سجل في الفترة الأخيرة ارتفاع رهيب في عدد الإصابات بالولايات المتحدة الأمريكية. هل مرد ذلك تقديس الأمريكيين للحريات الفردية وكسرهم للحجر؟

❊❊ لا.. في الحقيقة السبب يعود بالدرجة الأولى إلى عدم التدخل وتطبيق الحجر المنزلي في الوقت المناسب، ما أدى إلى تفشي المرض وانتشاره بشكل واسع. كما أن طبيعة النظام الفيدرالي جعل كل ولاية تتدخل بشكل مستقل. ولكن في كاليفورنيا مثلا، لم تكن هناك إصابات كثيرة وكانت جد معزولة مقارنة بولايات أخرى، على غرار نيويورك التي تحولت إلى بؤرة كبيرة للوباء بالنظر لكثرة النشاط المعروفة به هذه المدينة.

كما أن هناك أسبابا أخرى ساهمت في تفشي المرض، ترتبك أساسا بالنظام الصحي الأمريكي، والذي هو نظام يسيطر عليه القطاع الخاص وليس القطاع العمومي، بشكل لا يجعله مفتوحا للجميع، زيادة على عدم الكشف المبكر عن الحالات المرضية.

بالإضافة إلى هذا، نجد من أسباب انتشار المرض أيضا، إلغاء الرئيس الأمريكي لبرامج صحية، كانت مقررة قبل تفشي فيروس كورونا، في ترتيبه للأولويات الوطنية. علاوة على أن الإدارة الأمريكية لم تقدر بأن الوباء سيكون بالأثار الكبيرة التي سببها وهو ما خلف خسائر لم تكن في الحسبان.

كما تجدر الإشارة في هذا المقام، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية معروفة بنظامها الفيدرالي الذي يمكن حاكم كل ولاية من التصرف بحرية في ولايته وفق ما يراه مناسبا، ولهذا فإن انتشار الوباء بكاليفورنيا مثلا، كان أقل بكثير مقارنة بنيويورك ومناطق أخرى، حيث اتخذ حاكم كاليفورنيا تدابير مسبقة قبل انتشار المرض.

❊ ماهي الوسائل التي اعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية لشد المواطنين بالحجر ؟

❊❊ في بداية الوباء لم يكن هناك تحضير لكيفية التعامل مع الوضع. وبعد انتشاره وفرض الحظر اعتمدت الحكومة على الشخصيات السينمائية والفنانين ونجوم الكرة والمجتمع، في التحسيس بضرورة البقاء في المنزل، من خلال بث فيديوهات وحصص تلفزيونية، تتناول كيفية تعامل هؤلاء المشاهير مع الحجر، حتى يقتنع المواطن الأمريكي بهذا الإجراء الوقائي الأساسي ويختار بالتالي البقاء في بيته.

إضافة إلى هذا، هناك الـ"سوشيال ميديا" (شبكات التواصل الإجتماعي) التي تتطرق يوميا لهذه المسائل من خلال تبادل التجارب وعرضها للمشاهد حتى يحتذي بها.

❊ الرئيس دونالد ترامب، يريد العودة للنشاط بعد تأثر الاقتصاد الأمريكي، هل سينجح في تحقيق هذا الأمر، في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من احتمال وقوع كارثة ؟

❊❊ نعم.. حاليا يوجد نقاش كبير داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول العودة للنشاط، بسبب الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الأمريكي والانهيار المتواصل للمؤشرات الاقتصادية ببورصة "وال ستريت" التي هي رئة الاقتصاد الأمريكي، حيث يواصل مؤشر "داو جونز" تراجعه وكذلك الأمر بالنسبة لمؤشر "ستاندرد بورز500" ومعه مؤشر "ناسداك"، فضلا عن تراجع العقود النفطية بشكل مستمر.. وهذا سبب بطالة وخسائر للمستثمرين، ما يجعل النقاش مستمرا حول خطط الإنقاذ العاجلة في ظل استمرار مخاطر الوباء.