‘’إجازة أمومة” للبقر و«حضانة” للعجول!

- 602
بدأ رئيس معمل ألماني لإنتاج الألبان في تخصيص ”إجازة أمومة” لبقره من أجل رعاية صغارها. تظهر الدراسات أن العجول التي تتربى في كنف أمها تسلك سلوكا اجتماعيا أفضل، ويكون إنتاجها أحسن. كيف ذلك؟
يقول الألماني هانز مولر، رئيس معمل ”دي أوكو ملكبورن” لإنتاج الألبان والزبادي العضوي، ”كل عجل يحتاج لأمه”، وهذا هو السبب وراء قيامه بإعطاء ”إجازة الأمومة” لبقره الذي يتم السماح له بالبقاء لمدة ثلاثة أشهر تكرس نفسها لصغارها. يشعر مولر بالسعادة من النتائج التي تمخضت عنها هذه التجربة، إذ يقول ”هناك علاقة حميمة بين العجول والبقر، ونحن كمزارعين توقفنا عن الشعور بذلك”. حصل مولر على فكرة إجازة الأمومة من زبائنه الذين سألوه عن الكيفية التي تنمو بها العجول. ويقول ”تركنا العجول مع بقرة مرضعة، لكن لم تكن هذه الطريقة نموذجية”.
من أجل السماح للماشية بعيش حياة طبيعية أفضل، طبّق مولر تجربة ملازمة الأم للعجل عند تربيته قبل عامين في مزرعته في لينتفوردن، شمالي ألمانيا. هذه التجربة مختلفة تماما عن الطريقة التي يتم بها تربية معظم العجول في ألمانيا التي تملك 4،3 ملايين رأس بقر حلوب، مما يجعلها أكبر منتجة للألبان في الاتحاد الأوروبي.
بينما يطعم المزارعون معظم العجول بالدلاء، يتم السماح لعجول مولر بأن تظل مع أمهاتها وترضع أينما شاءت وبالكمية التي تريدها من المصدر مباشرة. وما زال يتم حلب أمهات العجول على نحو منتظم، لكن المزارع يأخذ فقط ما تبقى. وفي شهرها الثالث، تميل العجول إلى شرب كل اللبن، حسب مولر. ويضيف ضاحكا ”نكون محظوظين إذا نام العجل”، لكن هذا لا يحدث في أغلب الأحوال. تستهلك العجول نحو ألف و600 لتر من اللبن كل عام، مما يعني عدم تمكن مزارع من توفير 1600 لتر لمعمل الألبان، وفقا لمعهد تونين المتخصص في الأبحاث الخاصة بالزراعة والبيئة.
يعتبر مولر شعور البقر والعجول بالسعادة الواضحة تعويضا له عن كمية الألبان المفقودة، ويقول بأن ”الأم والعجل يتعانقان ويلعق كل منهما الآخر بلسانه لتنظيفه، وتنادي البقرة دائما على عجلها حتى يكون بجانبها لحمايته”. يملك مولر أيضا شيئا في حظيرته لا يملكه مزارعون آخرون؛ وهو ”دار حضانة” للبقر. ويضيف مولر ”عادة ما يكون لدي بين خمسة إلى ثمانية عجول تقريبا في القطيع”، يشكّلون مجموعة قائمة بذاتها، ويضيف ”في الشتاء، تكون العجول غالبا في الحظيرة الأكثر دفئا، وبمجرد أن يصبح الطقس دافئا، فإنّهم يخرجون ويجرون في المراعي ويلعبون مثلما كنا نفعل نحن أيام طفولتنا”.
يشير مولر إلى أن الأمهات يمكن أن ينتابهن شعور بالعصبية إلى حد ما، عندما ينطلق صغارها للعب، لكن ”بعد أسبوع أو عشرة أيام تبدأ في التحرر من هذا الشعور”، ليست الأمهات فقط، لكن حتى البقر الآخر في القطيع الذي يهتم بما تفعله مجموعة ”الحضانة”.
يتم عادة، فصل العجول عن أمهاتها بعد 24 ساعة من ولادتها، مما يعني أن العجول تواجه غالبا مشاكل في السلوك، لأنها لا تستطيع أن تشبع حاجتها الطبيعية من الرضاعة. ووفقا لمولر، فإنه عندما يتم ترك مهمة تربية العجول لأمهاتها، فإنها تتمتع بصحة أحسن، بالتالي يقل احتمال إصابتها بالإسهال، ويقل احتمال إصابة البقر بالتهاب الضرع.