لا صوت لقطرات الماء المتساقطة

لا صوت لقطرات الماء المتساقطة
  • 546

فكك العلماء أخيرا لغزا قديما، يتمثل في سر الصوت المزعج للماء المتساقط في شكل قطرات من الصنبور، مقترحين اعتماد وسيلة بسيطة لحل هذه المسألة، وهي استخدام سائل الجلي، وأشار الباحثون في الدراسة إلى أن قطرة الماء نفسها ليست المسؤولة عن إصدار هذا الصوت،  عندما تتساقط على سطح السائل، بل هو ناجم عن حركة فقاعة هواء صغيرة تنشأ عند الارتطام وتدخل تحت سطح الماء.

قال بيتر جوردان، الباحث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا،  ومعهد بريم التابع لجامعة بواتييه، وهو أحد معدي الدراسة "من دون فقاعة لا وجود لهذا الصوت"، وأضاف "تؤدي فقاعة الهواء هذه عن طريق تأرجحها، إلى ارتجاج سطح المياه الذي يؤدي دورَ مكبّر للصوت، يصدر هذا الضجيج الذي نعرفه جميعا". ويتحول صوت متقطع ومضجر سريعا إلى مصدر إزعاج خلال الليل.

اهتم أحد معدي الدراسة، وهو انوراغ اغاروال، من قسم الهندسة في جامعة "كامبريدج" بخصوص هذا الموضوع، بعدما انزعج من صوت مياه متسربة من سقف منزل أحد الأصدقاء، وقال الباحث "فيما لم أكن أستطيع النوم بسبب صوت مياه، تتساقط قطرة قطرة في دلو، بدأت بالتفكير في المشكلة"، وأضاف اغاروال في بيان صادر عن جامعة كامبريدج "فوجئنا عندما اكتشفنا أن أحدا لم يجد السبب الحقيقي لهذا الصوت".

غير أن الدراسة ذكّرت أن الصوت الصادر عن قطرة مياه تتساقط على سطح الماء "موضوع أثار الفضول العلمي منذ أكثر من قرن". أشار جوردان إلى أن الآلية باتت معروفة، فعند الارتطام، يتشكل ما يشبه الفجوة، ثم يحصل قذف صغير للسائل وتتشكل فقاعة هواء.

ولناحية الضجيج، انصب اهتمام العلماء حتى اليوم بالصوت المتأتي من تساقط القطرة تحت الماء، بدل البحث في أسرار الصوت الذي تصدره أيضا في الهواء، وأجرى الباحثون قياسات عبر المايكروفون لتحليل الصوت المنبعث في الهواء واستعانوا بهيدورفون (مايكروفون للاستخدام تحت الماء)، لالتقاط الصوت المنتشر تحت الماء. وحدد بعدها الباحثون علاقة بين ما يرونه والصوت المتأتي من القطرة، وخلص جوردان إلى أن "القليل من سائل الجلي في الماء قد يحل المشكلة".