كتيبة نسائية تحرس أدغال سومطرة

كتيبة نسائية تحرس أدغال سومطرة
  • القراءات: 1061

تستيقظ سوميني مع بزوغ الفجر، وتحضر الطعام لعائلتها الكبيرة، وتنجز أعمالها المنزلية قبل أن تستعد لعمل من نوع آخر، يقضي بحراسة أدغال سومطرة. فهذه الإندونيسية البالغة من العمر 45 عاما، تترأس كتيبة نسائية تتصدى لإزالة الغابة المدارية والصيد غير القانوني للنمور وحيوانات آكل النمل الحرشفي، وغيرها من الأنواع المهددة.

يواجه الفريق المؤلف من نحو ثلاثين امرأة، قوالب نمطية تمييزية ضد النساء لا زالت راسخة في هذه المنطقة التابعة لإقليم أتشيه المحافظ، حيث تغض السلطات الطرف عن استغلال الخشب بما يخالف القانون، وتوسع مزارع البن. تقول سوميني؛ إن مفهوم الغابة لطالما كان مرتبطا بالرجال. لكننا نسعى إلى تغيير العقليات وإثبات أنه يعني المرأة أيضا. فقد قررت النساء المستاءات من الدمار الذي يلحق بالغابة، التحرك لحل هذه المشكلة، وتشكلت هذه المجموعة التي تضم بين أفرادها أحد أبناء سوميني وزوجته، في العام 2015، بعد فيضانات أتت على عشرات المنازل في هذه البلدة التي تعد قرابة ألف نسمة. وأرادت سوميني أن تعرف سبب هذه الكمية من الخشب والمخلفات في المياه المتأتية من منحدرات بركان في الجوار.

وسرعان ما ظهرت لها الإجابة على تساؤلاتها عند توجهها إلى الموقع، حيث اكتشفت أن الغابة قد أزيلت، فقررت التحرك لحماية الغابة، ومرتين في الشهر، تعتمر سوميني قبعة فوق حجابها، وتنتعل حذاء من المطاط وتتوغل في الأدغال لخمسة أيام. وهي تبحث مع كتيبتها عن أبسط دليل على أفعال صيد غير قانوني، أو قطع أشجار وتحرر الحيوانات العالقة في الفخاخ، وتحصي الأنواع المنتشرة في المنطقة. وتنصب المجموعة لافتات تحذر من ممارسة أي نشاط مخالف للقانون تبلغ به السلطات. وتزرع النساء الأشجار بالآلاف بمساعدة متطوعين. وتروي سوميني أن البعض يعتبر ألا دخل للنساء بالغابة. غير أن بعض الحطابين والصيادين غير القانونيين، انضموا إلى هذه الكتيبة وباتوا يتطوعون في صفوفها.