تم مسح ذاكرتها كليا

فتاة تعود إلى الحياة بـ"دماغ أبيض"

فتاة تعود إلى الحياة بـ"دماغ أبيض"
  • 760

لم تكن الشابة البريطانية فران جيل، البالغة من العمر 25 عاما، تعلم بأنها في يوم ما لن تتمكن من التعرف على أقرب أفراد عائلتها وأصدقائها، بعد عملية معقدة أجريت لها بسبب مرض دماغي نادر.

استيقظت جيل بعد العملية "شخصا مختلفا تماما"، بعد ما تم مسح ذكرياتها بسبب التهاب دماغي نادر، يبدأ فيه جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا دماغية سليمة، وفق ما ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية يوم السبت.

فقدت عالمة الأحياء البحرية، من مقاطعة كورنوال ببريطانيا، كل ما كانت تعرفه، بما في ذلك فترة تعليمها الجامعي التي امتدت إلى خمس سنوات، ويتوجب عليها الآن أن تتعلم كيف تتعرف على كل شيء من حولها من جديد، وقالت جيل: "لم أتخيل أن يكون لقائي مع الناس الذين أعرفهم منذ سنوات،  كأنه لقاء لأول مرة. إنه أمر محزن حقا. أشعر أيضا أنني ألتقي بنفسي مرة أخرى، لأنه ليس لدي أية فكرة على الإطلاق عما كنت عليه قبل اليوم"، وأضافت؛ "يقول الناس إنني إنسانة جديدة وشخص مختلف، وإنهم مضطرون إلى قبول الأمر. كل ما أريده هو العودة إلى ذكرياتي القديمة الجميلة".

بدأت المشكلة مع جيل بصداع نصفي، أدى إلى اضطرارها للبقاء في السرير لمدة أسبوع، حيث اعتقد الأطباء أن الصداع ناجم عن شد في عضلة على مستوى الرقبة في بادئ الأمر، لكن الأمر تطور بعد أيام، حيث طلبت لها إحدى صديقاتها سيارة إسعاف لنقلها مباشرة إلى المستشفى، وهناك أدخلت في غيبوبة بهدف إنقاذ حياتها، وضمان عدم حدوث أية حركة مفاجئة قد تزيد حالتها سوءا.

بعد أسبوع، شعرت جيل بعد أن استيقظت في المستشفى، بأنها شخص مختلف تماما، وكانت غير قادرة على القراءة أو المشي أو التحدث لعدة أسابيع، حيث كانت لا تزال آنذاك بحاجة إلى إعادة تعلم العديد من المهارات الحياتية الأساسية، وأوضحت "القيام بأبسط الأشياء، مثل استخدام الكمبيوتر أو التنقل في أحد المتاجر الكبرى، أصبح صعبا للغاية"، وتابعت؛  "من المحزن أن كل السنوات التي أمضيتها تم محوها، مثلما يمسح أحدهم الطباشير عن السبورة".