طباعة هذه الصفحة

عش وحيدا.. تمت مبكرا

عش وحيدا.. تمت مبكرا
  • القراءات: 916

الإحساس بالوحدة ليس مجرد شعور غير مريح، إذ يمكن أن تكون له آثار خطيرة على الصحة. من يعش وحيدا يتعرض بشكل أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسرطان. لذا فالوحدة خطرها أكبر من التدخين والكحول والبدانة. كيف ذلك؟

إن الوحدة أصبحت مرضا شائعا، وهناك تشخيص صادم يقول إنه القاتل رقم واحد في المجتمع العصري. يحذر العلماء منذ 15 عاما من خطورة الوحدة على الحالة الصحية للإنسان. فقد أعد باحثون منذ ذلك الحين، 148 دراسة من أنحاء العالم، تتعلق بهذا الأمر وجاءت النتائج مرعبة!

حسب تلك الدراسات، فإن الوحدة والانعزال الاجتماعي لهما أكبر تأثير على عمر الإنسان، ويفوق تأثيرهما إدمان الكحول والبدانة. كما أن هناك تزايد في عزلة البعض عن المجتمع أمكن ملاحظته منذ سنوات.

العزلة ليست مجرد شعور غير مريح، إنما مسألة يمكن أن تكون لها آثار خطيرة وتأثير سلبي على الصحة. والسؤال هنا؛ لماذا ذلك؟

الإجابة على هذا السؤال، كما يعتقد العلماء، لها علاقة بماضي البشرية، حين كان العيش المشترك شرطا أساسيا للبقاء على قيد الحياة. فالحياة وسط المجموعة أسهل وقاسمها المشترك العمل الجماعي لتأمين الغذاء والتناسل، وقبل كل شيء، الحماية من المخاطر كمواجهة الحيوانات المفترسة، أما الخروج من الجماعة، فيعني مواجهة مخاطر الحياة منفردا، وهو ما ينتج عنه توتر نفسي يدفع الجسم إلى مواجهة إنذارات صحية عديدة، بسبب فقدان الأمان المتوفر في المجموعة.

قام علماء بإجراء تجربة على شخصين لقياس نسبة التوتر لديهما، عن طريق فحص اللعاب لمعرفة نسبة هورمونات الإجهاد لدى كل منهما، والنتيجة أن  الشخص الذي يتمتع بعلاقات اجتماعية، ارتفعت لديه نسبة هرمون الكورتيزول باعتدال، فالانتماء إلى المجموعة منحه الأمان، حسبما يعتقد الباحثون.

أما الشخص الذي يعاني من الوحدة، فكانت نسبة الكورتيزول لديه مرتفعة، وأظهرت دراسات أخرى بأن النسبة كانت مرتفعا طيلة اليوم، والنتيجة؛ يحصل الجسم على إمدادات لمواجهة أعراض صحية محتملة، فيقل النوم وترتفع نسبة السكر والضغط، كما تتدنى كفاءة جهاز المناعة بسبب الكورتيزول.