العمل ليلا يرهق الجسد ويهدم العلاقة الزوجية

العمل ليلا يرهق الجسد ويهدم العلاقة الزوجية
  • القراءات: 1029

كشف تقرير أمريكي حول نوبات العمل الليلية وأثرها على النوم وعلى حياة الناس الاجتماعية، أنّ أهم العوارض الناجمة عن العمل الليلي المستمر، هو فقدان الجسد والعقل البشريين قدرتهما على أداء وظائفهما الطبيعية بشكل منتظم. وأوضح أنّ العقل والجسد البشري مبرمجان بشكل طبيعي على العمل نهارا والنوم ليلا، والخروج عن هذه المعادلة والتقسيم، سيخلق فوضى في طريقة النوم، ينتج عنها أرق مستمر، وإرهاق متصل، وخلل في الوظائف الفزيولوجية. وأكّد التقرير أنّ كثيرا ممن يعملون ليلا لا يحصلون على ساعات نوم نهاري كافية بسبب التزاماتهم الأسرية، وبسبب التزاماتهم الاجتماعية واليومية المتعلقة بمراجعة الدوائر الرسمية والعيادات الطبية، وبيّن أنّه إذا استمر هذا الوضع لمدة طويلة، فإنّ أجساد هؤلاء ستعاني من خلل في أداء الوظائف، وترافقه في نفس الوقت حالات إرهاق ذهنية ونفسية وبدنية متصلة.

وأوضح التقرير أنّ العمل الليلي المستمر يترك آثارا مدمرة على أسر العاملين والعاملات، حيث يكبر أبناؤهم في ظل وجود أحد الأبوين فقط بشكل دائم، أو في ظلّ وجود شخص غريب يتولى رعايتهم، وهذا الأمر يترك أثرا تربويا مؤلما يصيب نفوس الأطفال ويترك فيها آثارا غير قابلة للشفاء، فيصبحون عدوانيين أو انطوائيين، وأشار إلى أنّ الأطفال يُحرمون في الغالب من اللقاء الحقيقي الحضوري مع أحد الوالدين إذا كان يعمل ليلا بشكل مستمر. يشار إلى أنّ بعض منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية وبعض النقابات عبر العالم، تسعى إلى إلزام أصحاب العمل بمنح العاملين في نوبات العمل الليلية إجازات متراكمة، بحيث يكون مجمل ساعات عملهم السنوية مساويا لستة أشهر، مقابل 6 أشهر إجازات مدفوعة الأجر، وشعارهم دائما "حماية الأسرة والحياة الأسرية وتوفير مناخ صحي صالح لنمو الأطفال ونشأتهم". ونبّه التقرير إلى أنّ العمل ليلا يخرب العلاقة الزوجية بشكل غير قابل للإصلاح، لأنّ وجود أحد الزوجين بشكل مستمر بعيدا عن شريكه سيخلق بينهما فجوة عاطفية وجسدية قد تهدم علاقة الحب والود والألفة بينهما، وتوصّل تقرير "الهيئة الوطنية للنوم" إلى أنّه لا توجد حلول مجدية لمشكلة العمل الليلي، لأن المشكلة متصلة بتوقيت العمل وهو غير قابل للتغيير.