رئيس جمعية "تضامن آيدز" احسن بوفنيسة لـ"المساء":

‘’كورونا" لم يمنح التكفل بمرضى "السيدا"

‘’كورونا" لم يمنح التكفل  بمرضى "السيدا"
  • القراءات: 1159
  رشيدة بلال   رشيدة بلال

أعرب أحسن بوفنيسة، رئيس جمعية "تضامن آيدز"، عن ارتياحه لحال المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، من حيث التكفل الطبي وتوفر الأدوية، خاصة بعد تسجيل تراجع في الوضعية الوبائية في الأشهر الأخيرة، والتي سمحت بالعودة إلى استئناف رحلاتهم العلاجية ومتابعة حالتهم المرضية، مرجعا الارتفاع المسجل في عدد المصابين بداء "السيدا"، إلى تراجع العامل الوقائي الذي يتوجب العمل عليه في الميدان، بالتوعية حول خطورة هذا الداء المزمن.

أكد رئيس الجمعية في معرض حديثه مع "المساء"، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لداء "السيدا"، المصادف للفاتح ديسمبر من كل سنة، "أن الوضعية الصحية للتكفل بالمرضى المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة في الجزائر، في تحسن، رغم تسجيل بعض النقائص المرتبطة بإجراء بعض التحاليل الدورية، غير أن الوضعية عموما، وبالنظر إلى الحالة الوبائية التي جعلت داء "كورونا" يأخذ حصة الأسد من اهتمام الوزارة الوصية، يمكن التأكيد على أنها في تحسن، "كون المرضى يحصلون على أدويتهم ويجري متابعة حالتهم الصحية، بالمقارنة مع الفترة السابقة المرتبطة ببداية تفشي داء كورونا، إذ كان المصابون بداء السيدا من أكثر الشرائح المجتمعية تضررا، بسبب ضعف المناعة وعدم القدرة على التواصل مع المستشفيات لإجراء التحاليل الدورية، والحصول على الأدوية"، يقول المتحدث: "الأمر الذي تطلب من الجمعية، بالتنسيق من وزارة الصحة وبعض المستشفيات، التدخل ونسج علاقات داخل ولاية العاصمة وخارجها، لتمكين المرضى من الحصول على أدويتهم ومتابعة علاجاتهم".

من جهة أخرى، أرجع رئيس الجمعية، الارتفاع المسجل في عدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، إلى تراجع العمل الوقائي والتخلي عنه، حيث سجلت الجزائر 18 ألف حالة، بعدما كانت تسجل الجزائر سنويا بين ألف و1500 حالة في السنة، غير أن هذا الرقم ارتفع، مما يستدعي العودة الجادة إلى التحلي بالثقافة الصحية حول كل ما يتعلق بطرق انتقال الفيروس، والتأكيد على العمل التحسيسي،  خاصة بين فئات الشباب، مشيرا في السياق، إلى أن الجمعية لا تزال تعمل في الميدان، رغم ضعف إمكانياتها، إلا أن العمل الجمعوي، حسبه، "يظل غير كاف ويتطلب تضافر الجهود مع الجهات الوصية، من أجل تدعيم هذا المسعى بصورة جادة، للتقليل من عن عدد الإصابات"، وحسبه، فإن "الاهتمام بفيروس كورنا المستجد، غطى على احتياجات باقي الأمراض الأخرى التي لا تقل خطورة عنه".

على صعيد آخر، أوضح بوفنيسة أن جمعيته ملتزمة ببرنامجها التحسيسي منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد سبق أن أقرته مع وزارة الصحية، حيث تمكنت في عز أزمة "كورونا"، أن تجد الحلول للتكفل بمرضى داء المناعة المكتسبة وتلبية احتياجاتهم، خاصة ما تعلق منها بالدواء، وحتى الطرود الغذائية والتغطيات الصحية، بما في ذلك اللوازم الخاصة بالوقاية من  الفيروس، كالكمامة والمعقمات، داعيا بالمناسبة، وزارة الصحة، لإيجاد حلول تمكن من دعم الجمعيات ماديا حتى يتسنى لها توسيع شبكتها في مجال التكفل بهذه الشريحة، والوصول إلى تطبيق البرنامج الدولي في مجال الوقاية من فيروس فقدان المناعة المكتسبة، وإعطاء صورة واضحة حول الوضعية الوبائية في الجزائر.

وردا على سؤال "المساء"، حول ما إذا كان فيروس "كورونا" المستجد واحد من الأسباب التي جعلت عدد المصابين بالداء يرتفع، أوضح محدثنا "أنه بطريقة غير مباشرة، يمكن القول، إنه ساهم في رفع عدد الحالات، ليس بالنسبة للفئات المصابة التي تعرف بإصابتها، إنما لدى الفئات المصابة ولا تعرف بأنها مصابة، واحتكت بغيرها بسبب عدم الكشف والاهتمام بكل ما يتعلق بفيروس "كورونا" والخوف من العدوى، لافتا إلى أن من أهم أسباب تفشي داء فقدان المناعة المكتسبة، العلاقات خارج الزواج غير المحمية لدى الفئات الشبانية الأقل من 35 سنة.