ترى عضو مجلس الأمة نوارة جعفر أن نضال المرأة الجزائرية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اتّسم بالمرحلية، مقرة بأنّ ما تم تحقيقه من مكتسبات كان بفضل الترسانة القانونية التي ميّزت حكم الرئيس السيد عبد العزيز بوتفليقة، في حين أكدت على ضرورة تفعيل هذه القوانين ميدانيا حتى يكون للنضال صداه الإيجابي على حياة المرأة التي لا تملّ ولا تكلّ من انتزاع حقوق مازالت تتطلع إليها،  لاسيما في المجال السياسي، كما تعترف بأنّ النظرة الدونية للرجل تجاه المرأة تغيّرت ولم تعد كالسابق.

❊ كيف ترين وضعية حقوق المرأة في الجزائر؟

— المرأة في الجزائر خطت خطوات كبيرة فيما يتعلّق بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة بعد التعديل الدستوري الأخير، ولما تمت ترقيتها في المجالس المنتخبة محليا ووطنيا، حقّقت نتائج نوعية وصلت إلى 31.6 بالمائة، ما يعني أنها الأولى في المستويين العربي والإفريقي، أما في العالم فأصبحت تحتل المرتبة الـ27، بمعنى أنّ هناك تطورا في ظل الإصلاحات التي باشرها الرئيس بوتفليقة.

لابدّ من الإقرار أيضا بتعديلات القوانين الخاصة بحماية المرأة، الأسرة والجنسية مثلا، وأعتقد أنّه من المهم الآن السهر على تطبيق القوانين وحثّ النساء أكثر على الاندماج في الأحزاب السياسية، لتمكينها من دخول غمار السياسة سواء على المستوى المحلي أو المجالس المنتخبة، فمثلا على مستوى مجلس الأمة، مازالت كل التعيينات التي تحظى بها المرأة تتمّ من قبل رئيس الجمهورية، ورأينا أنّه خلال الانتخابات الأخيرة لمجلس الأمة لم تحصل أية امرأة على مقعد في المجلس من طرف حزب.

نأمل مستقبلا على مستوى مجلس الأمة الأخذ بعين الاعتبار مسألة التواجد الفعلي للنساء في الأحزاب السياسية والمجالس المنتخبة وترشيحهن لنيل مقعد في المجلس. 

❊ حدثينا عن تجربتك، لاسيما أنك توليت مناصب مختلفة؟

— لقد استفدت كثيرا من المحطات التي مررت بها سواء على المستوى النضالي أو على مستوى تولي المسؤولية في الإعلام أو السياسة من خلال العمل الحزبي، وكنائب في المجلس الشعبي الوطني وتعييني من قبل رئيس الجمهورية في مجلس الأمة، أفتخر بكل هذه المحطات وسعيدة جدا بالتعامل مع الناشطات داخل المجتمع المدني ومع التنظيمات والهيئات العالية في مجال حقوق الإنسان بصفة عامة.

❊ تولي المرأة المسؤولية، هل يضفي عليها التميز؟

— تكلّفين بمهمة، أكيد أنك ستسهرين على أدائها بصورة جيدة، كما أنّ الصورة الجيدة تعكس المكانة التي يوليها الوطن للمرأة الجزائرية التي ساهمت في تحرير البلاد وتشييد وتعزيز الديمقراطية، فالمسؤولية أمر مهم جدا ويجب على كل واحد منا سواء رجل أو امرأة، السهر على القيام بها على أحسن ما يرام.

❊  ما هي العراقيل التي تواجه المرأة وكيف يمكن تغيير نظرة الرجل إليها؟

— مع الوقت، ستزول هذه النظرة الدونية للمرأة، وبدأت حقا تزول بصورة كبيرة، ما دام فيه تقبّل نساء على مستوى البرلمان وعلى مستويات أخرى، كالقضاء والإعلام والمجالات الاقتصادية وأصبحت في المشهد العام للبلاد، لكن يجب النضال من أجل ذلك أكثر لتتمكّن المرأة من إقناع الرجل بأنّ لها حضور في المجتمع لا يقلّ عن حضور الرجل.