أولاد جلال تمسك بالتنمية مبكرا وتؤمن نفسها إلكترونيا 100٪

ولاية فتية تريد إحداث التحول في كل القطاعات

ولاية فتية تريد إحداث التحول في كل القطاعات
  • القراءات: 4356
 إعداد: ح. عمران إعداد: ح. عمران

تمكنت الولاية المنتدبة أولاد جلال، في ظرف لا يتعدى السنتين فقط، من إحداث قفزة وصفت بـ«النوعية» في مختلف أوجه التنمية، بهذه المنطقة الواقعة غرب ولاية بسكرة، ففي زمن وجيز استطاع القائمون على شؤون تسييرها تنصيب مختلف الهياكل التي وضعت في خدمة أزيد من 200 ألف ساكن بـ 06 بلديات هي: الدوسن والشعيبة وأولاد جلال، وكذا بلديات سيدي خالد والبساس وأيضا راس الميعاد، إذ كانت الولاية المنتدبة لأولاد جلال سباقة لاستكمال تأمين إدارتها إلكترونيا بنسبة 100٪. اليوم تحولت الولاية الفتية أولاد جلال إلى ورشة مفتوحة، ساهم في إنعاشها مؤهلات طبيعية واقتصادية، شجعت على بروز استثمارات واعدة، زادها إرثها الثقافي والسياحي تميزا، وبهذا استحقت أن تصنع التميز. مراسلنا وافانا بهذا الروبورتاج

توفر المقرات ساعد على سرعة تنصيب المديريات المنتدبة

تعد أولاد جلال من بين الولايات المنتدبة القليلة التي تمكنت وبسرعة فائقة في تنصيب المديريات المنتدبة، حيث لم يمض أقل من عام حتى تم تنصيب 11 مديرية، وهو العدد الذي كان مقررا بموجب مرسوم إنشاء هذه الولاية المنتدبة، كما تم أيضا وبنفس السرعة، تعيين المسؤولين على المقاطعة ومنهم تحديدا الأمين العام ورئيس الديوان ومدير التنظيم والشؤون العامة والإدارة المحلية،   وهذا الأمر ساعد، كما قال الوالي المنتدب السيد جلولي بوشنتوف على الالتحاق المبكر للمديرين التنفيذيين، خصوصا بعد التمكن من تهيئة وتجهيز مقرات هذه المديريات، مؤكدا أن هذا الإجراء تبعته عملية التوظيف للموارد البشرية التي شملت 80 منصبا جديدا سواء على مستوى المقاطعة في حد ذاتها أو المديريات المنتدبة المنصبة حديثا. وتنفيذ هذه الأمور مجتمعة ساهم وبشكل كبير في بناء قاعدة صحيحة لانطلاق هذه الولاية المنتدبة الفتية، وبحسب الوالي المنتدب دائما، فإن مؤهلات وخبرة المديرين المنتدبين ورغبتهم الكبيرة في العمل ساعدت على مباشرة المهام دون مقدمات، حيث تم بالسرعة الفائقة الانتقال من مرحلة التنصيب إلى مرحلة العمل الميداني من خلال متابعة مشاريع التنمية بشقيها البلدي والقطاعي، باعتبار أن جميع المديرين المنصبين كانت لهم الدراية الكافية بطبيعة العمل المطلوب منهم، والذي كان ينتظرهم، ولأن خبرة هؤلاء كانت كبيرة، فإن الجميع اندمج في جو عمل الولاية المنتدبة بشكل سريع وفاعل مع تسجيل ملاحظة وحيدة،  وهي تأخر تنصيب ثلاث مديريات منتدبة تتعلق بالصحة والتربية والثقافة، لهذا التأخر تأثيراته التي وجب تداركها عاجلا. 

كما أن السلطات المحلية بالمقاطعة الإدارية سعت إلى ضمان توسيع نشاط بعض الهياكل الإدارية والمؤسسات العمومية التي لا تزال مرتبطة بالولاية الأم، بهدف تلبية حاجيات المواطنين المتزايدة والعمل على تقريب الإدارة. وفي هذا الشأن، تم توسيع نشاط كل من مصالح «سونلغاز» ومفتشية الضرائب والضمان الاجتماعي للأجراء و«الجزائرية للمياه» ومؤسسة التطهير وغيرها كثير.

تأمين الإدارة الإلكترونية وتأكيد مبدأ تقريب سلطة القرار

من خلال زيارتنا إلى مقرات البلديات الستة التابعة للمقاطعة الإدارية أولاد جلال، لاحظنا أن نسبة التغطية فيما يخص الإدارة الإلكترونية بلغت 100 بالمائة، وذلك ما أكده لنا أكثر الوالي المنتدب الذي أشار إلى أن جميع البلديات تم تزويدها في وقت قياسي بالتجهيزات والإمكانيات البشرية، لتمكينها من استخراج جميع الوثائق البيومترية، مما ساهم بشكل مباشر في تقريب الخدمة العمومية من المواطن وتخفيف عناء التنقل خصوصا بالنسبة للبلديات والتجمعات البعيدة، حيث أصبح بإمكان سكان تلك البلديات والتجمعات استخراج وثائقهم من مقرات بلدياتهم دون تكبد عناء التنقل إلى مقر الدائرتين أو مقر الولاية المنتدبة. كما أن من الإيجابيات الكبيرة جدا التي نجمت عن تنصيب المقاطعة الإدارية أولاد جلال، وبحسب الوالي المنتدب دائما، هو تقريب سلطة القرار لأن تواجد المديرين التنفيذيين ومختلف الإطارات، وقبل ذلك الوالي المنتدب على مقربة من المشاريع، ساعد على مراقبتها ومتابعتها يوميا، وكل العراقيل كانت تحل في ساعتها وعلى أرض الميدان دون انتظار، وهذا الأمر في حد ذاته ساهم في تفعيل التنمية المحلية وتسريع وتيرة الإنجاز، بدليل، كما قال الوالي المنتدب السيد بوشنتوف، أن نسبة الإنجاز كانت ضعيفة جدا في الأشهر الأولى من تنصيب الولاية المنتدبة، حيث تم حينها ملاحظة وجود مشاريع غير منجزة تعود حتى إلى سنوات 2006 و2008، ومع مرور الأشهر وتكثيف المديرين المنتدبين وإطارات مختلف المديريات للعمل الميداني المباشر، تم تحقيق قفزة نوعية في مجال تنفيذ المشاريع التنموية واليوم وفي مطلع سنة 2017، يؤكد الوالي المنتدب أن جميع المشاريع منجزة بصفة كلية في أغلب بلديات المقاطعة الإدارية، ما عدا بعض المشاريع القليلة جدا التي تجاوزت نسبة إنجازها حاليا 70 بالمائة، وهذا الأمر ـ كما قال الوالي المنتدب ـ يشجع من الآن للمطالبة بمشاريع جديدة، طالما أن وتيرة ومدة الإنجاز أصبح متحكم فيها بشكل كلي، والفضل في ذلك يعود إلى تقريب سلطة القرار بعد تنصيب الولاية المنتدبة.

مشاريع بالملايير غيرت وجه بلديات المقاطعة

لا يختلف اثنان من سكان المقاطعة الإدارية أولاد جلال على أن تنصيب الولاية المنتدبة جاء بخيراته التي لا توصف، بدليل أن جميع بلديات هذه المقاطعة تحولت خلال الأشهر الماضية إلى ورشات عمل كبيرة ومفتوحة، يتم من خلالها إنجاز العديد من  المشاريع، وفي جميع القطاعات تقريبا، خاصة الموارد المائية والتهيئة الحضرية والبناء وغيرها. وفي هذا السياق، تمكنت بلديات المقاطعة من تنفيذ عدة مشاريع متعلقة بالطرق والتهيئة الحضرية التي مست أغلب الشوارع والأحياء. كما أن البلديات استطاعت قطع أشواط كبيرة في مجال تجديد وتوسيع مختلف الشبكات الباطنية، ومنها شبكات الغاز التي شملت جميع مقرات البلديات وتوسعت إلى العديد من التجمعات السكانية البعيدة، مثل قرية ديفل بأولاد جلال، عاشور زيان بسيدي خالد وعدة تجمعات سكانية ببلدية الدوسن. وفي مجال الموارد المائية، حظيت بلدية سيدي خالد بمشروع إنجاز بئر البيانية وخزان مائي جديد، كما استفادت أولاد جلال عاصمة المقاطعة من الإفراج عن مشروعي منقبين ظلا مجمدين منذ عام 2014 وبغلاف مالي يفوق 100 مليار سنتيم. كما أن أغلفة مالية كبيرة جدا فاقت 50 مليار سنتيم خصصت لإعادة تهيئة عاصمة المقاطعة، وهذه المبالغ الضخمة خصصت لإعادة التعبيد والتبليط والإنارة العمومية، بعد الانتهاء طبعا من مد مختلف الشبكات تجديدا وتوسيعا.

مؤهلات وآفاق مستقبلية واعدة في مجال الاستثمار

فيما يخص جانب الاستثمار، فإن الولاية المنتدبة أولاد جلال تعد أرضا خصبة قابلة لتنفيذ مختلف المشاريع الاستثمارية، بسبب توفر جميع المؤهلات والامكانيات المشجعة على ذلك، منها تحديدا شساعة الأراضي، حيث تفوق مساحة هذه المقاطعة 11263.80 كلم مربع، وهذه المساحة الشاسعة تتنوع بين أراض فلاحية مستغلة وغير مستغلة وأراض رعوية وأخرى صالحة للعمران وكل النشاطات. وتتوفر بلديات المقاطعة حاليا على مناطق نشاطات مهيأة وهناك مناطق نشاطات أخرى قيد الإنشاء، سواء ببلدية الدوسن أو أولاد جلال أو سيدي خالد، يضاف إلى ذلك التسهيلات الكثيرة والتحفيزات الممنوحة حاليا للمستثمرين من أجل ولوج عالم الاستثمار من بوابة أولاد جلال التي تقع على محور الطريق الوطني رقم 46 و46(أ). هذه الولاية المنتدبة وبجميع بلدياتها، تعد نقطة عبور هامة بين الشمال والجنوب والجنوب والشرق. وفي هذا السياق، أكد الوالي المنتدب أن المستثمر وبمجرد حصوله على قرار الامتياز، يتم مرافقته في الميدان وتذليل كل الصعوبات التي قد يواجهها. وهنا أعطى الوالي المنتدب مثالا على نجاح الاستثمار في هذه الولاية المنتدبة،  مستشهدا بمصانع الجبس الخمسة المنجزة والتي هي قيد الإنجاز، مؤكدا أن توفر المواد الأولية ساعد على نجاح هذا النوع من الاستثمارات الصناعية، بدليل أن أولاد جلال تعد حاليا رائدة وطنيا في إنتاج مادة الجبس وبجودة عالمية. كما أن الطابع الفلاحي لجميع بلديات المقاطعة جعل المسؤولين يشجعون على الاستثمار في هذا المجال، من خلال التشجيع على إنجاز مصانع للصناعات التحويلية، باعتبار أن المقاطعة تضم بلدية الدوسن الرائدة في مجال الإنتاج الزراعي في البيوت المحمية، إضافة إلى إنتاج التمور والحليب والقمح في الأراضي المسقية. كما أن تميز الولاية المنتدبة بالطابع الرعوي وشهرتها في مجال تربية المواشي من سلالة أولاد جلال، جعل المستثمرين يختارون الاستثمار في المجالات التي تتوفر فيها المواد الأولية والسلطات المحلية بدورها تشجع على ذلك. ومن الاستثمارات الواعدة في هذه المقاطعة مصنع الأنابيب وحفاظات الأطفال ومصنع آخر للأدوية الفلاحية،  ومشروع حديقة التسلية الذي تتواصل به الأشغال حاليا، إضافة إلى مشاريع صغيرة ومتوسطة ساهمت وستساهم في خلق مناصب شغل وتأمين المنتوجات المصنعة للمواطنين. كما أن الجانب الخدماتي أخذ نصيبه من الاستثمار سواء لإنشاء عيادات طبية أو مصالح خدماتية وكل هذه الاستثمارات المنجزة أو التي هي قيد الإنجاز ستعود بالفائدة الكبيرة على السكان بجميع بلديات المقاطعة، من خلال تأمين فرص العمل للشباب البطال وتوفير السلع والخدمات التي يحتاج إليها المواطن المحلي.

مقومات هائلة لإنعاش الجانب السياحي

تتوفر المقاطعة الإدارية أولاد جلال على مؤهلات سياحية توصف بالهائلة والمتنوعة، وتشمل بالتحديد السياحة الدينية والحموية والتاريخية أيضا. ففي مجال السياحة الدينية، تزخر هذه المقاطعة بمعالم دينية قيمة جدا وهي تعد حاليا مقصدا لجميع الزوار والسياح. ومن هذه المعالم، نذكر مسجد خالد بن سنان العبسي والزاوية المختارية وصومعة المسجد العتيق بالرحبة القديمة بأولاد جلال. وفي مجال السياحة الحموية، تتوفر أولاد جلال على منابع كبيرة للمياه الساخنة، غير أنها غير مستغلة في المجال السياحي قصد استقطاب المرضى والراغبين في العلاج بالمياه الحموية في إطار الطب البديل. والمقاطعة الإدارية تضم أيضا معالم سياحية ذات بعد تاريخي، منها القبور الرومانية القديمة بكل من الدوسن ومنطقة وادي التل ببلدية البسباس، إضافة إلى الآثار الرومانية بمنطقة الحمراء، شرقي أولاد جلال ومنطقة القطار ببلدية رأس الميعاد، التي تعد صورة طبق الأصل لمنطقة غوفي بولاية باتنة،  يضاف إلى ذلك العديد من المناطق الأثرية والتاريخية القيمة التي تصلح للاستغلال لإنعاش الجانب السياحي، ومنه توفير مداخيل للخواص والمهتمين بالشأن السياحي. وبالعودة إلى الحديث عن الآثار، نذكر الجهود الكبيرة التي يقوم بها الديوان المحلي للسياحة بأولاد جلال وأيضا مجهودات بعض الباحثين من أبناء مدينة أولاد جلال، وعلى رأسهم الباحث الدكتور فيلاح الذي ساهم مع عدد من الباحثين في الآثار، في إعادة الاعتبار لثلاثة مواقع أثرية بعاصمة المقاطعة الإدارية، في انتظار توسيع النشاط مستقبلا لبقية الآثار التي تحتاج الترميم أو البحث والتنقيب. كما نذكر في مجال السياحة بالمقاطعة الإدارية صحراء المنطقة الشاسعة والغنية بحيواناتها البرية، كالأرانب وطيور الحبار وحتى الغزال في أقصى الجهة الجنوبية الغربية، وهذه الصحراء ظلت ولا تزال متنفس أبناء المدينة وحتى الزوار والضيوف، ومن دولة الخليج والمهجر، حيث يستغل الجميع الجو المعتل للقيام بخرجات سياحية بهدف الراحة والاستجمام وإقامة وجبات المشوي بلحم الخروف هروبا من ضوضاء المدن، ورغبة في استنشاق الهواء النقي وقضاء سويعات في حضن الصحراء الجميلة بهذه المقاطعة الإدارية. غير أن الجدير بالذكر هنا، أن الاهتمام بالجانب السياحي في المنطقة ما زال دون المستوى المطلوب، رغم الجهود المبذولة، ولعل ارتقاء هذه الجهة إلى ولاية منتدبة قد يعطي دفعا إضافيا للجانب السياحي، طالما أن كل مقومات هذا الجانب متوفرة وستتوفر أكثر بفضل المشاريع الاستثمارية ذات العلاقة بالجانب السياحي.