ترحيب بردع المضاربين في معسكر

وفرة في الزيت ونقص في الحليب وندرة في السميد

وفرة في الزيت ونقص في الحليب وندرة في السميد
  • القراءات: 899
ع. ياسين ع. ياسين

أصبحت عودة زيت المائدة، في المدة الأخيرة، إلى رفوف المحلات التجارية ببلديات ولاية معسكر، وبيعه بسعره المدعم والمقنن (650 دج لصفيحة خمسة لترات) محل ترحيب من المواطنين، الذين كثيرا ما عانوا من متاعب البحث عنه، وإن عثروا على هذه المادة، فبأسعار خيالية أو بعد الوقوف في طوابير طويلة. كما تحولت ظاهرة عرض مختلف أنواع وأشكال صفائح زيت المائدة بوفرة، سواء في مداخل وأمام محلات بيع المواد الغذائية بأحياء البلديات، وتغير أسلوب عمل التجار بين ليلة وضحاها إلى حديث العام والخاص.

حيث لم يخف في هذا الشأن خالد صلاح الدين (46 عاما)، من سكان بلدية المامونية، موظف بمؤسسة عمومية، ورب لأسرة تتكون من ثلاثة أبناء، ارتياحه لتوفر بعض المواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع، خاصة مادة زيت المائدة، نتيجة للإجراءات الردعية التي أقرتها الدولة وتتخذها حاليا في حق التجار المخالفين، الذين يتفننوا في مختلف أساليب المضاربة والاحتكار لتحقيق الربح السريع على حساب جيب المواطن. ففي بلدية المامونية، التي تبعد عن عاصمة الولاية معسكر بحوالي كيلومترين، وبعد أن اختفت منها ظاهرة ندرة زيت المائدة، لا تزال محلاتها التجارية لبيع المواد الغذائية لا تلبي كفاية حاجيات المواطنين من مادتي الحليب المدعم يسعره المقنن (25 دج)، والسميد الذي اختفى من على رفوف الدكاكين منذ أيام عديدة.

ترجع ندرة الحليب المدعم بالمامونية، حسب أحد تجار حي العين الكحلة، إلى ضعف كمية الحليب المدعم التي تخصصها ملبنة الأمير بتيزي، في معسكر، التابعة للمجمع الصناعي للحليب ومشتقاته (جيبلي) لكامل بلدية المامونية، التي يفوق عدد سكانها 18 ألف نسمة. وهي التصريحات التي يدعمها العديد من مواطني المنطقة، الذين كثيرا ما عبروا عن استيائهم لنقص الحليب، ومن طريقة عمل موزع الحليب الذي يمون المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية بالحليب المدعم، بمعدل ثلاثة أيام خلال الأسبوع (السبت والإثنين والأربعاء)، وبكميات جد ضعيفة لا تلبي الاحتياجات الحقيقية للعائلات.

ولا تقتصر ظاهرة ندرة الحليب على بلدية المامونية فحسب، بل تضرب بأطنابها على جميع بلديات الولاية، نتيجة ـ حسب العديد من المصادر ـ لسوء توزيع حليب الغبرة الذي يخصصه الديوان الوطني المهني للحليب (أونيل) لملبنة "الأمير" بتيزي، والتي تمون مختلف مناطق الولاية مع عدد من بلديات الولايات المجاورة، بالحليب ومشتقاته. وعلى غرار عودة زيت المائدة إلى الرفوف ونقص الحليب المدعم، فإن غياب السميد من المحلات التجارية في مختلف بلديات الولاية، منذ أيام عديدة، لا يزال يثير الكثير من التساؤلات لدى المواطنين، الذين يدعمون قرارات الدولة بمحاربة مختلف مظاهر المضاربة والاحتكار، سواء في المواد الغذائية أو غيرها، وضرب بيد من حديد كل من يمس بالقدرة الشرائية للعائلات والاقتصاد الوطني.