إنجازات لضمان حق المواطن في السكن والإعلام

وفاء بالالتزام وتأكيد على الاستمرارية

وفاء بالالتزام وتأكيد على الاستمرارية
  • القراءات: 2313

* حفظ الذاكرة وتخليد رموز المقاومة

تواصل الدولة رفع تحدي التشييد والبناء من أجل توفير سكنات لائقة للمواطنين بعد 61 سنة من استرجاع السيادة الوطنية، باعتماد عدّة صيغ تراعي اختلاف المميزات الاجتماعية للأسر الجزائرية وتحافظ على الطابع الاجتماعي للدولة. حيث تعرف السنة الجارية إطلاق مشاريع ضخمة ومهمة لإسكان المواطنين، وانجازات أخرى أولى من نوعها تخصّ انجاز تمثال الأمير عبد القادر الذي يعدّ أطول تمثال لشخصية في العالم، ومشروع مدينة الإعلام التي يعوّل عليها لتكون قطبا بامتياز لترقية الإعلام الوطني.

أعلنت وزارة السكن والمدينة والعمران، عن برنامج ضخم لتوزيع السكنات بمناسبة 5 جويلية الجاري، ويتعلّق الأمر بــ7 ولايات هي سكيكدة، بجاية، تيبازة، تبسة، قالمة، قسنطينة والبليدة. وتحسّبا لإطلاق هذه العملية الواسعة لتوزيع السكنات بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال كان وزير السكن والعمران والمدينة قد دعا مسؤولي القطاع، إلى تسريع وتيرة إنجاز المشاريع، من خلال إطلاق عملية إنجاز كلّ المشاريع غير المنطلقة منذ بداية السنة وإعادة تنشيط كلّ الورشات المتوقفة قبل تاريخ 30 جوان 2023، مع الانتهاء من جميع البرامج التي بلغت نسبة إنجازها 50 بالمائة فما فوق قبل تاريخ 30 جوان 2023. كما طالب بإنهاء جميع المشاريع السكنية المبرمجة خلال الثلاثي الرابع من هذه السنة قبل تاريخ 30 أكتوبر 2023، وذلك لتوزيعها بمناسبة عيد اندلاع الثورة التحريرية المصادف لـ1 نوفمبر 2023.

برمجة إنجاز 225 ألف سكن في 2023

وتعتبر سنة 2023 سنة تحديات لقطاع السكن، من خلال إعطاء تعليمات للانتهاء من الورشات المفتوحة وانجاز البرنامج المسطر تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من أجل ضمان السكن للمواطن. حيث يتم بعنوان سنة 2023 الانطلاق في إنجاز 225 ألف سكن بمختلف الصيغ المبرمجة في قانون المالية للسنة الجارية، بعضها تم الانطلاق فيها والبعض الأخر سينطلق لاحقا، مع ترسيم هوية معمارية جزائرية لكلّ منطقة في الجزائر.

ويضمّ هذا البرنامج، وفق مصالح الوزير بلعريبي، 15 ألف سكن بصيغة البيع بالإيجار “عدل”، و30 ألف بصيغة الترقوي المدعم، و20 ألف بصيغة العمومي الايجاري، وكذا 60 ألف إعانة مالية لبناء حصص اجتماعية بالهضاب العليا والجنوب، بالإضافة الى 140 ألف إعانة مالية للسكن الريفي. كما يتضمن البرنامج الجديد، حصة إضافية قوامها 140 ألف إعانة مالية تم تخصيصها بقرار من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

توزيع مليون سكن قبل 2024

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد السكنات الموجودة حاليا قيد الإنجاز قدر بـ700 ألف سكن من مختلف الصيغ. وهذا وفق البرنامج المسطّر في إطار قانون المالية لـ2023 والمقدّر بـ 225 ألف سكن. وسيرتفع عدد السكنات الإجمالية قيد الإنجاز إلى مليون وحدة. مع الانطلاق في البرنامج الذي سيتم تسطيره في إطار قانون المالية لسنة 2024، إذ من المنتظر أن يتم توزيع مليون وحدة سكنية من مختلف الصيغ قبل سنة 2024. وستكون سنة 2023 سنة طي ملف سكنات “عدل 2”، اذ يتم الانطلاق في إنجاز السكنات المتأخرة هذه الأيام بمناسبة 5 جويلية والمقدّرة بـ13 ألف سكن، لفائدة أصحاب الملفات التي قبلت طعونهم، والمكتتبين الذين لم يختاروا بعد مواقع سكناتهم وكذا أصحاب الشطر الثاني. وعرفت سنة 2023 بمناسبة ذكرى عيد النصر المصادف لـ19 مارس توزيع 23 ألف سكن من مختلف الصيغ عبر مختلف مناطق الوطن، 2600 وحدة منها بصيغة العمومي الإيجاري أو ما يعرف بالسكن الاجتماعي.

تمثال “الأمير”.. وفاء للتضحيات والتزام بمبادئ الوحدة

وفاء لتضحيات أبطال الجزائر سواء إبان الثورة أو قبلها خلال المقاومة الشعبية تزامنت ذكرى عيد الاستقلال هذه السنة مع مبادرة ردّ الجميل لأحد أبرز أبطال الجزائر وهو مؤسّس الدولة الحديثة الأمير عبد القادر، وذلك عرفانا بمقاومته لمدة 17 سنة ضدّ الاستعمار الفرنسي.

وباعتباره رمزا للهوية الوطنية لازالت أفكاره وعقيدته السياسية والعسكرية صالحة لكلّ مكان وزمان للحفاظ على سيادة وحرية الشعوب، إذ كان يدعو دائما إلى وحدة الصفوف وكان يرى أنّ وحدة الأمة هي أساس نهضة الدولة، خاصة وأنّ المستعمر الفرنسي كان يراهن على فشل الجزائريين في تنظيم أنفسهم وصفوفهم للنضال والمقاومة، قرّر رئيس الجمهورية انجاز تمثال ضخم يعدّ الأكبر من نوعه لشخصية تاريخية في العالم بطول 42 مترا بمدينة وهران.

واختارت السلطات أن يكون إحياء ذكرى وفاته، هذه السنة والمصادفة لـ26 ماي، مميزا وخاصا، أولا بإعلانها عن مشروع لتشييد تمثال ضخم للأمير ينصب بمدينة وهران يبلغ طوله 42 مترا، وسيكون سيف الأمير مزوّدا بتقنية الليزر ومتّجهاً نحو القبلة، حيث سيقوم حصان الأمير عبدالقادر في التمثال على خمس ركائز رمزا لأركان الإسلام.

حسب التصميم، فإنّ التمثال سيكون قريباً من مسجد “رباط الطلبة”. وسيوضع فوق تلة جبل مرجاجو المطل على مدينة وهران. مع إنجاز منتزه به شرفة بطول أكثر من 20 مترا. وانطلقت دراسة المشروع الذي رصد له غلاف مالي قيمته 120 مليار سنتيم نهاية جوان المنصرم. على أن يسلم نهاية سنة 2024 بعد إعداد النسخة الابتدائية مع مهندسين من ولاية وهران. وبإشراك مديرية الثقافة وبعض الأخصائيين.

كما عرفت ذكرى وفاة الأمير عبد القادر هذه السنة تدشين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ساحة الأمير عبد القادر والنصب التذكاري المخلّد لمؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة بمدينة موسكو، على هامش زيارته الأخيرة إلى روسيا.

ويعتبر هذا النصب التذكاري الأوّل من نوعه لقائد مسلم وعربي في تاريخ مدينة موسكو. حيث ورد فيه أنّ الأمير عبد القادر “بطل وطني ومؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة”، أسدت له روسيا “فارس من وسام النسر الأبيض الروسي” نظير دوره في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860. وتقديرا لإسهامات ودور مؤسّس الدولة الجزائرية في نشر قيم التسامح في العالم.


مدينة الإعلام: دعامة لإرساء صحافة قوية تدافع عن صورة الجزائر وسيادتها

من بين أهم المشاريع التي أطلقت وتطلق بمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، مشروع مهم يعدّ من ركائز الحفاظ على هذه السيادة والدفاع عن مصلحة الوطن لما له من دور في تسويق صورة الجزائر بفضل إعلام مهني ومسؤول. حيث تعرف المناسبة وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الإعلامية الجديدة على مساحة قدرها 42 هكتارا. وهو المشروع الذي يضمّ مقرات لمؤسّسة التلفزيون العمومي وللإذاعة الجزائرية ودار للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام الوطنية، تحت تسمية “الجزائر ميديا سيتي” تضمّ أهم الفاعلين والأنشطة الإعلامية، المتمثلة تحديدا في استديوهات القنوات التلفزيونة والإذاعية العمومية والخاصة، والنقل الآني الذي يضمن البث عبر أحدث المنصات التكنولوجية مع مركز بيانات كبير.

ويهدف هذا المشروع الكبير إلى ترقية القطاع السمعي البصري في الجزائر من خلال إنجاز منشأة شاملة ومتكاملة تضمّ أهم الفاعلين والأنشطة الإعلامية، علاوة على إنشاء منطقة حرّة لاحتضان منصات المتعاملين الدوليين للشبكات الاجتماعية التي ستستعمل هذا الجسر لإيصال محتوياتها إلى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.

وعليه، فإنّ هذا المشروع من شأنه أن يسمح بتوفير بيئة مهنية تستند إلى المقاييس والمعايير الدولية وتشجّع ممارسة النشاط السمعي البصري من خلال نوعية أفضل لخدمات تلفزيونية وإذاعية كفيلة بالمساهمة في الترويج لصورة الجزائر.

ولقي المشروع صدى إيجابيا في أوساط الإعلام، وهو أمر كثيرا ما تحدّث عنه المختصون والفاعلون في مجال الإعلام السمعي البصري، خاصة وأنّ جلّ القنوات الخاصة تبث من خارج البلاد. إذ يهدف المشروع الى إحداث التكامل بين المؤسّسات في ميدان البث وحاويات الإنتاج في الاستديوهات من مدينة الإعلام. حيث سيتم في مرحلة أولى إنشاء محطة استوديوهات، كما أوضحته وزارة الاتصال التي ذكرت بأنّ الجزائر تملك كلّ الإمكانيات لتجسيد هذا المشروع الذي يهدف إلى مواكبة التقدّم الذي يشهده قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال في العالم.

ويرى أصحاب المهنة أنّ استحداث مدينة إعلامية تتماشى مع التطوّر الحاصل في مجال السمعي البصري عالميا، “يعكس إرادة سياسية قوية” للنهوض بقطاع الاتصال والإعلام في الجزائر، وإضافة نوعية لجهود بناء الجزائر الجديدة التي تراهن على التأسيس لإعلام قوي احترافي ومسؤول، تكون المدينة الإعلامية الجديدة أحد أبرز دعائمه من خلال توفير بيئة عمل جدّ متطوّرة ومحفّزة على الإبداع والابتكار والمهنية وتعكس الصورة الحقيقية للجزائر. وينتظر الاعلاميون أن تساهم المدينة الإعلامية في إعطاء الصبغة التنظيمية للعمل الإعلامي وتضمن مواكبة أحدث التكنولوجيات مع توفير عدد هائل من مناصب العمل خاصة لخريجي الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى خلق تنافسية عالية بين المؤسّسات الإعلامية ما ينعكس إيجابا على جودة المضامين والبرامج.