المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة محمد شكالي لـ «المساء»:

وحدات الكشف والمتابعة كنز ثمين

وحدات الكشف والمتابعة كنز ثمين
  • القراءات: 3236
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

التقت «المساء»، مؤخرا، على هامش تنظيم وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تظاهرة حول الصحة المدرسية بالبليدة، بممثل وزارة الصحة المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بالوزارة، السيد محمد شكالي، وطرحت عليه أسئلة حول واقع الصحة المدرسية في الجزائر، فكان هذا الموضوع.

هل من إحصائيات تبين واقع الصحة المدرسية والجامعية في الجزائر؟

نعم، تضم الجزائر 1800 وحدة كشف ومتابعة منتشرة عبر تراب الوطن، وقد تم إنشاء أولى الوحدات في التسعينات، وهكذا كل مقاطعة تربوية تضم وحدة، تشمل هي الأخرى على طبيب عام وطبيب أسنان وطبيب نفساني، مع الإشارة إلى أن بعض الوحدات لا تشمل أطباء نفسانيين لقلّتهم. بالمقابل، تهتم وزارتا الصحة والتربية بصحة التلاميذ، لهذا اعتُبر أن عمل وحدات الكشف والمتابعة ثمين جدا، وهو ما يبرز، بشكل جلي، من خلال تظاهرة الأسبوع المغاربي للصحة المدرسية والجامعية الذي نظمته وزارة الصحة مؤخرا تحت شعار: «غسل اليدين وفرك الأسنان»، باعتبار أن اليدين والأسنان تنقل الكثير من الأمراض، فهدفنا إذن أطفال أصحاء، ومن ثم رجال ونساء في صحة جيدة.

أيمكن الوصول إلى طبيب في كل مدرسة؟

لا أعتقد ذلك؛ لأن عدد التلاميذ يفوق 8 ملايين، كما أننا نملك عددا هائلا من المدارس. صحيح أنه قبل ظهور هذه الوحدات كانت المدارس تضم ممرضين في صفوفها، أما اليوم فتعمل وزارتا التربية والصحة في الحفاظ على صحة التلاميذ، من خلال توفير الأولى، الفضاء، أما الثانية فتمد بالموارد البشرية، لهذا يتمثل تحدي الوزارتين في توفير طبيب عام وآخر خاص بالأسنان، وثالث نفساني في كل وحدة للكشف والمتابعة. هذه الأخيرة تهتم، بالدرجة الأولى، بالوقاية من الأمراض وليس بمعالجة الأمراض المزمنة مثلا، فدورها الأساس يتمثل في التحسيس بأهمية النظافة ومحاربة العنف وتناول المخدرات وغيرها.

كيف يمكن توفير محيط صحي في المدارس؟

يمكن توفير محيط صحي في المدارس من خلال الاهتمام بعدة جوانب؛ مثل مكافحة الأكل غير الصحي والمليء بالدهون، والتأكيد على أهمية النظافة، إضافة إلى تحقيق بيئة نفسانية ملائمة للدراسة، والعمل على تأسيس أطر التضامن بين التلاميذ، وهكذا يتحلى الطفل بتربية صحية تقيه أبد الدهر.

في إطار آخر، يستفيد التلميذ من فحوصات إجبارية في بداية السنة، إضافة إلى فحوصات دورية، تتم حسب عدد التلاميذ وعدد الوحدات، إذ إن هناك مقاطعات تضم نسبة كبيرة من المؤسسات التعليمية.

لماذا يقل نشاط وحدات الكشف والمتابعة في الجامعات؟

هناك وحدات صحية في الجامعة، لكنها لم تعرف نفس الوتيرة في التطور مقارنة بالوحدات الخاصة بالأطوار التعليمية الثلاث، وهذا راجع إلى خصوصياتها، فهذه الوحدات تجد نفسها تركز أكثر على الجانب النفسي، فالمراهق يعاني من مشاكل نفسية أكثر منها صحية، كالتدخين والإدمان على المخدرات والأفكار الانتحارية، وحتى الأمراض العقلية كالانفصام، لهذا أعتبر هذا العمر حساسا ودقيقا، فكان إنشاء وحدات صحية في الجامعات بشراكة وزارة التعليم العالي، كما نأمل أن تزيد هذه الوحدات من وتيرة عملها، خاصة في مجال الوقاية.

هل يحصل أن تتزود مدرسة بطبيب نفساني فور وقوع صدمة مثل وفاة تلميذ أو شيء من هذا القبيل؟

أكيد، بل إن الطبيب النفساني يتدخل في المدارس بشكل مستمر، فما بالك حينما تحدث صدمات، حينها يكون الطبيب النفساني في الواجهة.

هل هناك عناية «خاصة» بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة هناك فاعلون ثلاثة، هم وزارات الصحة والتربية والتضامن، كما يجب أن يكون الطاقم الصحي والتربوي في مستوى تطلعات هؤلاء، خاصة من ناحية التكوين وتوفير الوسائل اللازمة.

نحن في وزارة الصحة حساسون جدا إزاء هذا الموضوع، لكن يجب أن يعلم الجميع أن من السهل بناء جدران، لكن من الصعب تكوين معلمين يدركون فنون التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل أولئك المصابين بمرض التوحد، فالطفل قانونيا له الحق في التمدرس والصحة، ولكن كل هذه الأمور لا تتم بسرعة، بل يتطلب تجسيدها عدة سنوات من المثابرة.

هل ممكن تعليم الأساتذة أبجديات الإسعافات الأولية؟

يمكن ذلك من خلال مبادرات خاصة للمدارس والجمعيات، تتلقى تكوينا من أعوان الحماية المدنية. أما نحن المؤسسات فلدينا برنامج عمل محدد.

لماذا تخلو المدارس الابتدائية من أساتذة تعليم الرياضة رغم أهمية هذه الأخيرة في الحفاظ على الصحة؟

ربما للعدد الهائل للتلاميذ، وربما لاكتظاظ المدارس وتقلص مساحات الساحات، وهو الأمر الذي قد لا نجده في المدن النائية بل في المدن الكبيرة، رغم أننا ندرك أهمية الرياضة بالنسبة للوقاية، ومع ذلك أقول إن هناك اهتماما من وزراتي التربية والشبيبة والرياضة في حل هذه المعضلة.

هل من صلاحية الأطباء التدخل في اختيار نوع الطعام المقدم في المدارس؟

دور الطبيب يتمثل في إخطار إدارة المؤسسة التعليمية في حال اكتشافه ضررا ما، فيجب أن يكون المحيط الدراسي نظيف، وأن تقدَّم وجبات مناسبة، فأنا ضد هذا الأكل الجديد المليء بالسكر والدهون، والمشروبات الغازية الضارة.