عديل دعاس (مدير الصحة) لـ”المساء”:

واجهنا ظروفا جد صعبة وحاولنا الحفاظ على الهدوء والطمأنينة

واجهنا ظروفا جد صعبة وحاولنا الحفاظ على الهدوء والطمأنينة
  • 954
ز. ز ز. ز

عاد السيد عديل دعاس، مدير الصحة بولاية قسنطينة، بمرارة إلى الظروف الصعبة التي عاشها قطاعه، خلال الأشهر الفارطة بسبب انتشار كوفيد-19” وتحدث لـالمساء بمرارة عن تلك الأيام التي قال إنّها أثّرت كثيرا على الجانب النفسي للجيش الأبيض.

وحسب السيد دعاس، الذي استقبل المساء بمكتبه، فإنّ الفيروس جاء بشكل مفاجئ، وكانت الجزائر بمثابة المراقب لما كان يجرى بالبلدان المجاورة على غرار إيطاليا التي كانت تحصي أرقاما خيالية للإصابات وعدد الوفيات، معتبرا أنّ الخوف كان التحدي الكبير الذي تمّ محاربته طوال فترة الجائحة وقال إنّ أضراره لا زالت ظاهرة على الطواقم الطبية وشبه الطبية وحتى الإداريين.

كاميرات حرارية بالمطار

كشف مدير الصحة بقسنطينة أنّ مديريته، كانت السباقة لوضع الكاميرات الحرارية بالمطار الدولي محمد بوضياف، حتى قبل إصدار تعليمة الوزارة، حيث تم وضع هذه التجهيزات بتاريخ 25 فيفري 2019، مضيفا أنه تم أيضا وضع قاعة عزل بأجهزة التنفس الاصطناعي، كما تمّ التركيز على التربية الصحية والتوعية عن طريق استعمال مختلف الوسائل وبالأخص الإشهار في الساحات الكبرى والتجمعات ووسائل النقل واستعمال مكبرات الصوت، ولم يخف المتحدث أن قسنطينة واجهت في البداية مشكل توفير أسرة الإنعاش والعلاج المكثف وكذا أجهزة التنفس  بمختلف المؤسّسات الاستشفائية.

وأكّد مدير الصحة لـالمساء، أنّ الوضع كان صعبا جدا مع ظهور الجائحة بالجزائر، حيث عاش القطاع أياما عسيرة، على غرار التعامل مع المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الخارج، حيث كان التعامل مع بعضهم في غاية الصعوبة، خاصة مع الذين كانوا يرفضون الأمر الواقع وكذا المصابون بأمراض مزمنة وخطيرة على غرار السكري والضغط الدموي في ظل حالة الهلع الكبيرة التي سادت وقتها.

مشكل آخر طرح نفسه بشدّة، حسب المدير، وهو طريقة التعامل مع المصابين بمرض الكوفيد من أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية على غررا السرطان والفشل الكلوي وحتى المصابين بالاضطرابات العقلية.

400 إصابة في قطاع الصحة و11 وفاة

كما أشار السيد دعاس إلى أنّ مديرية الصحة، سجّلت عددا معتبرا من الإصابات بـكوفيد19”، أغلبهم بمستشفى ابن باديس، حيث تمّ إحصاء وفاة 11 مهنيا بهذا الفيروس، سواء من أطباء وممرضين أو عمال مهنيين وإداريين، مضيفا أن مصالحه سجلت حوالي 400 إصابة في صفوفهم.

وإلى جانب الجيش الأبيض، اعتبر مدير الصحة أنّ سلك الحماية المدينة بذل مجهودات جبارة بتدخّلاته العديدة، وقال يجب أن ننحني لرجال الحماية المدينة الذين قدموا مجهودا جبارا وهذا لا يعني أن الأسلاك الأخرى لم تقدم واجبها، فالكل ساهم حسب إمكانياته ولقد كانت هبة تضامنية كبيرة بين الجزائريين بعيدا عن السياسة أو التحزب وأظهرت الجائحة مدى تضامن الجزائريين بينهم.

ز.ز

===========

عزيز كعبوش المكلف بالإعلام بمستشفى ابن باديس”: عشنا الجحيم وحافظنا على سير المصالح الأخرى

اعتبر السيد عزيز كعبوش، المكلف بالإعلام بمستشفى ابن باديس، أنّ العمال عاشوا الجحيم خلال ذروة الجائحة، وقال لـالمساء، إنّ المؤسّسة الاستشفائية خصّصت أكثر من 150 سرير لاستقبال المرضى، بمصلحة الأمراض المعدية، الطب الداخلي، الإنعاش وكذا الأمراض الصدرية، حيث وضع المجلس العلمي مخطّطا احترازيا للتدخّل في حال تفاقم الوضع الوبائي، بفتح مصالح إضافية لاستقبال المصابين، مشيرا إلى أنّ التعامل مع المرضى أو أهاليهم كان صعبا للغاية.

وأكد المتحدّث أنّ أزمة كورونا أحدثت أضرار كبيرة بين الطواقم الطبية وعمال المستشفى، خاصة من الجانب النفسي، وهو ما استدعى استحداث خلايا متابعة نفسية للمهنيين قصد التخفيف عنهم ومحاربة الاكتئاب وتمكينهم من مواصلة عملهم بشكل طبيعي، مضيفا أن بوادر ظهور اللقاح أحدثت ارتياحا كبيرا، مشددا في نفس الوقت على الالتزام بالتدابير الصحية وخاصة لبس الكمامة وغسل الأيدي. وحسب كعبوش، فإنّ الأزمة ورغم السلبيات، كان لها إيجابيات، حيث مكّنت من تجديد شبكات الأكسجين المهترئة التي لم تجدّد منذ الاستقلال، مع تزويد المستشفى بعدد من الخزانات وكذا تزويد المستشفى بمولد كهربائي جديد يحدّ من انقطاع الكهرباء مع تجديد شبكة المياه الساخنة التي باتت متوفرة خاصة في الجهة السفلى التي تضم عددا من المخابر.