لخضر بن تركي، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام:

هناك مجموعة تريد الاستيلاء على "الزينيت"

هناك مجموعة تريد الاستيلاء على "الزينيت"
  • 1021
نوال جاوت نوال جاوت

تحدّث السيد لخضر بن تركي المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، لـ"المساء" عن دور هيأته خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وأكّد أنّ البرنامج المسطّر جسّد بنسبة مائة بالمائة، مشيرا إلى أنّ ما قدّمه ليس خدمة لشخص أو لأشخاص ولكن حفاظا على صورة البلاد، وقال "النتيجة كانت إيجابية على جميع الأصعدة حيث خدمنا وطننا بإخلاص"، وأوضح أنّ الغلاف المرصود للديوان قدّر بالنسبة للعرض الرسمي والاستعراض الشعبي، الأسابيع الثقافية الولائية والأسابيع الثقافية العربية، والأسابيع الثقافية الدولية، بما يقارب مليار و300 ألف دينار جزائري.

❊❊ يشرف الديوان في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" على عدد من الفعاليات، ونحن على عتبة الاختتام، كيف تقيمون المنجز من البرنامج؟

❊ البرنامج الذي سطره الديوان جسّد بنسبة مائة بالمائة، وتمّ تكليف الديوان بتنظيم الحفل الافتتاحي، الاستعراض الشعبي وكذا الحفل الختامي إلى جانب الأسابيع الثقافية العربية والأجنبية والمحلية، وأيضا بعض النشاطات التي كلفنا بها، خاصة في فصل الصيف والشهر الكريم، كل النشاطات المسطرة وتلك التي أضيفت وتلك المبرمجة ضمن رزنامة الديوان وتمّ تحويلها إلى قسنطينة، من بينها تكريم السيدة وردة..الديوان أدى رسالته كاملة ويبقى التقييم فنيا، تقنيا، جماهيريا وإعلاميا من اختصاص مختلف وسائل الإعلام.

❊❊  مثل هذه التظاهرات تصحبها عراقيل، ما ماهية تلك التي تلقاه الديوان؟

❊  العراقيل التي تأتي في إطار الشغل يمكن تحمّلها، لكن العراقيل المفتعلة، هي التي نجد صعوبة في تسييرها، من الطبيعي أن تواجهنا العراقيل والمشاكل، هناك عثرات وهفوات هي من العمل لأنّها عفوية وتحدث، لكن العكس غير مبرّر، فعندما تعمل وتكد ويأتي من يعرقلك عن قصد لتكسيرك فهذا غير مقبول، وعلى الجميع أن يعي بأنّ ضرب مثل هذه المحطات الفارقة في مسيرة الجزائر كذبا وافتراء لا تسيء فقط لشخص أو لمجموعة، بقدر ما تسيء للجزائر، إنّنا نخدم وطننا ونحاول قدر الإمكان صونه، وعندما نقول "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، فهو التزام الجزائر تجاه الهيئات العالمية، وعلينا أن نتجنّد جميعا لتشريفها، هناك من استغل فترات معينة وبحث عن الزعامة ناسين أنّ في الثقافة لا توجد زعامة، ولكن المجتمع هو صاحبها إضافة إلى كون من رغب في فرض نفسه عليه أن يقوم بذلك من خلال العمل وإبراز قدراته، لا بالمؤامرات ومحاولة هدم ما تمّ إنجازه، وفي هذا السياق أذكر من حاول خلق مشاكل من لا شيء بالكذب والافتراء لفائدة من؟، لا ندري.

❊❊  وكيف وجدتم إقبال الجمهور؟

❊  تعاملنا كثيرا مع الوسط الطلابي، حيث فتحنا الأبواب لاستقبالهم وتوفير النقل لهم، وإعطائهم فرصة التقرب أكثر من التظاهرة، علاوة على الجمهور القادم من فئات أخرى، كما خضعنا تجربة رائعة مع برنامج أسبوعي خاص بالأطفال، أعطى ثمارا مشجّعة، حيث حضر العروض ما بين 800 وألف طفل أسبوعيا، وهو ما يعدّ بالنسبة مكسبا هاما، لأنّه من الصعب تنشيط قاعة بحجم "أحمد باي" التي تتطلّب من سنتين إلى ثلاث سنوات لخلق جمهورها وترسيخ تقاليد ثقافية وفنية خاصة بها، في ولاية كانت تفتقد لهذا الأمر، ولا بدّ من وقت لذلك لرفع مستوى القاعة ووضع برنامج يليق بها.

❊❊  وما هو الغلاف المالي الذي رصد للديوان تحت لواء التظاهرة؟

❊  الغلاف قدّر بالنسبة للعرض الرسمي والاستعراض الشعبي، الأسابيع الثقافية الولائية والأسابيع الثقافية العربية، والأسابيع الثقافية الدولية، ما يقارب مليار و300 ألف دينار جزائري، وما قدّم كمستحقات للفنانين الجزائريين المشاركين منذ البداية لأنّ الديوان لم يبدأ العمل منذ 16 أفريل بل خمسة أشهر قبل ذلك، وقدّمنا حوالي 3 آلاف وجبة يوميا، إضافة إلى إقامة أكثر من ألف شخص، وصراحة كانت الأسعار مرتفعة كثيرا في فنادق قسنطينة لقلتها، وهو ما أضر بالميزانية، هناك من تحدّث عن 400 مليار وآخرون عن 300 مليار، نحن لم نصل إلى هذا المبلغ، وبكل مستحقات الفنانين، والأكيد الذي أقوله لجميع قراء "المساء" أن الأرقام كلها صرفت على محيط ثقافي فني جزائري.

❊❊  ما هو الدرس الذي تعلمتموه من تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، بعد أن شاركتم في كبرى التظاهرات التي عاشتها الجزار في السنوات القليلة الماضية؟

❊ الديوان اعتاد على مثل هذه التظاهرات، وفي تظاهرة "قسنطينة" تعلمنا كيف نتفادى عرقلة الأعمال الثقافية والفنية، ونتفادى المؤامرات التي لم نكن معتادين عليها في الفعل الثقافي والفني، لأنّ الإبداع الثقافي في اعتقادي مفتوح للجميع.. كانت هناك خلفيات وأؤكد أنّ هذا لا يساوي0.00000000000001 من قسنطينة، فمجموعة قليلة جدا هي من أساءت لكن إساءتها انقلبت عليها، حتى انّ جريدة خاصة كتبت انّ بن تركي شتم القسنطينيين، وما يعلمه الكثيرون أنّني قدمت إلى قسنطينة وأنا بعمر خمس سنوات ومكثت بها إلى غاية 1963، عشت بها وترعرعت في أزقتها، وعرفت بها مستوى آخر غير السائد اليوم، وتربتي وكذا أخلاقي ومبادئي تحول دون هذا الفعل.

صراحة هناك مجموعة تبحث عن الاستيلاء على قاعة العروض "أحمد باي"، هناك مؤامرة تحاك ضدّها، من أرادها فهي أمامه، فهذه القاعة ليست ملكا لابن تركي. نحن مارون فقط على رأس المؤسسات أما المكتسبات فباقية، وعلى الجميع أن يفهم بانّ هذا الصرح ملك للدولة وللجزائر، وعندما يتقرّر لمن ستؤول لا يمكن الرفض أو الاحتجاج.

❊❊  في اعتقادي كثر الحديث عن هذه القاعة؟

❊  نحن ليس لدينا أي مشكل، أي قرار يتّخذ نحن لسنا ضدّه، لكن الأكيد انّه من السهل الحصول على مفاتيح القاعة ولكن ليس من السهل تسييرها، إذا تقرّر أنّ "أحمد باي" للقسنطينيين، فأنا قسنطيني أكثر من هؤلاء الذين يكيدون، هناك ما يقارب 210 منصب عمل بالقاعة يشغلها القسنطينيون، ومن يصطاد في المياه العكرة، عليهم أن يتأكّدوا أنّ هذه القاعة سواء سيّرها الديوان أم لا فهذا لا يعدّ مشكلة لنا، القاعة مكسب للجزائر وإن كانوا قادرين على تسييرها بشكل جيد فلهم ذلك، ولكن عيب أن نكذب على الرأي العام، تحدّثت وقلت أنّ هناك فئة قليلة اعتبرت تنظيم التظاهرة "زردة كبيرة" ومن حقهم المشاركة فيها، و"زردة" لفظ شائع في قسنطينة، والواقع أنّ الاحتفالية عكس ذلك، بل فضاء ثقافي للعالم والثقافة العربية، هناك من هو رافض وهو حر في ذلك ، لكن أنا أيضا حر في موقفي..لا يمكنني الإساءة أو الإثارة، بل أتمنى ان تكون هناك فضاءات أخرى، المهم وجود فضاءات بنشاط ثقافي وفني مستمر وباقبال كبير وتسيير فني وتقني جديد..اليوم ابن تركي موجود لكن غدا لا احد يعلم والمثل يقول "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، ومن غير المعقول ما كتب، عشت في قسنطينة بالرصيف حيث كانت عائلتي تملك فندقا، وعرفت "عمي علاوة" و"بوستة" وغيرهما، فكيف لي أن أسب القسنطينيين..

❊❊  في حال أسند تسيير القاعة للديوان، ألا تتخوّفون من عرقلة النشاط بها؟

❊  قاعة "أحمد باي" ليست إرثا سيتمّ تقاسمه بعد نهاية التظاهرة، بل ملك للدولة، هناك وزارة وولاية تقرّران، وما سيتّخذ علينا أن نطبّقه، ليس هناك صراع أو نزاع، لا أحد يمكنه أن يعرقل عمل الآخر، هناك إثارة لا غير، عندما يتمّ الفصل في القضية على الجميع الانصياع..من المؤسف طرح مثل هذه القضايا بأسلوب دنيء.

❊❊  بم نختم سيدي؟ 

❊  أملي أن نرفع من مستوى إعلامنا لأنّه عندما يكتب أو يبث لشخص واحد وفي بلد واحد ولكن للعالم جميعا، الإعلام اليوم لم يعد محليا، بل اتّخذ أبعادا عالمية، لابدّ من رفع المستوى حيث ولى زمن الإثارة، وعندما نسيء لمؤسسة ما فإنّنا نسيء للوطن، نحن مع النقد الإيجابي البنّاء، فبالنسبة لي الإعلام هو المرآة العاكسة لما أقوم به، هناك أناس لا يقرأون بتفكير ضيق لا يبني المجتمع ولا ينفع، لابدّ من الوصول إلى إعلام تثقيفي.