”المساء” تستطلع أجواء سوق الأدوات المدرسية الجواري بـ “الصابلات”

نوعية وتخفيضات قاربت 40 ٪

نوعية وتخفيضات قاربت 40 ٪
  • القراءات: 1346
روبورتاج: هدى. ن روبورتاج: هدى. ن

❊ مستوردون يتوقعون تراجع الأسعار في 2023

❊ عائلات وجدت ضالتها ووفرت مبالغ مهمة

يشهد السوق الجواري للأدوات المدرسية بمنتزه “الصابلات” بالعاصمة، في أسبوعه الأخير، إقبالا معتبرا من قبل أولياء التلاميذ، يمتد إلى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل. ووصف أولياء التلاميذ في حديثهم إلى “المساء”، الأسعار المقترحة على مستوى هذا الفضاء التجاري التضامني، بـ “المعقولة” مقارنة بما هو متداوَل في محلات التجزئة، وهو ما مكنتهم من توفير ميزانية معتبرة، بلغت عند البعض 10 آلاف دينار، وما بين 5 و6 آلاف دينار بالنسبة للبعض الآخر، حسب قائمة المشتريات، وعدد الأطفال المتمدرسين، وهي أسعار تم فيها، حسب العارضين من مستوردين ومنتجين وتجار جملة، اعتماد تخفيضات بلغت حدود 30 و40 ٪.

يتواصل إقبال أولياء التلاميذ على السوق الجواري للأدوات المدرسية الذي يحتضنه منتزه الصابلات، منذ الفاتح سبتمبر الجاري. وما ميز هذه الفترة توفر قائمة المستلزمات المدرسية المطلوبة من طرف المتمدرسين، بعد التحاقهم بمقاعد الدراسة نهاية الأسبوع المنصرم.

وحسب تصريح عدد من العارضين من تجار جملة ومستودين ومنتجي الأدوات المدرسية، فإن الإقبال في الأيام الأولى على تنظيم هذا السوق الجواري، ميزه توافد أولياء التلاميذ من خارج إقليم الولاية، الذين استغلوا فرصة تواجدهم بالعاصمة للتسوق واقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائهم، فيما امتدت ذروة التوافد حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حسب تأكيد المنظمين.     

وحسب ما وقفت عليه “المساء”، فبعد 3 أسابيع من انطلاق التظاهرة التجارية التضامنية وقبل اختتامها بأيام، يشهد هذا الفضاء إقبالا من الأولياء، منهم من كان برفقة أبنائه، ومنهم من جاءوا فرادى. وما لفت انتباهنا هو إقبال البعض الآخر في شكل جماعات من الأصدقاء والجيران وحتى زملاء العمل، فالجميع قصد المكان للتسوق.

تخفيضات وفرت 10 آلاف دينار لبعض المتسوقين

يؤكد أحد الأولياء ـ وهو موظف بشركة عمومية ـ وقوفه على وفرة المستلزمات المدرسية بالمعرض، واعتماد العارضين أسعارا وصفها بـ “المعقولة جدا” مقارنة بتلك المعتمدة في المحلات، مضيفا أنه بمجرد وقوفه على ماهية الأسعار، حتى نقل المعلومة إلى أصدقائه وجيرانه وزملائه في العمل، لاقتناء ما سجله الأبناء من متطلبات واحتياجات. وتتراوح نسبة التخفيضات في المنتوج الواحد ـ حسبه ـ ما بين 20 و30 دينارا، وهوما جعله يوفر ما يفوق 7 آلاف دينار من الميزانية التي كان يُفترض أن يخصصها هذه السنة، لشراء الأدوات المدرسية في ظل ارتفاع الأسعار.

وأكد جميع الذين تحدثت إليهم “المساء”، توفيرهم نسبة معتبرة من الميزانية المخصصة لاقتناء الأدوات المدرسية هذه السنة، في ظل ما هو متداول في المكتبات ومحلات التجزئة. وتتراوح النسبة من أسرة إلى أخرى، حيث بلغت بالنسبة للبعض 7 آلاف دينار، و10 آلاف دينار بالنسبة للبعض الآخر، وهذا حسب عدد الأطفال المتمدرسين.

ويؤكد السيد “ك. م" ـ وهو موظف، أيضا، بشركة عمومية وأب لمتمدرسين اثنين ـ وجود فرق واسع بين أسعار التجزئة وتلك المعروضة في السوق الجواري. وحسبه، يتراوح الفرق بالنسبة للمنتوج الواحد، ما بين 15 و20 دينارا، وفي بعض الأدوات يصل الفرق إلى 35 دينارا، وهو ما جعله يوفر بين 6 و7 آلاف دينار.

ونفس الرأي ذهب إليه رئيس مصلحة في شركة “سامتال” بحسين داي، وهو ولي أمر أربعة متمدرسين، حيث أكد أنه قصد السوق بناء على ما سمعه من جيرانه، الذين وقفوا، فعلا، على وجود فارق كبير في الأسعار؛ يقول: “وجدت الفرق الذي تحدثوا عنه”. ويصل ـ حسبه ـ بالنسبة لبعض المنتوجات على غرار الكراريس، إلى 75 دينارا مقارنة بالسعر الذي تعرضه المكتبة المتواجدة بالحي الذي يقيم به، وهو ما جعله يوفر ما يقارب 10 آلاف دينار من ميزانيته.

ويعلّق أب لثلاثة متمدرسين بالقول: “كلما تكون قائمة المستلزمات المدرسية طويلة، كلما نلمس الفرق الذي نوفره”، مضيفا أنه اشترى من أحد محلات التجزئة، كراس 192 صفحة بـ 195 دينار، في حين يبلغ سعره بالسوق الجوارية ١٧٠ دينار، مؤكدا أنه يعمل على توجيه النصح لأصدقائه من أجل التسوق من هذا الفضاء.

ونفس الرأي تذهب إليه سيدة وهي أم لمتمدرستين تقول: “إن الأسعار في المتناول مقارنة بما هو مسجل في محلات التجزئة”، مضيفة أنها استفادت، كذلك، من تخفيض في سعر التكلفة الإجمالية. كما إن تخفيض 20 و30 ٪ من سعر منتوج واحد، يكون له أثر إيجابي بالنسية لها، عندما تكون قائمة الأدوات طويلة.      

أكثر من 50 عارضا... استجابة واضحة

عرفت السوق الجوارية للأدوات المدرسية بالعاصمة، مثل ما وقفت عليه “المساء”، استجابة واضحة لهذا الحدث من حيث نوعية المعروضات، والأسعار المعتمدة، وعدد العارضين الذي قارب خمسين عارضا.

وحسب ما لاحظناه ولمسناه، اعتمد العارضون أسعارا يصفها الأولياء بالمعقولة، وهي تمثل تلك المعتمدة على مستوى سوق الجملة، وبالتالي فإن سعر المنتوج المعروض للبيع، يذهب، مباشرة، من المصنع إلى المستهلك، ومع هامش ربح ضئيل من المستورد إلى المستهلك، حسب ما أكد لنا هؤلاء.   ويفيد ممثل شركة “فلاير” للاستيراد والإنتاج، بأن شركته تستورد من الهند المنتوجات غير المتوفرة في السوق الوطنية، كما إنها متخصصة في إنتاج الأقلام وعدد من المستلزمات المدرسية، مضيفا أن المؤسسة التي يمثلها، تشارك في هذه التظاهرة التضامنية، استجابة لدعوة وزارة التجارة وترقية الصادرات. وتم في هذا الإطار، تخفيض أسعار البيع بنسبة تتراوح بين 18 و20 ٪.

وحسب السيد هشام ـ مسيّر شركة خاصة لإنتاج الأدوات المدرسية ومستورد في نفس الوقت متخصص في استيراد أقلام من علامة فرنسية تُصنع في تونس ـ تشارك شركته بمنتوجات مختلفة بأسعار متباينة، منها ما تمثل سعر المصنع بالنسبة للمنتوج المحلي، ومنها ما تمثل سعر الجملة بالنسبة للمواد المستوردة. وتتراوح التخفيضات التي تعرضها، ما بين 20 و30 ٪.

شركة “مسبرة” هي شركة متخصصة في استيراد الأدوات المدرسية، مقرها بالحميز، اعتُمدت، حسب ممثلها السيد توفيق، لعرض تخفيضات معتبرة. وضرب ممثلها لنا مثلا، بمحفظة الظهر، التي خُفض سعرها من 3 آلاف دينار إلى 2030 دينار.

انخفاض في أسعار النقل الدولية والمواد الأولية

يؤكد مصطفى مسيّر شركة “مربوحة” للاستيراد، لـ “المساء”، أن مؤسسته تستورد الأقلام من الهند، وهي تشارك في السوق الجواري منذ اليوم الأول من افتتاحه، من قبل وزير التجارة وترقية الصادرات، مضيفا أن الأسعار التي يطرحها أقل بكثير من تلك المعتمدة خارج هذا الفضاء التجاري التضامني بنسبة 30 و35 ٪. ويضيف محدثنا أن شركته بصدد ولوج مجال الإنتاج، وأن الإجراءات المرتبطة بالدراسة التقنية للمشروع، اكتملت منذ سنة 2018، وهو في مرحلة البحث عن عقار صناعي، يمكّنه من الدخول في مرحلة الإنتاج. 

ومن جانب آخر، كشف محدثنا عن وجود مؤشرات إيجابية من شأنها أن تخفض أسعار الأدوات المدرسية مستقبلا، منها تراجع أسعار النقل والشحن الدوليين، بالإضافة إلى بداية تراجع أسعار المواد الأولية، وسيكون ذلك، حسبه، في غضون ثمانية أشهر على أقصى تقدير. 

ومن جانبه، يؤكد مسؤول تجاري بشركة “المرشد” من ولاية البليدة، السيد مولود، لـ “المساء”، أن أولياء التلاميذ وجدوا فرقا كبيرا في الأسعار المعروضة داخل السوق الجواري مقارنة بما هو معتمد خارجه. وحسبه، فإن الإقبال يكون بشكل أكبر اعتبارا من الثالثة بعد الظهر، ويمتد حتى الواحدة بعد منتصف الليل. والشركة، حسب ممثلها، تستورد الأدوات المدرسية غير المتوفرة محليا. وتنتج قائمة طويلة منها، على غرار الغراء، والأقلام ومستلزمات أخرى.