بلديتا مفتاح والأربعاء بالبليدة

نقص المرافق الشبانية بين انعدام العقار وضعف الميزانية

نقص المرافق الشبانية بين انعدام العقار وضعف الميزانية
  • القراءات: 1519
م.أجاوت م.أجاوت

تعرف بعض ولايات البليدة، رغم شساعة حدود هذه الأخيرة وازدياد نموها الديمغرافي، نقصا كبيرا في الهياكل والمرافق الشبانية والرياضية، على غرار الملاعب الجوارية والمسابح ودور الشباب والمساحات الخضراء...، أمام تزايد مطالب السكان القاطنين، بإعطاء هذه المنطقة حقها من هذه المشاريع التي تزيد في استقطاب الزوار، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. تبقى هذه المرافق والفضاءات مجرد حبر على ورق، فلم تر النور طيلة مدة تعاقب المجالس الشعبية البلدية والولائية على تسيير الشؤون المحلية، إما بسبب نفاد العقار أو تحويله عن طبيعته، أو الضعف المسجل في الميزانية السنوية.

تعيش مدينة مفتاح الواقعة شمال شرق ولاية البليدة، على وقع غياب المرافق والهياكل الترفيهية والمنشآت العمومية الجوارية، لسنوات عديدة، حيث لم تشهد البلدية إنجاز مثل هذه الأخيرة، ما عدا بعض الملاعب الجوارية على مستوى الأحياء خلال الأعوام القليلة الماضية، كحي "200 مسكن" بمدخل المدينة، وحي "10 ماي"، والحي المعروف بـ«لاصاص"... إلى جانب بعض الأحياء الأخرى المجاورة التي استفادت من ذلك، في إطار تجسيد البرنامج الولائي لترقية المرافق والفضاءات الشبانية، فيما يطالب سكان بعض الأحياء النائية بمسبح بلدي تفتقر إليه المنطقة، وإنشاء دار شباب أخرى بنشاطات ترفيهية وتثقيفية تعليمية، لتلاميذ المدارس، خاصة أثناء العطل، مع العلم أن مركز الشباب الحالي لا يفي بالغرض، في ظل محدودية نشاطاته المقدمة للزوار.

مشاريع جوارية ضحية مصالح شخصية

ساهمت الوضعية "الحرجة" التي تعيشها المدنية، بفعل افتقارها مشاريع وهياكل وفضاءات لاحتواء الشباب والأطفال على حد سواء، في فتح شهية العديد من المستثمرين الخواص من أجل تدارك هذا الوضع، لكن الأمر كان وللأسف -حسب العديد من العارفين بشؤون القطاع في المنطقة- بهدف خدمة أغراض شخصية ضيّقة، من خلال التنازل لهؤلاء عن أرضيات ومساحات عقارية كبيرة داخل نسيج المدينة، يرجح أنها تمت بصفقات "مشبوهة" وغير قانونية. وهو ما فتح شهية بعض الخواص في التفكير في تجسيد مشاريع، خاصة على حساب المنفعة العامة، وإقامة مشاريعهم الربحية على أرضيات تبقى ملكيتها تابعة لمصالح البلدية.

من بين المشاريع الجوارية المخصصة لفائدة الشباب والمنشآت الإدارية العمومية والخدماتية، ولم تر النور إلى يومنا هذا، مشروع إنجاز مكتبة جوارية ومجلس قضاء بوسط المدينة، بسبب الاستحواذ في وقت سابق، من قبل مستثمرين على المساحات العقارية التي كانت ستحتضن هذين المشروعين، ليبقى هذين الهيكلين مجرد حبر على ورق إلى يومنا هذا.

يضاف إلى هذين المشروعين، مشروع إنجاز مسبح بلدي لفائدة شباب البلدية، يكون متنفسا لهم وفضاء تكوينيا وتحضيريا للفرق الهاوية والمحلية، إلا أن هذا الأخير لم يتجسد بعد، في انتظار نفض الغبار عن ملفه من قبل المجلس الشعبي البلدي الحالي، وهو ما يتطلع له موطنو وشباب المدينة.

هياكل ومنشآت مرهونة بمشاكل العقار وضعف الميزانية

من بين الأمور التي حالت دون تجسيد مختلف المرافق والهياكل الشبانية ببلدية مفتاح، حسبما تشير إليه مصادر بلدية، مشكل نقص العقار وغيابه في الكثير من الأحيان لاستيعاب هذه المنشآت، مع تواجد وضعية العديد من الأوعية العقارية التابعة للبلدية غير مسواة، بسبب نقل ملفاتها إلى القضاء. علما أن المصالح المختصة بالمنطقة تمكنت مؤخرا من استرجاع عدة أرضيات استغلها خواص دون وجه حق، ينتظر أن تُهيأ لتستوعب عدة مرافق توجّه في الأساس لفائدة الشباب.

كما يعد مشكل ضعف الميزانية المرصودة للبلدية غير كافية لمثل هذه المشاريع، حيث توجّه لتسيير الخدمات الضرورية وذات الأولية القصوى. كتسيير مياه الشرب والنظافة... غيرها.

دائرة الأربعاء تشكو غياب المسابح والقاعات الرياضية

نفس السيناريو تعيشه دائرة الأربعاء التابعة لولاية البليدة، فرغم اتساع رقعة إقليمها وارتفاع عدد سكانها خلال العشرية الأخيرة، إلا أنها لا تحوز على المرافق والهياكل الشبانية بالشكل الكافي، لاستقطاب الشباب وانتشالهم من الفراغ والبطالة، وخطر الآفات الاجتماعية المختلفة، حيث يشتكي شباب المنطقة من غياب المسابح خلال فصل الصيف، الأمر الذي يجعل الكثير منهم يفضلون السباحة بالسدود والآبار المائية المنتشرة بالمنطقة، رغم خطورة ذلك على حياتهم، مما يعرضهم للموت المحقق.

طالب العديد من الشباب، السلطات المحلية، بالتعجيل في إنجاز مسبح بلدي أو قاعات رياضية موزدة بمسابح، تسمح لهم بالاستجمام والترويح عن النفس، أمام حرارة الصيف المرتفعة، كما تكون فضاءات لتعليم السباحة وتحضير الفرق الجهوية لمختلف المنافسات البلدية والولاية وحتى الوطنية، علما أنه حتى القاعات الرياضية تكاد تكون منعدمة ولا تفي بالغرض، مما يجبر هواة الرياضة إلى التنقل للمدن الأخرى، على غرار الحراش والعاصمة وبوفاريك والبليدة لمزوالة نشاطاتهم الرياضية وتربصاتهم المختلفة.

أراض مسيجة ومهملة.. والشباب ينتظرون

المار بمدخل ووسط مدينة الأربعاء، لا تفوته رؤية العديد من المساحات العقارية الشاسعة مسيجة ومهملة لم تستغل في أي مشروع، فإما تحول إلى مكان لرمي وتكديس النفايات والردوم، أو فضاء للمنحرفين ومختلف الآفات الاجتماعية، ويحدث هذا وسط مرأى السلطات المحلية التي لم تحرك أي ساكن لتدارك هذا الوضع الذي لا يفيد أي طرف، وسط تساؤلات السكان والشباب الذين ينتظرون بفارغ الصبر، صدور قرار تحويل هذه الأراضي إلى مشاريع تهمهم بالدرجة الأولى.

أوضح السكان أن الإبقاء على وضعية هذه الأراضي التي تعود ملكيتها للبلدية، لا يخدم أي أحد، سوى تعميق أزمة الركود التنموي التي تشهدها المنطقة، فلابد من إعطاء الأولوية لفئة الشباب من مشاريع التنمية المدرجة في إطار المخطط البلدي للتنمية، تجسيدا لحقهم في الاستجمام والترفيه.

سياسة التقشف ساهمت في تجميد عدة مشاريع

تبرّ مصالح بلدية الأربعاء، عدم تجسيد مختلف المشاريع الشبانية والهياكل والمرافق الترفيهية وتأخر الكثير منها، لاسيما ما تتعلق بقطاع الشباب والرياضة، والثقافة... وغيرها، إلى سياسة التقشف التي شرع فيها خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي أدى إلى تجميد العديد من المشاريع، في انتظار انفراج الأوضاع التي تسمح بتدارك كل ذلك.