رغم قلة الإمكانيات، امجال يحقق نتائج طيّبة بقسنطينة

نقص الدعم والمرافقُ أكبر العوائق

نقص الدعم  والمرافقُ أكبر العوائق
  • القراءات: 1874
س.زميحي/ز. الزبير س.زميحي/ز. الزبير

حققت الرياضة المدرسية بولاية قسنطينة نتائج مشجعة خلال السنوات الفارطة،  جعلتها تعتلي منصة التتويج في العديد من المحافل الوطنية وفي مختلف الرياضات، سواء الجماعية أو الفردية. وقد جاءت هذه النتائج بفضل تضافر الجهود والتنسيق بين الرابطة الولائية للرياضة المدرسية ومديرية الشباب والرياضة.

المشاكل التي طفت على السطح على غرار قلة الإمكانيات المادية والشح في المرافق الرياضية ذات المقاييس المعمول بها في المنافسات الرسمية؛ مثل القاعات الرياضية وملاعب كرة القدم، تحتّم على الجهات المسؤولة الجلوس على طاولة واحدة في شكل لجان مختلطة من أجل تسطير برنامج يسمح بتحسين النتائج المسجلة؛ خدمة للتلميذ من جهة، ومن جهة أخرى خدمة للرياضة بإبراز المواهب الشابة وتشكيل خزان للمنتخبات الوطنية.

رئيس الرابطة الولائية حسين فرحاوي5 آلاف منخرط والرقم مرشح للارتفاع

أكد السيد حسين فرحاوي، الأمين الولائي لرابطة الرياضة المدرسية على مستوى ولاية قسنطينة، أن عدد المنخرطين ضمن هذه الرابطة بلغ إلى غاية نهاية شهر ديسمبر من السنة الفارطة، أكثر من 4 آلاف منخرط عبر أكثر من 500 مؤسسة تربوية و460 فريق يتوزعون على عدد من الرياضات الجماعية، على غرار كرة القدم، السلة، الكرة الطائرة، كرة اليد وتنس الطاولة، والرياضات الفردية في شكل ألعاب القوى والشطرنج، مضيفا أن العدد ارتفع مع بداية هذا العام بتسجيل المنخرطين في رياضة العدو الريفي، ليصل إلى حدود 5 آلاف منخرط. وقال إن العدد مرشّح للارتفاع بعدما تمّ وضع برنامج جديد بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة من أجل دخول المدارس الابتدائية حيّز النشاط الرياضي.

وتعتزم الرابطة الولائية للرياضة المدرسية بولاية قسنطينة، إدماج 63 مربيا رئيسا ومربيا متخرجين من معاهد الشباب والرياضة داخل المدارس الابتدائية استفادوا من قرارات توجيه نحو الابتدائيات، مهمتهم تفعيل الرياضة في هذا الطور الدراسي في ظل غياب أساتذة للتربية البدنية وعدم استجابة وزارة التربية لطلبات توظيف حاملي شهادات الليسانس في التربية البدنية، حيث أكد السيد حسين فرحاوي أن كل منشط بدني من هؤلاء 63 ملزَم بتكوين فريق تنافسي في المدرسة التي يعمل بها. وقال إن هذا الأمر سيساهم في رفع عدد المنخرطين بحوالي ألف منخرط من التلاميذ، وبذلك سيكون له أثر إيجابي على الصحة المدرسية وعلى الجانب التربوي ومحاربة الآفات الاجتماعية، لأن الرياضة، حسبه، "أخلاق حميدة قبل كل شيء".

وتحدّث رئيس الرابطة الولائية للرياضة المدرسية بولاية قسنطينة، عن طموح مكتبه للوصول إلى كل المدارس الابتدائية والتي يتعدى عددها 390 مدرسة. وقال إنّ الرابطة الولائية ستصل إلى حدود 10 آلاف أو 12 ألف منخرط إذا ما تم تحقيق هذا المشروع الطموح، وبذلك الوصول إلى تنظيم بطولة ولائية لمختلف الرياضات عبر الابتدائيات.

نقص كبير في الهياكل

رفع أمين الرابطة الولائية للرياضة المدرسية بولاية قسنطينة، مشكل نقص المرافق الرياضية بالولاية، وقال إنّ التلاميذ يمارسون الرياضة في ظروف صعبة خاصة في الشتاء، في ظل غياب عدد كاف من القاعات الرياضية ورفض الديوان الولائي للحظيرة متعددة الرياضات "أوبوف"، منح المرافق الرياضية لفرق البطولة المدرسية بالمجان، ومطالبته بمقابل مادي نظير استغلال هذه المنشآت رغم وجود اتفاقية بين وزارتي الشباب والرياضة والتربية في هذا الإطار، تقضي بمجانية استغلال المنشآت الرياضية، غير أن الاتفاقية لم تفعَّل بعد، حسب محدثنا، الذي طالب بتفعيل هذه الاتفاقية في أقرب وقت؛ خدمة للرياضة الجزائرية على المستوى الولائي بصفة خاصة، وعلى المستوى الوطني بصفة عامة.

وتلقى مختلف الفرق المعنية بالمنافسة في البطولة الرياضة المدرسية بقسنطينة، صعوبة في إيجاد مكان للتدرب أو المنافسة الرسمية، خاصة أن كل المنافسات مرتبطة بالبرنامج البيداغوجي ولدى التلاميذ، فقط الفترة المسائية ليوم الثلاثاء من أجل ممارسة الرياضة المدرسية، في ظل الاكتظاظ داخل بعض المؤسسات التربوية، التي تضطر لإلغاء الحصص التدريبية بسبب برمجة دروس خلال هذه الفترة الزمنية، وبذلك حرمان التلاميذ من الحصص الرياضية.

نتائج مرضية ومرتبة ثالثة وطنيا

وصف السيد حسين فرحاوي النتائج المحققة من طرف الرابطة الولائية للرياضة للمدرسية خلال السنوات الفارطة، بالمرضية، حيث احتلت رابطة قسنطينة خلال العهدة الأولمبية 2012 إلى 2016، المرتبة الثالثة على الصعيد الوطني. كما حققت الرابطة خلال الموسم الفارط في البطولة الوطنية للجيدو للرياضة للمدرسية التي احتضنتها ولاية تلمسان شهر مارس من السنة الفارطة، 3 ميداليات ذهبية وبرونزيتين، وكان من المقرر أن يشارك صاحب الميدالية الذهبية في البطولة العالمية بالهند، لكن بسبب بعض المشاكل الإدارية، حسبما وقفت عليه "المساء" والخلاف بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، حيل دون ذلك، وحُرم الرياضي من المشاركة الدولية.

كما احتلت قسنطينة التي تضم 5 مقاطعات في الرياضة للمدرسية بميزانية في حدود 200 مليون سنتيم سنويا، مركز وصيف بطل الجزائر في بطولة كرة القدم للرياضة المدرسية، صنف أشبال، من خلال فريق ثانوية "ابن باديس"، ونفس المرتبة في رياضة كرة السلة في صنف الأصاغر ممثلة من طرف متوسطة "عبد الحميد قربوعة" بالخروب، والمركز الثالث وطنيا في الكرة الطائرة صنف صغريات، ممثلة من طرف متوسطة "عائشة أم المؤمنين"، والمركز الخامس في نفس الرياضة بفريق الشبلات من فريق متقن "علي بوسحابة".

وتحدّث الأمين العام للرابطة الولائية للرياضة المدرسية بولاية قسنطينة، عن رغبة الرابطة في إدراج رياضة السباحة في المنافسة الولائية، وتشكيل فريق ولائي من شأنه تمثيل قسنطينة في مختلف المنافسات. وقال إنّ هناك بعض العراقيل والذهنيات التي عرقلت تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع.

عبد الحميد هوام، رئيس مصلحة الرياضة بمديرية الشباب والرياضةسنعالج كل المشاكل من خلال اللجنة المختلطة

أكد السيد عبد الحميد هوام، رئيس مصلحة الرياضة بمديرية الشباب والرياضة، أن جل المشاكل التي تعاني منها الرياضة المدرسية بقسنطينة، يمكن تجاوزها من خلال اللجنة المختلطة من القطاعين، والتي من شأنها أن تفصل في قضية استغلال المنشآت الرياضية، وقضية تفعيل الاتفاقية في إطار الاستغلال المجاني للمنشآت الرياضية، معتبرا أن القضية قضية تنسيق فقط. وقال إن قطاع التربية بقسنطينة يملك أيضا منشآت رياضية يمكن استغلالها من طرف قطاع الشباب والرياضة لتدرب مختلف الفرق، على غرار القاعات الرياضية المتواجدة عبر مختلف المؤسسات التربوية.

وطلب السيد هوام الذي أكد على العلاقات المتميزة بين "الديجياس" والرابطة الولائية للرياضة المدرسية من قطاع التربية، ضبط برنامج بيداغوجي مناسب يتماشى مع النشاط الرياضي للفرق المشاركة في مختلف النشاطات الرياضية. وقال إن قسنطينة باتت تحقق نتائج إيجابية في منافسات الرياضة المدرسية بفضل العمل الكبير الذي تقوم به الرابطة الولائية لهذه الرياضة.

وبشأن الدعم المادي الذي تقدمه مديرية الشباب والرياضة للرابطة الولائية للرياضة للمدرسية، أكد السيد هوام أن مديريته تموّل العمليات الكبرى والبطولات الوطنية المنظمة إلى غاية 70 %، تضاف إليها المساعدة المالية السنوية في إطار دعم الجمعيات الرياضية والمقدّرة بخمسين مليون سنتيم، وهو مبلغ غير كاف، حسب محدثنا، بالنظر إلى عدد الفرق والمنخرطين في هذه الرابطة، مضيفا أن من الممكن أن يتم رفع هذه الإعانة مستقبلا لتغطي بعض احتياجات الرابطة التي تتحصل على إعانات مالية أيضا من بلدية قسنطينة ومن المجلس الشعبي الولائي. وقال إنّ مديرية الشباب والرياضة تستجيب، في أغلب الأحيان وحسب إمكانياتها المتاحة، لطلبات الفرق الرياضية النشطة في البطولة المدرسية؛ من خلال تزويدها ببعض التجهيزات والمعدات، على غرار الكرات، الحلقات والأعمدة، والمساهمة في تمويل جزء من التربصات أو التنقلات وحتى في التكوين.

وكشف ممثل الشباب والرياضة الذي أثنى على قرار تدعيم الابتدائيات بإطارات من مديريته في إطار استغلال أكبر قدر من الطاقات الشابة، عن برنامج لتطوير الاتصال بين أساتذة التربية البدنية عبر المؤسسات التربوية ومدربي مختلف الفرق الرياضية؛ في خطوة لتبادل الخبرات من جهة، ومن جهة أخرى تبادل المعلومات بخصوص المواهب الشابة والمهارات التي يتم اكتشافها في الوسط المدرسي، مطالبا بعض مديري المؤسسات التربوية بتغيير الذهنيات وعدم التضييق على أساتذة التربية البدنية.

ز. الزبير

مديريات تيزي وزو حريصة على ترقية الرياضة المدرسية ... تكفّل جيد  ومرافق هامة في طور الإنجاز

أجمعت مختلف المديريات الولائية من التربية، الشبيبة والرياضة والتجهيزات العمومية بولاية تيزي وزو في تصريحها لـ "المساء"، على عملية التكفل بالمتمدرسين من حيث تدعيم المؤسسات التربوية بمرافق رياضية "جيدة"، حيث تضم أغلب المؤسسات التربوية منشآت رياضية مختلفة، في حين بُرمجت عمليات جديدة تسمح بإنجاز مرافق رياضية أخرى، لتمكين جميع التلاميذ من ممارسة الرياضة المدرسية.

أكد مسؤولو مختلف المديريات على حرصهم على ضمان إنجاز وتدعيم المؤسسات التربوية بالولاية بمرافق ومنشآت رياضية؛ نظرا لأهدافها وأهميتها في حياة التلميذ، حيث أجمعوا على أن ممارسة الرياضة في المدرسة تنمي روح الجماعة، إلى جانب أن ممارسة الرياضة في المدرسة تساهم في تغيير سلوك الطفل وفقا لما يتماشى مع احتياجات المجتمع عبر اكتساب الصفات الاجتماعية، حيث إن تنظيم منافسات رياضية بين المدارس يدعم الصلح والسلام بين التلاميذ، ويضمن صحتهم ونجاحهم في مشوارهم الدراسي؛ تجسيدا لمقولة "العقل السليم في الجسم السليم".

تغطية كاملة  وجهود لتعميمها في الابتدائي

أكد مصدر من مديرية التربية لـ "المساء"، أن القطاع يحرص على ضمان تدعيم المؤسسات التربوية في الولاية، بالمرافق والهياكل الرياضية المواتية لكل مؤسسة، معتبرا أن التغطية المحققة في مجال المنشآت الرياضية بتراب الولاية "جيدة"، على اعتبار أنها بلغت نسبة 100 بالمائة بالطورين المتوسط والثانوي، في حين أن الابتدائي يسير نحو التعميم من خلال برمجة عمليات جديدة يتضمن تدعميها بهذه المرافق، موضحا أن القطاع وضع استراتجية عمل تسمح لكل التلاميذ بممارسة الرياضة المدرسية، من خلال منح تراخيص لتلاميذ الطور الابتدائي باستغلال فضاءات رياضية تابعة لمؤسسات الطور المتوسط؛ ما يضمن بذلك ممارسة جميع التلاميذ الرياضة.

وقال المتحدث بلغة الأرقام إن نسبة تغطية مؤسسات الطور الثانوي بلغت 100 بالمائة، حيث تم تدعيم 68 ثانوية تضمها الولاية بـ 46 أرضية لعب و24 قاعة رياضة، ونفس الشيء بالنسبة للطور المتوسط الذي حقق تغطية كاملة وشاملة لـ 180 إكمالية تضمها الولاية، حيث تم تدعيمها بـ 147 أرضية لعب وقاعتين لممارسة الرياضة مغطيين، تسمح للتلاميذ باستغلالها في كل الأحوال، لاسيما عند سقوط المطر وبرودة الطقس، مضيفا بخصوص الطور الابتدائي، أن الولاية تضم 656 ابتدائية، 67 منها فقط تم تدعيمها بأرضية لعب منجزة وفقا للمعايير والمقاييس المطلوبة في مثل هذه الأرضيات، في حين أن بقية مؤسسات هذا الطور تضم فناء للمدرسة مواتيا ومهيأ يستغله التلاميذ لممارسة الرياضة، إلى جانب تمكين تلاميذ هذا الطور من استغلال منشآت رياضية تابعة للطور المتوسط، عبر منح مديرية التربية تراخيص تسمح بذلك، ما يمكّن كل تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة بالولاية من ممارسة الرياضة المدرسية.

28 منشأة قيد الإنجاز

كشف مصدر مسؤول بمديرية التجهيزات العمومية لولاية تيزي وزو لـ "المساء"، عن تسجيل هذه الأخيرة 28 منشأة رياضية قيد الإنجاز عبر مؤسسات الطور الثانوي بالولاية، منها ما حققت تقدما في وتيرة الإنجاز، في حين أخرى تواجه مشاكل أدت إلى توقيف أشغال إنجاز بعض المنشآت لأسباب مختلفة، مؤكدا أن المديرية أنجزت العديد من المنشآت الرياضية  يستغلها التلاميذ حاليا، وينتظر أن تضاف إليها منشآت جديدة مع الدخول المدرسي المقبل.

وأوضح المتحدث أن المديرية سجلت 6 منشآت قيد الإنجاز بكل من مؤسسات الطور الثانوي لأزفون، تيزي وزو، بوزقان، صوامع، ذراع الميزان وتيقزيرت، موضحا أن هذه المنشآت كانت مبرمجة ضمن مشاريع إنجاز هذه الثانويات،التي سيتم استلامها موازاة مع استلام المؤسسات التربوية لتوضع تحت تصرف التلاميذ بغية استغلالها لممارسة الرياضة.

وتضاف إلى هذه المنشآت 22 قاعة لممارسة الرياضة مبرمجة على مستوى عدة ثانويات موزعة على إقليم الولاية، منها قاعات قيد الإنجاز على مستوى ثانوية تيزي نتلاثة بدائرة واضية بثانوية خواص أحسن بدائرة الأربعاء ناث إيراثن، وبكل من واسيف، تيميزار وغيرهما من الثانويات التي حظيت بقاعات رياضية، موضحا أن هذه القاعات الرياضية لم تكن مدرجة ضمن مشروع إنجاز الثانويات، حيث أتت على شكل مشاريع مستقلة، تم برمجة إنجازها بعد استلام ودخول حيز الخدمة هذه الثانويات.

وأعقب المتحدث أن مشروع إنجاز 22 قاعة رياضية، منها التي حققت تقدما في وتيرة الإنجاز، ينتظر استلامها قريبا، في حين هناك قاعات مسجلة قيد الإنجاز وأخرى متوقفة لأسباب مختلفة، مؤكدا أن المديرية تعمل جاهدة  على إنهاء إنجاز القاعات الرياضية التي حققت تقدما في الأشغال من أجل ضمان دخولها حيز الخدمة مع الدخول المدرسي المقبل، الذي ينتظر أن يعرف استلام 6 قاعات رياضية بعدة ثانويات من الولاية. وأضاف مدير الشبيبة والرياضة لتيزي وزو الطاش دحمان لـ "المساء"، أن المديرية تمكنت منذ 2013 من إنجاز 12 أرضية لعب على مستوى مؤسسات تربوية، 11 منها تدعمت بها مؤسسات الطور الابتدائي، في حين تم إنجاز أرضية لعب واحدة على مستوى مؤسسة للطور المتوسط.

وأكد المدير أن الرياضة المدرسية تُعد اللبنة الأولى لدعم أي حركة رياضية؛ على اعتبار أن البيئة المدرسية أرض خصبة لاكتشاف المواهب وتنميتها عبر توفير الإمكانيات بوضع وتنظم البرامج الرياضية الهادفة إلى الوصول إلى مفهوم الرياضة التي تأتي بالفائدة للجميع من الناحية الصحية، البدنية، الذهنية، النفسية والاجتماعية.

س.زميحي