علي شعواطي رئيس جمعية "كافل اليتيم" الوطنية لـ"المساء":

نسعى إلى إخراج الأرملة من الاحتياج للإنتاج ومن الكفالة إلى الكفاية

نسعى إلى إخراج الأرملة من الاحتياج للإنتاج ومن الكفالة إلى الكفاية
  • القراءات: 575
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحدث علي شعواطي، رئيس جمعية "كافل اليتيم" الوطنية، التي تقدم المساعدة لـ200 ألف يتيم على مستوى الوطن، وعضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، في تصريح لـ«المساء"، عن أسس البناء السليم في دعم اليتيم والأرملة، حيث تسعى الجمعية، حسبه، إلى مد جسور التواصل مع الأيتام، لتتعدى خدمات المساعدة المادية، وتمس الاهتمام والتربية والحماية من الآفات والوقوع بين فكي المخدرات، والمرافقة للنجاح في الحياة وتعلم الاعتماد على النفس، وأشار إلى العمل على مساعدة الأرملة لإخراجها وأبنائها من الاحتياج للإنتاج، ومن حالة الكفالة إلى الكفاية.

قال علي شعواطي، حيال اهتمامات الجمعية بأطفال الجزائر وأيتامها: "نحن نعتني باليتيم الإنسان، الذي نريده أن يكون شخصية متوازنة قوية، تدين بالولاء للمجتمع والوطن، ويكون محبا لوطنه، وناجحا في حياته، وهذا لا يتأتى إلا بالاعتناء بهذا اليتيم والمتابعة الدائمة له، لأن الطفل أصبح معرضا في أي لحظة للانحراف، لاسيما مع آفة المخدرات التي تشكل خطرا جسيما عليه، والتي يمكن أن يقع في شراكها في أي وقت".

فيما يخص طريقة المكافحة التي انتهجتها جمعية "كافل اليتيم" لحماية الصغار من هذه المصيبة، قال محدثنا: "هناك خطر داهم يهدد المجتمع والأطفال بالذات، لأن أول من يقع في حبال المخدرات، هم الأطفال، لقلة إدراكهم ومعرفتهم الجيدة للأمور، بالتالي، هناك جمعيات تعمل على المكافحة، ولها دور كبير في التحسيس، لاسيما فيما يخص الوالدين، لانهما صمام الأمان الأول للطفل، وفي حالة الأيتام، كما هو في برنامجنا، فإننا نهتم في عملية التحسيس على الأرملة كأم، يعتمد عليها في هذا الباب، حيث نحسسها بضرورة اليقظة التامة الدائمة، لاسيما في هذا الموضوع، ولابد أن يكون هناك عمل متواصل للجمعيات في الوسط المدرسي، لاسيما بعد انتشار الظاهرة وسط أبناء المدارس. ونحيطكم علما بأننا نتواصل بصفة دورية مع المؤسسات التربوية والأساتذة، الكل يشتكي من هذه الظاهرة، لهذا لابد أن يعمل المجتمع والجمعيات المتخصصة، وحتى الثقافية والرياضية، التي تخدم هذا المنحى الاستراتيجي والتنشئة والأئمة في المساجد، فلابد من تظافر الجهود، لأنه لا تستطيع جهة لوحدها القيام بهذا العمل، فلابد أن يشارك الكل في المكافحة، لابد أن تكون هناك حالة وعي ويقظة.

أكد شعواطي، أن جمعية "كافل اليتيم" الوطنية، تقدم المساعدة لـ200 ألف يتيم على مستوى الوطن، يقول: "نسعى بالإضافة إلى توفير الاحتياجات المادية لليتيم، إلى المرافقة من الناحية النفسية والتربوية، بحيث نحاول من خلال المساعدة المادية، الوصول إلى اليتيم، ونقترب منه، حتى يكون لديه استعداد للتعامل معنا، بالتالي الدخول إلى الجانب الآخر الأهم، ويكون فردا ناجحا ومتميزا".

مشروع "باب الرزق" لخدمة الأرملة ومنه حماية اليتيم

فيما يخص المشاريع التي نعمل عليها، قال شعواطي: "فكرنا منذ مدة في مقاربة الاعتناء باليتيم، من خلال الاعتناء بالأرملة، لأنها تختصر الطريق، وهذا البعد الاستراتيجي في معاملتنا، يعتمد على مقاربة جديدة، بدل إعطائها المساعدة المادية، نقدم مشروع  مساعدة باب الرزق، وفيه حوالي 200 مشروع في ولاية البليدة فقط، كتجربة رائدة، عملنا فيها للمقاربة، والآن توجد مشاريع إنتاجية، فيه أرامل تشتغل في الخياطة، الحلاقة، صناعة الحلويات، تربية المواشي والنحل، فكل هذه المشاريع تتلاءم مع خصوصية المرأة والمنطقة التي تعيش فيها، فيمكن أن نساعد المرأة الموجودة في الجهة الريفية بتربية النحل". في الختام، أشار شعواطي إلى وجود نماذج ناجحة، استطاعت أن تحقق المطلوب، موضحا أن الجمعية بصدد التحضير لاتفاقية مع مراكز التكوين المهني، من أجل تكوين متخصص يساعد الأرملة على إخراجها من مرحلة الاحتياج للإنتاج، ومن حالة الكفالة إلى الكفاية