طلعي لـ «المساء»:

نراهن على الطريق العابر للصحراء وميناء شرشال «لاقتحام» إفريقيا

نراهن على الطريق العابر للصحراء وميناء شرشال «لاقتحام» إفريقيا
  • القراءات: 1379
نوال.ح نوال.ح

سيعرض وزير النقل والأشغال العمومية السيد بوجمعة طلعي يوم السبت المقبل، بمناسبة افتتاح المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، مشروع المخطط الوطني اللوجستيكي الذي سيعرض عما قريب على الحكومة للمصادقة عليه، وهو الذي يتضمن مجموعة من الحلول التقنية للنهوض بمجال النقل والتخزين عبر مختلف وسائل النقل البرية والبحرية والجوية.

وحسب تصريح الوزير لـ«المساء»، فإن المنتدى سيكون فرصة لعرض قدرات النقل عبر الطريق العابر للصحراء الذي سيتم ربطه بالميناء الجديد في مدينة شرشال، مع تدعيم النقل الجوي بمطار دولي عصري للشحن والعبور بمدينة تمنراست، ليكون على شكل قاعدة تبادل الحر.

أكد وزير النقل والأشغال العمومية أن الجزائر مستعدة لتكون بوابة تجارية ومنطقة عبور من الدرجة الأولى بين دول الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وباقي دول القارة السمراء، مشيرا إلى أن أكبر المشاريع الخاصة بالنقل ستكون جاهزة سنة 2018 على أكثر تقدير، على غرار المشروع النهائي الجديد للمطار الدولي «هواري بومدين» الذي تسير فيه الأشغال بطريقة سريعة، ليتحول في منتصف عام 2018 إلى منطقة عبور عالمية لكل شركات الطيران الأجنبية التي تضمن خطوط النقل بين مختلف القارات، ونتوقع أن يكون بوابة إفريقا بالنسبة لكل دول العالم، لذلك يتم حاليا دراسة مشروع  فتح بين 6 و7 خطوط جديدة تكون تابعة لكل من «شركة الخطوط الجوية الجزائرية» و«شركة طاسيلي» للطيران من أجل دعم النقل الجوي لعدد من الدول الإفريقية، في المقابل تدرس حاليا مؤسسة تسيير المطارات طلبات العديد من شركات الطيران الأجنبية لقبول نزول طائراتها في أرضية المطار، ومنه سيتم نقل المسافرين المتوجهين إلى إفريقيا عبر الطائرات الجزائرية.

في المقابل، قررت الوزارة ـ يقول طلعي ـ تسريع الأشغال لصيانة الطريق العابر للصحراء الذي يمتد على طول 3400 كيلومتر وربطه بالطريق السيار شرق ـ غرب، على أن يتم إنشاء مساحات للترفيه والراحة على طول الطريق لضمان راحة السائقين وحثهم على التوقف عند الحاجة.

كما توقع الوزير أن يكون الميناء الجديد بمدينة شرشال، والذي ستنطلق أشغال إنجازه قبل نهاية السداسي الأول من سنة 2017، القلب النابض للتبادلات التجارية البحرية بين الجزائر وباقي الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن منتدى الاستثمار الإفريقي سيكون مناسبة لنا لتحديد الموانئ الإفريقية التجارية واقتراح عروض الشراكة مستقبلا.

أما فيما يخص فكرة إنشاء منطقة للتبادل الحر في ولاية تمنراست، فكشف طلعي لـ«المساء»، عن أن الفكرة تتطلب تدعيم المنطقة بعدة هياكل للجمع بين النقل البري والجوي، مع استثمارات لفتح مناطق تخزين وتتحول المنطقة إلى همزة وصل بين الشمال وجنوب القارة.  

 « لوجي ترانس» تعود لأسواق إفريقيا بخدمات جديدة تجمع بين البر والجو

من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة النقل البري للبضائع «لوجي ترانس»، السيد بوعلام كني لـ«المساء»، أن مؤسسته استبقت اللقاء خلال التوقيع على عقد شراكة وتعاون مع شركة «طاسيلي» للنقل الجوي من أجل تدعيم خدماتها واقتراح حلول جديدة بهدف نقل المنتجات واسعة الاستهلاك وسريعة التلف.

وبالنسبة للقاء الاستثماري الأول من نوعه والخاص بفرص ولوج الأسواق الإفريقية، أشار السيد كني إلى أن خدمة اللوجستيك التي تجمع بين النقل والتخزين تعد العمود الفقري لتطوير المبادلات التجارية بين الجزائر وجيرانها، لذلك قررت المؤسسة التي تضم حظيرتها 2500 شاحنة تضمن نقل 10 ملايين طن سنويا، وضع كل طاقتها تحت خدمة المستثمرين الأفارقة، مع اقتراح نقاط التخزين التابعة لها بمنطقة وادي سمار لجمع وتوزيع كل أنواع البضائع السائلة والصلبة الموجهة من وإلى الدول الإفريقية المجاروة.

كما أكد السيد كني أن الجزائر لها كل المؤهلات لإنجاح اللقاء واستقطاب أكبر عدد من المتعاملين الأفارقة الذين يتحدثون اليوم على مشاكل كبيرة لنقل منتجاتهم المصدرة والمستوردة ، مع ارتفاع التكاليف من منطلق أنها تنقل عبر أكثر من متعاملين اثنين، مما يتطلب الكثير من الوقت لوصول البضائع إلى أصحابها.

وراهن محدثنا على مساحة الساحل البحري الجزائري الذي يمتد على مسافة 1622 كيلومترا، قصد تغطية نشاط النقل البحري بين الجزائر وباقي الدول الإفريقية المطلة على المحيط. في المقابل،  تضمن «لوجي ترانس» نقل البضائع برا عبر الطريق العابر للصحراء، مع العلم أننا نغطي اليوم عملية توزيع كل أنواع المنتجات عبر الجنوب الكبير بنسبة 90 بالمائة.

أما فيما يخص الأسواق الإفريقية التي كانت تتعامل معها المؤسسة في وقت سابق، فذكر السيد كني دولة المالي التي شهدت خلال سنوات السبعينات إنشاء شركة مختلطة جزائرية ـ مالية للنقل البري للبضائع، غير أن الشركة تم غلقها في سنوات الثمانينات لأسباب أمنية، ومن خلال المنتدى ستتم دراسة كل المقترحات بهدف فتح شركات مختلطة للنقل البري للبضائع.

«طاسيلي» تفكر في فتح خطوط جوية لتغطية وجهات إفريقية

من جهته، كشف المدير العام لشركة «طاسيلي» للطيران، السيد بلقاسم حرشاوي، عن أن استراتيجيته الحالية تخص تدعيم أسطول الشركة من خلال إطلاق مناقصة لاقتناء أربع طائرات بطاقة 150 مقعدا لكل واحدة منها، وسيتم استغلال المنتدى الإفريقي للاستثمار بهدف التعريف بالشركة في مرحلة أولى والتعرف على طلبات المهنيين في سبيل تحديد الوجهات الإفريقية المستقبلية، مع العلم أن أول خط إفريقي للشركة خصص لخدمة النقل بين الجزائر العاصمة ونواقشط بموريتانيا، وهو ما جاء بطلب من المهنيين الجزائريين على الخصوص.

كما أن الشركة ومن خلال العقد التجاري لها مع مؤسسة النقل البري «لوجي ترانس»، ستدرس مستقبلا إمكانية توسيع نشاطها المشترك لتغطية عدد من الدول الإفريقية تماشيا والطلب المقترح.

وعن مشاركة شركة «كنان» للنقل البحري للبضائع في المنتدى، كشف رئيس مجلس الإدارة السيد مصطفى فرفارة لـ«المساء»، عن أن اللقاء سيكون فرصة للتعريف بخدمات المؤسسة، مع عرض برامج عصرنة خدمات النقل البحري التي سيتم تنظيمه ابتداء من سنة 2017 في مجمع، مشيرا إلى أن التظاهرة تتزامن مع استلام باخرة الشحن التاسعة للمؤسسة، وهو ما يسمح برفع طاقات الشحن لأكثر من 80 ألف طن في الرحلة الواحدة.

كما سيتم بالمناسبة تحديد الأهداف الجديدة للمجمع على المدى القريب، واستغلال الموقع الإستراتيجي للجزائر في سبيل استقطاب متعاملين جدد، سواء محليين أو أجانب لنقل البضائع إلى موانئ إفريقية، على غرار السودان، موريتانيا، السنغال، كوت ديفوار وإفريقيا الجنوبية.

أما المدير العام لمؤسسة «ميناء الجزائر» السيد عبد العزيز قراح،  فأكد من جهته لـ«المساء»، أن ميناء العاصمة بحكم موقعه يبقي الهيكل المينائي الأكثر تفضيلا من طرف المتعاملين الأجانب، على غرار الأفارقة، بحكم موقعه والخدمات المقترحة وقربه من نقاط التخزين، لذلك سيتم خلال المنتدى استقطاب أكبر المتعاملين والاستماع لطلباتهم، على أن يتم توزيعهم حسب اهتماماتهم على باقي الموانئ. 

السكة الحديدية تبحث عن شركاء أفارقة لتمديد خطوطها إلى الدول المجاورة

كما أكد المدير العام لشركة النقل عبر السكك الحديدية، السيد ياسين بن جاب الله، أن رهان الشركة اليوم هو بلوغ كل الموانئ في مرحلة أولى لاقتراح خدمة نقل الحاويات والمواد السائلة إلى المناطق الداخلية القريبة من الجزائر، على غرار مالي، تشاد والنيجر، بالإضافة إلى موريتانيا وتونس.

وتنوي الشركة خلال المنتدى عرض خدماتها على المتعاملين لنقل المسافرين والبضائع على حد سواء، شرط أن تكون الاستثمارات في مجال السكك الحديدية مماثلة بهدف السماح للقطارات بدخول الدول الإفريقية القريبة.

يذكر أن منتدى الاستثمار الإفريقي المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 3 إلى 5 ديسمبر الجاري، سيعرف مشاركة كل مؤسسات النقل البحري والجوي والبري لعرض طاقاتها، من منطلق أن التبادلات لا يمكن أن تتم بدون خدمة النقل.

كما تطمح المؤسسات المشاركة من خلال اللقاء، إلى البحث عن شركاء والاطلاع على الخبرات الإفريقية في مجال اللوجستيك لإثراء المخطط الوطني للنقل واللوجستيك، موازاة مع البحث عن فرص الشراكة مع باقي المؤسسات الإفريقية بغية عصرنة نشاط التخزين.