حتى المراوح الكهربائية اختفت من أسواق وهران

ندرة ومضاربة.. وبيع مشروط للمكيفات الهوائية

ندرة ومضاربة.. وبيع مشروط للمكيفات الهوائية
  • القراءات: 995
رضوان. ق رضوان. ق

تشهد مختلف محلات بيع التجهيزات الكهرومنزلية بأسواق مدينة وهران طلبا متزايدا على مكيفات التبريد، التي تعرف ندرة مقابل ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بنسب كبيرة تراوحت بين 12 الف دج و22 الف دج، حسب نوعية وقوة المكيف وعلامته، خاصة محلية الصنع التي أصبحت تنافس المكيفات المستوردة المفقودة كليا بالسوق وذلك إلى جانب المراوح الكهربائية التي ارتفعت أسعارها كذلك.

تسبب ارتفاع درجات الحرارة وطول مدتها منذ الفاتح من شهر جوان الماضي وسط توقعات باستمرار موجة الحرارة في إقبال المواطنين على اقتناء المكيفات الهوائية من مختلف العلامات، ما خلق ندرة حادة في جميع أنواع هذه التجهيزات وخاصة منها محلية الصنع، فيما اغتنم عديد التجار الفرصة لرفع الأسعار والمضاربة فيها في غياب الرقابة وتدخلات المصالح المختصة.

وللوقوف على واقع أسعار المكيفات تنقلت "المساء" لحي بن عربة المعروف بتسمية حي الحاسي بمندوبية بوعمامة والذي تحول في السنوات الأخيرة لسوق مختص في بيع التجهيزات الكهرومنزلية، فأول ما يلفت الانتباه فيه، عدم وجود عروض للمكيفات خارج المحلات عكس السنوات الماضية، ما يوحي بوجود ندرة، وقد وقفت "المساء" في أول محل والمختص في بيع منتوج محلي معروف ومطلوب مع غياب تام للمكيفات بوجود عدد كبير من المواطنين من الباحثين عن منتوجات المحل المختص والذي يجيب مسيره بأن المكيفات غير متوفرة وأنه لا يمكن تحديد تاريخ معين لعرض مكيفات جديدة، رغم إلحاح المشترين على ذلك وعرض مواطنين آخرين لدفع تسبيق من سعر المكيف أو دفع ثمن المكيف كاملا مسبقا للحصول عليه بمجرد استقدام المنتوج من طرف صاحب المحل، وهو ما يرفضه مسير المحل الذي أوضح بأنه وفي ظل الطلب المرتفع على المكيفات لم تعد تصله كميات كبيرة، وذلك منذ أسبوعين، حيث توقف التموين بالكامل رغم التواصل مع الموزع وحتى المصنع.

وبخصوص الأسعار، أكد المتحدث بأنها عرفت ارتفاعا في ظل الطلب المتزايد إلى جانب ارتفاع أسعار قطع الغيار ومكونات المكيف المستوردة من الخارج، كما أكد المتحدث وجود مضاربة بعدد من المحلات التي خلقت ندرة بإخفاء المكيفات ورفع أسعارها والتي عرفت زيادات وصلت حدود 15 و20 الف دج في المكيف الواحد، فيما اختفت بعض الأنواع كليا و لم تعد تعرض بالمحلات.

مضاربة وطلب كثيف... وبيع مشروط

ومواصلة للتحقيق حول أسعار المكيفات، انتقلنا لمحل ثان معروف بالمنطقة والذي كان شبه فارغ من التجهيزات كونه يعرض المكيفات والثلاجات والمراوح، و كد المواطنون الكثيرون الذين كانوا داخل المحل بأن المحل ولسنوات يعرض منتجات بأقل الأسعار على مستوى ولاية وهران، غير أنه ومنذ أيام لم يعد يتوفر على مكيفات ولا حتى على مراوح وثلاجات صغيرة، أمام ارتفاع في الأسعار وبشكل غير مسبوق. وأكد عدد من المواطنين بأن بعض المحلات تعرض مكيفات وبأسعار جد مرتفعة، فيما تعرض محلات أخرى مكيفات مقابل اقتناء تجهيزات كهرومنزلية أخرى رفقة المكيفات على غرار الخلاطات والطواحين الكهربائية وحتى أدوات منزلية، وهو ما يتنافى مع القانون، ورغم ذلك وجد بعض المواطنين أنفسهن مرغمين على اقتنائها، فيما لجأ غالبية المواطنين لحي الحاسي بحثا عن مكيفات غير أنها مفقودة.

من جانبه، أكد أحد الباعة وجود مضاربة بالتجهيزات الكهرومنزلية، موضحا بأن غالبية المحلات لا تقتني المنتجات مباشرة من المصانع بل تقوم باقتنائها عن طريق موزعين أو تجار آخرين يفرضون أسعارا جديدة أسبوعيا، وقد قفزت أسعار مكيفات بقوة -9000 بي تي ايو- من 68 ألف دج منذ قرابة الأسبوعين إلى 84 ألف دج وحتى 89 ألف دج، فيما عرضت المكيفات بقوة - 12000 بي تي ايو- بسعر  102 ألف دج و106 ألف دج للمكيف، حسب النوعية والماركة، خاصة علامتين محليتي الصنع، فيما لا تتوفر معظم الماركات المستوردة من الخارج و التي تتجاوز أسعارها سقف 110 ألف دج بزيادة قاربت 20 ألف دج، اما مكيفات بقوة -18000بي تي إيو- فتراوحت بين 110 ألف دج لغاية 145 ألف دج وهي المكيفات التي اختفت قبل وقوع الندرة، كما كشف البائع عن وجود أنواع من المكيفات التي تعمل بالماء وهي أقل ثمنا ولكنها غير متوفرة أيضا.

حتى المراوح مفقودة وأسعارها ارتفعت

كما تشهد عدة محلات اختفاء المراوح الكهربائية فيما تعرض محلات أخرى المراوح بأسعار مرتفعة وغير مسبوقة والتي تختلف أسعارها أيضا حسب النوع والقوة وحتى الحجم، وقد تنقلنا لسوق المدينة الجديدة والذي تعرض فيه المراوح وبكثرة بأسعار تتراوح بين 4500 و9000 دج حسب النوعية، وهي التي تبقى ملجأ العائلات محدودة الدخل وحتى بعض الموظفين والتجار لاستعمالها مؤقتا خلال فترة الحرارة.

ويوضح مواطنون بأن أسعار المراوح ارتفعت غير أنها تبقى مطلوبة ويقدر المواطنون على اقتنائها بالأسعار الحالية، فيما يوضح تاجر بأن المراوح مطلوبة من طرف كبار السن الذين لا يتحملون المكيفات الهوائية، كما تبقى مطلوبة من طرف عائلات المرضى المقيمين بالمستشفيات إلى جانب الموظفين والعائلات محدودة الدخل، والتي تبقى رغم ذلك متخوفة من حجم استهلاك الكهرباء، ويؤكد المتحدث بأن جل المراوح تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء خاصة لدى استعمالها بأقصى قوتها.