مولودية وهران

موسم للنسيان

موسم للنسيان
  • القراءات: 613
سعيد.م سعيد.م

تتوالى المواسم وتتشابه، وكالسنوات التسعة عشرة الماضية، خرجت مولودية وهران خاوية الوفاض من موسم 2015-2016، وفاجأت الجميع بعودتها إلى عادتها القديمة في اللعب على البقاء، عوض الطموح إلى أعلى، فكان يكفي شهر واحد (أفريل) لتنهار فيه بشكل كلي، فضيعت أهدافها، ولحسن حظها أن جولة من الجولات الأخيرة خدمتها، وإلا لضاعت هي الأخرى وحلت النكسة الحقيقية بالكرة الوهرانية بسقوط قطبي كرتها إلى المحترف الثاني. فالمولودية الوهرانية أنهت مشوارها في البطولة الوطنية في الرتبة العاشرة، بدفاع من أضعف دفاعات البطولة الوطنية، حيث احتل الرتبة الحادية عشرة مناصفة مع نصر حسين داي، وسريع غليزان بـ35 هدفا لكل واحد منهم، وراء الثنائي جمعية وهران وأمل الأربعاء بـ54 هدفا لكليهما، والعكس حصل مع خط الهجوم الذي انتقل من الضعف إلى القوة، فاحتل هذا العام المركز الثاني مناصفة مع شباب بلوزداد بـ40 هدفا لكليهما، وراء البطل اتحاد العاصمة بـ49 هدفا، وبلقب هداف البطولة الذي عاد لمهاجمها الليبي محمد زعبية، الذي تقاسم هذا اللقب مع مهاجم سريع غليزان محمد طيايبة بـ13 هدفا لكل واحد منهما.

  "التخلاط" ظاهرة حمراوية بامتياز

بعد مرحلة ذهاب متوسطة ميزتها هشاشة الدفاع وقوة خط الهجوم، انقلب كل شيء في مرحلة الإياب، وأضحى الضعف على جميع المستويات هو الغالب على طلات المولودية الوهرانية، وساهمت أسباب عديدة بطريقة أو بأخرى في إفراز تلك الحصيلة المخيبة، ولعل أول سبب كان الصراعات داخل أسرة المولودية، وبين من يسمون أنفسهم بأبنائها حول سدة رئاستها، فالرئيس الحالي أحمد بلحاج المعروف بـ«بابا" لطالما اشتكى من "تخلاط" معارضيه، وفي مقدمتهم الرئيس يوسف جباري، وبسبب ذلك هدد عدة مرات بترك الفريق وطلب مقابلة الوالي السيد زعلان عبد الغني، حتى يشكو له تصرف معارضيه ضده والمولودية الوهرانية، والغريب في الأمر أن مقربين من "بابا" تواطأوا في هذا "التخلاط"، وبعلمه هو دون أن يحرك ساكنا، والدليل فيما حدث بعد الخرجة الإفريقية إلى مراكش المغربية، عندما قاطع فيها بعض أعضاء مجلس الإدارة رئيسهم وفريقهم في آن واحد، لأنهم لم يتحصلوا على "مصروف الجيب" في المدينة المغربية، في وقت كان حريا بهؤلاء - حسب الرئيس وكثير من المتتبعين – أن يدخلوا أيديهم في جيوبهم، ويساعدوا فريقهم قبل رئيسهم الذي يتحمل العبء الكبير في تلبية احتياجات مولودية وهران ماليا. وتحول مسلسل الصراع هذا بين أبناء الفريق الواحد إلى قبضة حديدية بين الرئيس "بابا" والمساهمين الذين يضغطون عليه بقوة حتى يعقد جمعية عامة لمحاسبته على تسييره طيلة الموسم المنقضي، وهو المعلن، أما المستتر فهو سحب البساط من بين رجليه، في حين يرى "بابا" أن له الوقت الكافي لتلبية طلب المساهمين، ويرفض أي شكل من أشكال الضغوط، مادام أنه هو الوحيد الذي ينفق من ماله الخاص على المولودية الوهرانية، لتكشف الساعات القليلة الماضية عن لجوء هؤلاء المساهمين إلى العدالة لإجبار رئيسهم على عقد هذه الجمعية العامة الخاصة بهم، لتكون توطئة من أجل تنحيته من منصبه. 

تغيير المدربين: "... وعادت حليمة إلى عادتها القديمة"

الهزّات الإدارية المتتابعة لم تكن الوحيدة التي أثرت على مشوار المولودية الوهرانية، بل وكذلك عدم استقرار العارضة الفنية، حيث تعاقب عليها ثلاثة مدربين، أحدهم ساهم بطريقة أو بأخرى في تشتيت تفكير وتركيز المسيرين واللاعبين معا، ونقصد به المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي الذي جددت فيه الثقة، لكنه خيب الظنّون في الموسم الثاني له بالمولودية، فلم يقلع بها إلى المراتب الأولى، واكتفى معها برتبة متوسطة، كانت ذريعة للرئيس "بابا" للتخلص منه، خاصة لما بدأ المدرب الفرنسي يحشر أنفه في أمور التسيير، زيادة على تأثيره الكبير في الجمهور الذي بدأ "بابا" يخسر وده وشعبيته لديه شيئا فشيئا، فرحل كافالي ونقل صراعه مع رئيسه السابق إلى أروقة المحكمة الجزائرية الرياضية في شق أول منه، في انتظار الثاني يوم 21 جوان القادم ضد المسيرين عبد الحفيظ بلعباس وعبد الكريم حساني. وبعد طي صفحة التقني الفرنسي، فتحت أخرى للجزائري بوعلي فؤاد الذي اجتهد في تصحيح الأخطاء، وسد النقص، ومحاولة النهوض بتشكيلة مرتّجة نفسيا، فنجح في مرات، لكن فشله في واحدة فقط، أعادت "الحمراوة" إلى نقطة الصفر، فكان المآل معروفا، وهو التضحية بالمدرب، وإلى حد الآن لم يفسخ بوعلي عقده مع الإدارة لتباين في الرؤى بينه وبين "بابا" بشأن التعويض المالي نظير إقالته، ليتم في النهاية اللجوء إلى ابن الفريق مشري بشير، الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأتم موسما كان سلبيا على طول الخط، بالنظر إلى الإمكانيات البشرية، وخاصة المالية المرصودة. 

شهر أفريل: قاصم ظهر "الحمراوة" 

كان شهر أفريل مصيبة على "الحمراوة"، ويمكن القول بأن تردي النتائج الفنية مرده فشل الطاقم الفني في تسيير الفترة المكتظة والحساسة في البطولة الوطنية في هذا الشهر بالذات، وبسببه ضيعت المولودية الوهرانية مكاسبها الآنية الواحد بعد الأخر (الصعود فوق "البوديوم"، والإقصاء من منافسة "الكاف")، ففي ظرف 10 أيام لعب "الحمراوة" أربع مباريات وطنية ودولية، وضيعوا الكثير من النقاط خاصة داخل ملعبهم، فتدحرج فريقهم في جدول الترتيب، ودخل الحسابات المعقدة لجولات البطولة الوطنية الأخيرة التي سلم منها، لكنه بصم على موسم النسيان.