دعّمتها جهود مصالح الدرك، الأمن والحماية

مواطنو تيزي وزو يستحسنون العملية التضامنية

مواطنو تيزي وزو يستحسنون العملية التضامنية
  • القراءات: 3513
سميرة زميحي سميرة زميحي

أكّدت المديريات الولائية لتيزي وزو وأغلب البلديات لـ«المساء»، لاسيما الواقعة منها بالمرتفعات الجبلية، أنّ عملها على تقديم يد المساعدة للمواطنين لايزال متواصلا، فمنذ بداية التقلبات الجوية لم يبخل أيّ طرف في المساهمة في فك العزلة عن المواطنين، عبر فتح الطرق التي شلتها الثلوج والاستجابة لانشغالات المواطنين بتوفير المواد الطاقوية والمؤونة. كما ساهمت عناصر الدرك، الأمن، التضامن الوطني والهلال الأحمر، في تقديم مساعدات بطرق مختلفة، مما جعل سكان تيزي وزو يتغلبون على مصاعب الحياة في هذه الفترة ويتجاوزن أزمة البرد بسلام، الأمر الذي بعث ارتياحا كبيرا في أوساط العائلات التي استحسنت العملية التضامنية التي تجنّدت لها جميع الأطراف، وحرصت على مد يد المساعدة بأشكال مختلفة. 

بعد مرور أكثر من أسبوعين على بداية التقلبات الجوية، لايزال العمل متواصلا لمساعدة المواطنين عبر فكّ العزلة عن المناطق النائية والمعزولة التي عرفت تساقطا كثيفا للثلوج، وكذا المساهمة في إعلام وتوجيه المواطنين، ودعم الأشخاص بدون مأوى، عبر توفير وجبات ساخنة ومأوى طيلة موسم الشتاء، إلى جانب المؤونة وغاز البوتان وغيرها.

توزيع 2970 وجبة ساخنة على 35 متشرّدا

كشف السيد حاج بوشوشة، مدير النشاط الاجتماعي لولاية تيزي وزو لـ«المساء»، عن أنّ قطاع التضامن عمد إلى فتح مركز ببلدية تيزي وزو، لضمان التكفّل بالأشخاص بدون مأوى والمتشردين طوال موسم الشتاء، جُهّز بكلّ الظروف التي تضمن إقامة مريحة لهذه الشريحة من المجتمع من أفرشة وأغطية وتوزيع وجبات ساخنة يوميا.

وأشار المتحدث إلى تنظيم خرجات ليلية لتحسيس الأشخاص بدون مأوى وتوجهيهم إلى المركز، للتكفّل بهم في هذه الفترة من الشتاء، في حين أنّ الذين يرفضون الإلتحاق بالمركز توزّع عليهم فرق النشاط الاجتماعي أفرشة وأغطية ووجبات ساخنة بالتنسيق مع لجنة الهلال الأحمر لتيزي وزو، حيث تم إحصاء بين 3 و6 حالات يوميا متكفّل بها على مستوى المركز. كما دعت المديرية رؤساء البلديات البعيدة عن مقر الولاية، إلى العمل على تخصيص وتهيئة أماكن لإيواء المتشردين.

وأوضح السيد بوشوشة أنّ عمل المديرية لا يتوقّف على المتشرّدين من أبناء الولاية فحسب، حيث تم التكفّل طيلة فترة التقلبات الجوية  بالرعايا النيجيريين. وفي إطار العمليات التضامنية تكفّلت بـ114 رعية نيجرية على مستوى مركز الإيواء. كما عمدت المديرية إلى وضع رقم أخضر 27/15  تحت تصرّف المواطنين، للإخطار عن حالات بدون مأوى، لتسهّل تدخّل فرقها، فضلا عن مساهمة الخلايا الجوارية التي تنشط على مستوى 6 مقاطعات؛ اعزازقة، مكيرة، أزفون، بني دوالة، آيت بومهدي وأقبيل، في دعم جهود قطاع النشاط الاجتماعي لمتابعة انشغالات المواطنين طيلة موسم الشتاء والتكفّل بها.

يشرف الهلال الأحمر الجزائري عبر اللجنة المحلية، على تقديم وجبات ساخنة لفائدة الأشخاص بدون مأوى، حيث لم يبخل أعوان الهلال منذ بداية موجة البرد، في بذل أيّ جهد لتقديم الدعم ومدّ يد المساعدة للمتشردين الذين يتّخذون من الشارع مأوى لهم. وتمكنت بفضل مساعدة المحسنين والمتطوعين من توزيع 2970 وجبة ساخنة، حسبما أكّد سمير بوعزير رئيس اللجنة لـ«المساء».

أكد المتحدث على التكفّل يوميا بـ35 متشردا، 14 منهم نساء و6 قصّر، والبقية رجال، بفضل تبرعات المتطوعين والمحسنين. كما جنّدت سيارة رباعية الدفع لتوزيع الوجبات الساخنة على نقاط تمركز المتشردين، إضافة إلى منحهم أفرشة وأغطية. 

المواد الطاقوية متوفرة بما فيه الكفاية

ذكر السيد عبد الكريم أوشبعان رئيس مصلحة الطاقة التابعة لمديرية الطاقة لتيزي وزو، أنّ مصالح «نفطال» ومديرية الطاقة جنّدت كلّ إمكانياتها لضمان تدعيم السوق بالمواد الطاقوية بكميات تلبي الطلب وتسدّ الحاجة طيلة فترة التقلبات الجوية، موضّحا أنّ وحدتي إنتاج غاز البوتان للولاية المتواجدة بوادي عيسي وفريحة، تعملان على إنتاج قرابة 39 ألف قارورة غاز بوتان يوميا، حيث كان الإنتاج في الأيام العادية يقدّر بـ27 ألف قارورة، ومع زيادة الطلب تمّت زيادة  الإنتاج ومضاعفته. كما تعمل اللجنة الولائية المشكّلة لمتابعة التقلّبات الجوية، على متابعة يومية لانشغالات المواطنين، موضّحا أنّه في حال سُجّل نقص يتم إرسال شاحنات معبأة بقارورات غاز البوتان. مؤكّدا أنّ تيزي وزو تحوي استقلالية تكفي لمدة 3 أيام، علما أنّ مخزون مركزي وادي عيسي وفريحة يقدّر بـ12 ألف قارورة. وبالنسبة للمراكز الصغيرة كعين الحمام، واضية وتيقزيرت، فإنها تحوي 22 ألف قارورة.

جنّدت مديرية الأشغال العمومية كلّ إمكانياتها البشرية والمادية لضمان تقديم يد المساعدة للمواطنين، لاسيما ما تعلّق منها بفتح الطرق التي شلّتها الثلوج المتساقطة، حيث تعمل المديرية منذ بداية التقلبات الجوية على فك العزلة عن القرى النائية والمعزولة من خلال تجنيد عتادها الذي يضاف إلى عتاد البلديات والمؤسّسات الخاصة.

في هذا الصدد، أكّد رئيس مصلحة استغلال وصيانة الهياكل الطرقية السيد رفيق صدوق لـ«المساء»، أنّ المديرية تعمل منذ تلقّيها بيان النشرة الجوية الخاصة، على أن تكون حاضرة دائما لفتح الطرق، حيث جنّدت المديرية إلى جانب إمكانياتها، الإمكانيات البشرية والمادية عبر 11 مقاطعة، موزّعة على المناطق التي تعرف تساقطا كثيفا للثلوج، وتم تدعيمها بـ13 كاسحة ثلوج، منها مقاطعة عين الحمّام التي تضم 4 كاسحات للثلوج، استُغلت لخدمة سكان دائرة عين الحمام وإفرحونان، كذلك مقاطعة اعزازقة التي تضمّ 3 كساحات للثلوج، تغطي دائرة اعزازقة وبوزقان. كما تحوي مقاطعة بوغني التي تغطي دائرتي بوغني وواضية، كاسحاتي ثلوج بمعدل كاسحة واحدة لكلّ دائرة، وكاسحة واحدة بمقاطعة ذراع الميزان، إضافة إلى مقاطعة الأربعاء ناث إيراثن التي تضم دائرتي الأربعاء ناث إيراثن وتيزي راشد التي تمّ دعمها بكاسحة ثلوج، ومقاطعة واسيف التي تضم كاسحتين، واحدة لواسيف وأخرى لبني يني، إضافة إلى 6 شاحنات رجعية يستعان بها في حال الحاجة.

وأضاف المتحدّث أنّ مديرية الأشغال العمومية قبل بداية التقلبات الجوية، أعلمت المقاطعات بالاستعداد لهذه الفترة مع ضمان العمل بنظام المداومة، من خلال تجنيد إطارات، سائقين وعمال للتدخّل في أيّ وقت لفتح الطرق عند سقوط الثلوج، بالتنسيق مع البلديات، حيث يتم البدء بالطرق الوطنية، ثم الولائية، وبعدها البلدية. كما تهتم المديرية أكثر بالمناطق التي فيها سكنات لفك العزلة عن قاطنيها، حيث جنّدت أكثر من 100 عتاد تابعة للمديرية، البلديات والمؤسّسات الخاصة، إلى جانب ما يزيد عن 300 عامل من إطارات الفروع والمديرية والعمال والسائقين.

وأشار محدثنا إلى أنّه إلى حد الآن لا تزال العديد من الطرق مغلقة، منها الطريق الوطني رقم 15 على مستوى فج تيرورذة، الطريق الولائي رقم 253 على مستوى فج شلاطة بضواحي بلدية إفرحونان، وكذا الطريق الولائي رقم 09 على مستوى فج شلاطة بضواحي بلدية إيلولة أومالو، والطريق الولائي رقم 251 على مستوى فج شريعة بوزقان، والطريق الوطني رقم 30 على مستوى فج تيزي نكويلال ببلدية أبورداران، حيث تتواصل عملية فتح الطرق، لاسيما أن سمك الثلوج بلغ أكثر من مترين.

وأشار المتحدّث إلى أنّ المديرية سجلت على خلفية تساقط الثلوج، تعرّض شبكة الطرق لانزلاقات التربة، منها على مستوى الطريق الوطني 71 ببوزقان، والطريق الولائي رقم 228 المؤدي إلى تيرمتين، والطريق الولائي رقم 128 ببلدية تيزي وزو، وغيرها من الطرق التي ستعمل المديرية على التكفّل بها من خلال برمجة أشغال إعادة التهيئة.

وذكر السيد عز الدين أستواتي رئيس مصلحة الوقاية لدى مديرية الصحة بتيزي وزو، أنّ قطاع الصحة للولاية وفّر الخدمات الصحية للمواطنين طيلة الفترة الماضية، حيث توصّل لأوّل مرة إلى تجاوز الرقم المرتقب من اللقاحات مقارنة بالعام الماضي. وتمّ استهلاك نصف الحصة في هذه السنة بـ 44 ألف 500 لقاح ضدّ الزكام. وبعد نفاذه أضيف ألف لقاح، وتوجيه تعليمة لكلّ مديري المؤسّسات الصحية لتمكين المواطنين من اللقاح.

عملت المديرية على تجنيد الطاقم الطبي من أطباء وممرضين، مع تقوية وسائل النقل من خلال توفير سيارات إسعاف مجهّزة طبيا، وتعيين بكلّ دائرة ممثل للقطاع، مما سمح بخلق تنسيق بين المديرية والمؤسسات الصحية، حيث تمّ التكفّل بتقديم العلاج بالمنازل للمرضى. 

وذكر المصدر أنّ المديرية لم تسجّل أية شكوى من طرف المواطنين بخصوص نقص التكفّل على مستوى المراكز والمؤسّسات الصحية، وكذا فيما يخصّ نقص الأدوية، مؤكّدا أنّ المديرية تعمل ككل سنة، على تخزين كمية من الأدوية المختلفة على مستوى مؤسّساتها الصحية، يستعان بها في الفترات الحرجة، وعند نفاذ الأدوية يتمّ تجديدها سنويا، كما يتفادون انتهاء الصلاحية. 

وذكر المتحدث أنّ المؤسّسات الصحية تسجّل في فترة تساقط الثلوج حالات سقوط وكسور، لكن لا توجد أية حالة خطيرة تتطلّب التحويل، ومستشفى تيزي وزو مهيأ للتكفّل بكلّ الحالات المرضية، مشيرا إلى عدم إمكانية معرفة العدد حاليا في ظلّ استمرار الأزمة، داعيا الطاقم الطبي لتقديم خدمات صحية للمرضى في كلّ وقت، وبذل جهود أكثر من ذي قبل.

تدخّل الدرك والأمن زاد من توطيد العلاقات

في نفس السياق، قام الدرك الوطني بتشكيل خلية لمتابعة وتسيير الأوضاع، وجنّد مصالحه عبر جميع المفرزات للتدخّل ومدّ يد المساعدة للمواطنين، حسبما أكد النقيب حبيب دحو، حيث كان رجال البذلة الخضراء في وضعية تأهّب للتدخّل في جميع الأوقات والأماكن، خاصة مع بداية تساقط الثلوج وإغلاق الطرق، من خلال إحصاء وتحديد وضعية شبكة الطرق والتدخّل لإعادة الحركة وفتح الطرق عبر إزالة الثلوج وتنظيم حركة المرور باستعمال الوسائل الخاصة، حيث لم تبخل مصالح الدرك الوطني في دعم السلطات العمومية لفتح الطرق المغلقة. وسجلت المجموعة مثلا الأسبوع الماضي، أكثر من 40 طريقا مغلقا (وطني، ولائي وبلدي) بسبب التساقط الكثيف للثلوج، تم فتح أغلبها ما عدا 04 طرق مازالت مغلقة، وهي الطريق الوطني رقم 15، الطريق الوطني رقم 33، الطريق الولائي رقم 253 والطريق الولائي رقم 09.وسهر أعوان الدرك طيلة فترة تردي حالة الجو، على إعلام وتوجيه المواطنين عبر رقمه الأخضر مع عرض يومي لوضعية الطرق، وتنظيم دوريات مراقبة لتقديم المساعدة والنجدة للمواطنين.

من جهتها، أوضحت عميد الشرطة جميلة تمار أنّ مديرية الأمن الوطني، بدورها لم تبخل في بذل أي جهد لضمان مد يد المساعدة للمواطنين، حيث نظّم أعوان الأمن عمليات تضامنية، واتُّخذت إجراءات لتعزيز تدابير مرافقة المواطنين عبر تسخير كلّ الإمكانيات المتوفرة البشرية والمادية، خاصة بالمناطق التي عرفت تساقط الثلوج من أجل فك العزلة عن القرى والمداشر.

وأضافت المتحدّثة أنّ الشرطة شاركت بعمليات إزالة الثلوج بالتنسيق مع مصالح الدرك والجيش. كما قامت بعمليات فردية عرفت مشاركة رئيس الأمن الولائي الذي شدّد على تقديم المساعدة، وعدم ادخار أيّ جهد لخدمة المواطنين الذي يُعتبر واجبا ومهمة إنسانية، إلى جانب وضع الأرقام الخضراء 15/48 و17 الخاص بشرطة النجدة، لتقديم المساعدة للمواطنين. 

كما حرص أعوان الأمن على تقديم المساعدات الغذائية للمواطنين الفقراء والمعوزين، مع توزيع الأفرشة والأغطية، فضلا عن تنظيم قافلة جابت كلّ مناطق الولاية لإحصاء الأشخاص بدون مأوى ومساعدتهم، حيث تم توزيع وجبات غذائية وأفرشة وأغطية على كلّ من واضية، بوغني، معاتقة وغيرها. كما جنّدت المديرية الأطباء النفسانيين التابعين لها للتكفّل ببعض المتشردين، إلى جانب حرصها على دعوة المواطنين لتوخي الحذر في الطرق، إضافة إلى تأمين الطرق المؤدية إلى المؤسّسات التربوية والمساعدة على تحويل حالات مرضية، مثلما حدث في بلدية إفرحونان، حيث تكفّلت عناصر الأمن بتحويل شيخ أصيب بكسور  إلى مستشفى عين الحمّام، وكذا الحالات المستعجلة المتعلقة بالمسنين والحوامل.

كما كانت مصالح الحماية المدنية حاضرة بدون انقطاع، في مختلف العمليات المتعلقة بإسعاف وتحويل المرضى إلى المراكز الصحية. وساعدت المواطنين على تفادي وقوعهم ضحايا الاختناق نتيجة تسرب غاز البوتان، من خلال حملات التحسيس التي تقوم بها لفائدة المواطنين، ودعوتها عبر مختلف وسائل الإعلام إلى ضرورة مراقبة وصيانة أجهزة التدفئة، الأمر الذي لقي استحسان المواطنين الذين أثنوا كثيرا على جهود رجال الحماية للتدخّل في أيّ وقت وفي كلّ مكان، كما ساهم رجال الحماية في فتح الطرق المقطوعة.