لتحديد مواعيد العلاج بالأشعة

منصة رقمية خاصة بمرضى السرطان

منصة رقمية خاصة بمرضى السرطان
  • القراءات: 788
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

استحسن العاملون في القطاع الصحي والمختصون في طب السرطان، وجمعيات مساعدة المرضى، المنصة الرقمية التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لتنظيم مواعيد العلاج بالأشعة للمصابين بالسرطان عبر القطر، مما سيخفف من معاناة المرضى، لاسيما خلال هذه الجائحة التي تعذر على السليم التنقل للمصالح الطبية للاستشارات الروتينية، فما بالك بالشخص المصاب الذي يعاني ربما الألم وصعوبة التنقل.

في هذا السياق، عبر رئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة وعلاج السرطان “بيار وماري كوري”، في الجزائر العاصمة، البروفسور كمال بوزيد، قبل فترة، عن “ارتياحه” لهذا القرار الذي من شأنه -كما قال- خدمة المرضى بالدرجة الأولى، لاسيما بالمراكز التي “تشهد اكتظاظا وتأخرا كبيرين في تحديد المواعيد في حينه”، واقترح بصفته خبير في طب الأورام، مرافقة نظام هذه المنصة الرقمية لتسيير المواعيد على مستوى الوزارة بنظام استعجالي خاص، يوجه لعدد من مراكز مكافحة السرطان القادرة والمستعدة لاستقبال عدد من المرضى.

جاءت المنصة الرقمية لتنظيم تحديد العلاج بالأشعة للمصابين بالسرطان، قصد التوزيع العادل بين مختلف مراكز الوطن، وضمان مواعيد للمرضى التابعين للمراكز التي تشهد اكتظاظا وتباعدا طويلا في هذه المواعيد، حيث وضعت تحت تصرف 14 مركزا للعلاج بالأشعة موزعة عبر التراب الوطني، لتكون عملياتية في مرحلة أولى على مستوى أربعة مراكز نموذجية وهي؛ عنابة، بشار، سطيف وأدرار، لاسيما أن السلطات العمومية تتكفل بمصاريف الإيواء، والنقل بالنسبة للمرضى المجبرين على التنقل إلى مركز غير تابع لولاية إقامتهم.


التوجه نحو التسوق الإلكتروني

مصائب قوم عند قوم فوائد

في الوقت الذي أسدلت المتاجر ستائرها وتوقفت مبيعاتها، بسبب الحجر الصحي الكامل الذي فرض في مرحلة أولى من انتشار جائحة “كورونا”، كان هناك فاعلون آخرون يعززون حضورهم ويستميلون حاجة المجتمع للشراء والتبضع، وهي المتاجر الإلكترونية، سواء كانت محلية صغيرة، أو مواقع عملاقة كـ"أمازون” و"علي بابا” وغيرها، فالتسوق الإلكتروني كان أول المنضمين إلى فريق “العمل عن بعد”، جراء انتشار فيروس “كورونا”، وما يجعله أكثر قوة؛ ارتباطاته بالحاجات الأساسية من ناحية، وبحاجات نفسية من ناحية أخرى، إلى جانب خبرته في البيع عن بعد دون احتكاكه مع الزبون.

غيرت “كورونا” العديد من عاداتنا الأساسية، البعض مرتبط بالحاجيات الأساسية، وأخرى بالعادات التي لها تأثير على نفسيتنا فقط، رغم أن البعض صنفها ضمن الكماليات، ومنها طريقة التسوق، ففي ظل الإجراءات الصارمة التي طبقها العالم لكبح انتشار الفيروس، كان أول ضحايا تلك الإجراءات؛ المحلات بأنواعها، التي تعرض نوعا من “الكماليات” في ظل هذا النوع من الأزمات، على غرار محلات الألبسة الجاهزة، أو تفريش البيوت وغيرها، الأمر الذي حول انتباه الراغبين في تشتيت انتباههم عن فيروس “كورونا”، إلى التجارة الإلكترونية.

في هذا الصدد، قال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، إن الجزائر لا زالت بعيدة كل البعد عن التجارة الإلكترونية، لأن مفهومها هو البيع والشراء عن طريق الدفع الإلكتروني، وهذا ما لا نراه إلا في بعض المواقع الشهيرة المحلية، وبعض المواقع الأجنبية، لكن ما يمكن الحديث عن انتعاشه هو عملية التوصيل، إذ أن بعض التجار خلقوا لتجارتهم واجهة إلكترونية لعرض بضاعتهم ويتم الدفع عند التوصيل، وهذا ليس المفهوم الحقيقي للتجارة الإلكترونية، يضيف زبدي.

أشار محدثنا إلى أنه رغم ذلك، فإن هذه المفاهيم ستعمل على إنعاش هذه التجارة وإعطائها نفسا جديدا بعد تبني المواطن لها، وستعمل على رفع وعي المجتمع نحو التعاريف الخاصة بالبيع والشراء الإلكتروني، ففي فترة الحجر نشطت التطبيقات والمواقع الإلكترونية التجارية، ومن لم يجرب الشراء عبر الأنترنت، كانت هذه الجائحة مناسبة ممتازة لخوض غمار التسوق الإلكتروني، الذي يتوقع الخبراء أن يحتل السوق خلال السنوات المقبلة، ليدفع بالمتأخرين في محاولة دخول


عمال الصيانة يتحدون “خوف العدوى”

خلق فيروس “كورونا” لدى المجتمعات، مفاهيم جديدة تغيرت وفقها سلوكيات الفرد وتحركاته، ومس العديد من المجالات خوفا من الاحتكاك، لاسيما وسط الغموض الذي ميز المرحلة الأولى من ظهور الفيروس، مما جعل الجميع يتخذ حيطته بالتباعد الاجتماعي وقاية من الفيروس، فماذا عن مجالات تستدعي الاحتكاك والاقتراب، لاسيما في المجال الخدماتي الذي رغم كل القيود، بقي يعمل، لكن وفق أي شروط.

يعد عالم الشغل من بين القطاعات التي تأثرت مباشرة بالحجر المنزلي الكامل، حيث حاول الفرد التماشي معه وفق شروط تجعله يحافظ على سلامته، ومن جهة أخرى، لا يفقد عمله، ومجال الخدمات أو حتى ما يعرف بـ"خدمة ما بعد البيع”، الذي يتطلب الاحتكاك المباشر بالزبون، على غرار أعمال الصيانة، الماء، الغاز، شبكة الأنترنت، الكهرباء وغيرها.

في هذا الصدد، كان لـ"المساء” حديث مع مولود تايتري، عامل صيانة بالوكالة الوطنية لـ"اتصالات الجزائر”، الذي أشار إلى أن أصعب فترة عمل كانت خلال الفترة الأولى من انتشار الفيروس، حيث لم يدرك حينها الفرد طرق التعامل معه، أو طريقة انتشاره، أو مدى قوته، وهذا ما كان يصعب العمل على عمال الصيانة بسبب تخوفهم من انتقال العدوى.

قال المتحدث؛ إن “اتصالات الجزائر” من بين أكثر المؤسسات التي عرفت الضغط خلال الفترة الاولى من الحجر، فبعدما مكث الجميع في البيت، لم يجدوا سبل تمضية الوقت إلا بالإبحار في الشبكة العنكبوتية، وهذا ما خلق ضغطا كبيرا في هذا المجال، وهو ما عقد الأمور بسبب الأعطال المسجلة، فكان التعامل حينها وفق شروط وقائية حازمة، من خلال احترام التباعد، وتعقيم الأدوات المستعملة، ليزول ذلك الخوف تدريجيا مع مرور الأسابيع، ثم الأشهر، وكان الفرد قد اعتاد على الفيروس، رغم أنه لم ينزل درع الوقاية.

على صعيد ثان، قال محمد، من مؤسسة “سيال”، إن القطاع الخدماتي لم يعرف الانقطاع تماما، رغم الحجر المنزلي العام الذي فرض في بداية انتشار الوباء، نظرا لحيوية القطاع، سواء بسبب الانقطاعات أو مشاكل الوصل التي تحدث داخل البيت، الأمر الذي جعل رجال الصيانة في الوكالات يعملون بالدوام، ووتيرة تسمح للزبون بالاستفادة من الخدمات الاستعجالية، وفق تدابير صارمة، كارتداء القناع، والحفاظ على التباعد والتعقيم، مشيرا إلى أن الشيء الوحيد المختلف هو عدم قبول ضيافة وكرم أصحاب البيوت.