الصحراوية متمسكة بالملحّفة

مقياس للجمال مقاوم للطبيعة القاسية

مقياس للجمال مقاوم للطبيعة القاسية
  • القراءات: 1094
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تطرقت الدكتورة لمباركة بلحسن من جامعة وهران، خلال مداخلتها الموسومة بـ "اللباس الحساني الأنثوي، الهوية الثقافية"، لماهية اللباس الحساني الأنثوي، ودوره في حفظ الهوية الثقافية للمجتمع الحساني، إذ تُعد الملحفة أهم لباس حساني، ظهرت منذ القرن 16، وتُعد من مقاييس جمال المرأة الحسانية إلى يومنا هذا. يتم استيراد حريرها منذ القدم، من الهند. وتتكون من خمسة أمتار طولا، ومترين عرضا. كما تُعد لباسا مقاوما للطبيعة الصحراوية القاسية،  وهي، أيضا، من الأزياء التي تُستخدم يوميا وليس فقط في المناسبات. وارتداؤها من الفتيات يؤكد "البلوغ"

أكدت الدكتورة بلحسن أن هذا اللباس له خصوصية هامة جدا في المجتمع الحساني، حيث أظهر قدرة على الصمود أكثر من اللباس الرجالي، موضحة أن المجتمع الحساني هو مجموعة ثقافية في الجنوب الغربي للجزائر، لا تتواجد فقط في تندوف، وإنما، أيضا، في أدرار وتمنراست، ومتفاعلة مع المجتمع التارقي، "ونتقاسمها مع بلدان الجوار، على غرار الصحراء الغربية، وموريتانيا، والنيجر ومالي". وأوضحت الدكتورة أن من بين تشكيلة اللباس الحساني، "الدراعة"، وهي قماش من الحرير للفتيات، يشبه العباءة، ومنشق على الجانبين، مشيرة إلى أن الملحفة دلالة على الصمود، لأن هذا اللباس أكد استمراريته وفعاليته مع كل ما هو حديث. وتقول: "فاللون الذي يُظهر موضة بالشمال يكون نفسه بالجنوب". ويُعد "اليزار" من الملبوسات الهامة بالجنوب، وله نفس صفات الملحفة، وهو باللون الأبيض.

وأضافت الدكتورة أن من بين أنواع الملحفة القوية، ملحفة النيلة التي تُعد من الأزياء التي ساعدت المرأة الصحراوية في مقاومة الطبيعة، لكونها مصبوغة بالنيلة، وهي المادة التي تستعملها المرأة للزينة وإبراز جمالها. ومن خاصية هذا القماش أنه مقاوم للأشعة البنفسجية للشمس. ويُعد ارتداء هذا اللباس كمقاومة من الإنسان الصحراوي للطبيعة الصحراوية القاسية، تشرح: "شخصيا، أرى أن المجتمع الحساني لم يغير المناطق التي عاش فيها، لذا فإن اللباس قاوم وسيقاوم لقرون قادمة، لأن اللباس مرتبط بالبيئة الجغرافية، والتفاعل مع العوامل الأخرى". وأوضحت المختصة أن صمود الملحفة راجع إلى قدرتها على تلبية حاجة كل النساء، عصريات كن أو محافظات، تقول: "بالإضافة إلى مواكبة الملحفة الموضة من حيث الأشكال والألوان، فإنها اللباس الأنثوي الذي تستعمله المرأة خلال 24 ساعة في اليوم؛ أي من الصباح إلى الليل. وهناك أنواع مختلفة حسب السن، وطبيعة انشغال المرأة، منها ملحفة الفتاة، وملحفة العروس، وملحفة الطالبة، أي أن لكل امرأة ملحفتها، وهي ما شجعها على البقاء"