جهود تنموية جبّارة بالمناطق الحدودية الغربية

مشاريع واعدة لتعزيز جاذبية الإقليم واستقرار السكان

مشاريع واعدة لتعزيز جاذبية الإقليم واستقرار السكان
  • القراءات: 524
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

استفادت العديد من القرى النائية بالبلديات الحدودية بولاية تلمسان، من مشاريع هامة بادرت بها السلطات المحلية في إطار البرنامج الوطني لتطوير وتأهيل هذه المناطق، بهدف الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة بها، وفتح آفاق واعدة نحو تنمية اقتصادية لتحسين المستوى المعيشي للسكان، مما بعث في ربوع مناطق هذه البلديات نفسا جديدا والتطلع لأوضاع أفضل.

بدأت تبرز بالفعل ثمار البناء وإزالة مظاهر البؤس، مع مد الشباب بفرص التكوّن والتعليم، إذ عرفت حصيلة الأداء التنموي السنة الفارطة ارتفاعا في وتيرتها بعدد من القطاعات، من خلال عدد العمليات التنموية المنجزة، منها ما هو مسجل في إطار برنامج دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلديات، وأخرى في إطار صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية، والتي رصد لها أغلفة مالية هامة موزعة على عدة قطاعات ذات صلة باحتياجات سكان المناطق الحدودية، وفي مقدّمتها قطاع الموارد المائية الذي أعدت له مديرية الموارد المائية لولاية تلمسان برنامجا استعجاليا لتحسين تموين سكان المناطق الحدودية ومناطق ومنها النائية بهذه المادة الحيوية.

مشاريع استراتيجية لتوفير الماء على الحدود الغربية

تدعمت قرى كل من مناطق البناتنة والروسين وسيدي يحيى، ببلدية سوق الثلاثاء بدائرة باب العسة الحدودية بخزان مائي بسعة 500 متر مكعب لتزويد هذه المناطق الحدودية بالمياه الصالحة للشرب، وضمن ذات الجهود يجري حاليا إنجاز 4 آبار ارتوازية من قبل مديرية الري ببلدية سوق الثلاثاء، ينتظر أن تنتهي الأشغال بها خلال السداسي الأول من السنة الجارية، والتي من شأنها تدعيم بلديات سوق الثلاثاء والسواني وباب العسة.

كما يتضمن البرنامج الاستعجالي الرامي إلى تلبية حاجيات ساكنة البلديات الواقعة على الممر الغربي للولاية، وهي حمام بوغرارة، مغنية، ندرومة، الغزوات، السواني، جبالة، تيانت، دار يغمراسن، مسيردة فواقة، والسواحلية، وعين الكبيرة، من المياه الصالحة للشرب، إعادة تهيئة وتجهيز محطة معالجة المياه للسد المائي حمام بوغرارة من خلال تركيب المعدات الهيدروميكانيكية لنظام الإنتاج ونظام الإدارة عن بعـد بغلاف مالي يفوق 31 مليار سنتيم، الأمر الذي سيسهم في الرفع من إنتاجية النظام الإنتاجي لمحطة ضخ حمام بوغرارة من 25 ألف متر مكعب يوميا إلى 40 ألف متر مكعب يوميا.

1500 قرار لدعم الفلاحة

تتواصل بالموازاة مع ذلك عملية تسيير الآبار الفلاحية على مستوى الشباك الوحيد المتواجد بالولاية، الذي يقوم بدراسة الملفات المودعة بصفة آلية، إذ مكنت العملية لحدّ الآن إمضاء أكثر من 1500 قرار تدعيما للفلاحة، معظم هذه القرارات تخص المناطق الحدودية، وفي حالة الانتهاء من إنجاز محطات التحلية لمياه البحر وجعلها عملية، سيتم تحويل السدود التي أنجزت أساسا إلى الفلاحة إلى غايتها الأولى، وهي الاستغلال الفلاحي وتطوير الفلاحة بهذه المناطق لما شهدته من نقص في المغياثية التي عرفتها ولاية تلمسان كغيرها من مناطق ولايات الوطن، فضلا عن إنجاز مشروع لتحلية مياه البحر بشاطئ سيدي معروف ببلدية مسيرة الفواقة التابعة إقليميا لدائرة مرسى بن مهيدي الحدودية، في إطار البرنامج الوطني والمقرر من طرف رئيس الجمهورية.

وهي استراتيجية تهدف لتعزيز الأمن المائي للبلاد من خلال مصادر المياه غير التقليدية، حسب تأكيد المدير العام للوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية السيد محمـد ديرامشـي الذي اطلع بعين المكان على عرض مفصل حول الموقع وما يتوفر عليه من إمكانيات تمكنه من احتضان المشروع، إذ يعتبر المشروع السادس مع بداية حلول سنة 2024، بعدما انطلقت الأشغال بخمس محطات ستصل قـدرة إنتاجها إلى 300 ألف متر مكعب في اليوم، كما أنه يدخل في إطار سياسة الدولة الجزائرية للتكفل بتزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب.

فك عزلة المناطق الحدودية عن العالم

في ذات السياق، وفي إطار توسيع خدمات الجيل الرابع ضمن مخطط العمل والمسطر من طرف "اتصالات الجزائر" الذي يهدف إلى ربط التجمعات السكنية، وخاصة الحدودية منها التي تنعدم فيها الشبكة بمحطات من هذا النوع، تم تركيب 9 محطات جديدة لخدمة انترنت الجيل الرابع (4 جي) بكل من قرى تيزاغن ببلدية هنين، وعين مظهر ببلدية البويهي، وعين الصفا ببلدية سيدي الجيلالي، وقرية ربان ببلدية بني بوسعيد، وعين الفتوح ببلدية تيرني، وقرية مريقة ببلدية مرسى بن مهيدي، وقرية تيلفت ببلدية صبرة، والبحيرة ببلدية تونان، وهذا من قبل الفرق التقنية، مما سيسهم بشكل كبير في تحسين التنمية المحلية بالبلديات والقرى النائية الحدودية بولاية تلمسان.

مخزون غذائي استراتيجي على الحدود

وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتدعيم الأمن الغذائي، تقرر تنفيذ البرنامج الوطني لتدعيم وتوسيع قدرات تخزين الحبوب، والذي توليه السلطات العليا للبلاد أهمية كبرى، استفادت ولاية تلمسان من إنجاز 7 مشاريع هامة في قطاع الفلاحة، تمركزت معظمها بالمناطق الحدودية. الأول يتعلق بصومعة استراتيجية لتخزين الحبوب بطاقة استيعاب مليون قنطار على مساحة 6 هكتارات بقرية العقيد لطفي الحدودية ببلدية مغنية، إلى جانب 6 مراكز جوارية للتخزين الوسيط بطاقة استيعاب تقدر بـ 50 ألف قنطار، تم اختيار أرضيات مناسبة لإنجازها على مستوى كل بلديات زناتة، منطقة مغاغة ببلدية السواني، ومنطقة العربيات ببلدية عمير، ومنطقة سيد السنوسي ببلدية سيد العبدلي، ومنطقة تاجموت ببلدية عين تالوت وبلحاجي يوسف ببلدية العريشة، حيث تهدف هذه المشاريع حال إنجازها إلى الرفع من قـدرات التخزين في شعبة الحبوب والاندماج في العمليات الاستراتيجية لضمان الأمن الغذائي، باعتباره أمرا سياديا وفق توجيهات برنامج رئيس الجمهورية وتكمن أهمية هذا المشروع ـ حسبه ـ أنه يغطي ولايات مجاورة وليس فقط.

برامج سكنية هامة لسكان المناطق الغربية

وفي مجال السكن الريفي باعتباره الصيغة الوحيدة لهذه المناطق سواء الريفية منها أو الحدودية استفادت ولاية تلمسان من حصة قدرت بــ 53948 سكن ريفي، منها 46608 بصيغة السكن الريفي المبعثر و7340 بصيغة السكن الريفي المجمع، فيما قدرت الحصة المنتهية منها بـ 48.076 حصة، و3087 حصة في طور الإنجاز و2785 حصة لم تنطلق بها الأشغال لأسباب مختلفة، كما تم ربط العديد قرى الحدودية على غرار منطقة حرشة ومغاغة ببلدية السواني الحدودية بشبكة الغاز الطبيعي مما سمحت هذه العملية برفع الغبن عن ساكنتها مع قارورات غاز البوتان، بعد سنوات من الانتظار والمعاناة مع ظاهرة جلب قارورات غاز البوتان من نقاط البيع البعيدة عن تجمعاتهم السكانية، وما يترتب عن ذلك من متاعب مادية كبيرة،.

منوّهين بمجهودات الدولة من أجل النهوض بالتنمية بهذه المناطق الحدودية لولاية تلمسان، هذه العمليات التي أشرف عليها السـيـد يــوسف بــشلاوي والي ولاية تلمسان أكد بشأنها أنه بالإضافة إلى المشاريع التي تم تجسيدها، هناك مشاريع أخرى مبرمجة انجازها خلال سنوات 2024، 2025 و2026 والتي سيتم من خلالها الرفع من نسبة ربط عدد من المناطق بالبلديات الحدودية بهاته المادة الحيوية، مؤكدا في ذات السياق أن الولاية تحصي حاليا 11 ألف عائلة لم تزوّد بالغاز الطبيعي، و10 آلاف عائلة بشبكة الكهرباء، في حين تبلغ نسبة الربط الإجمالي بشبكة الكهرباء على مستوى الولاية 99 بالمائة بالمقابل بلغت نسبة عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي 90 بالمائة.

دراسات ميدانية لإدماج البلديات الحدودية تنمويا

احتضنت قاعة المداولات بالمجلس الشعبي الولائي لولاية تلمسان، خلال شهر ديسمبر 2023، أشغال اللقاء الولائي "المرحلة الأولى من الدراسة المتعلقة بتنمية المناطق الحدودية التل الغربي المستقطبة بولاية تلمسان لمباشرة المرحلة الثانية "مشروع التهيئة والتنمية ومخطط البرامج"، والتي تهدف إلى تجاوز العوائق الهيكلية الناجمة عن الموقع الجغرافي لهذه المناطق، وكذا الآثار السلبية للمناطق الحدودية، وكذا العمل على تثبيت ساكنة هذه المناطق وتحسين ظروفهم المعيشية، السهر على دمج المناطق النائية التي تعاني من تأخر في مجال التنمية، وذلك في إطار التنمية المستدامة.

حيث أشرف على هذا اللقاء الذي ضم 5 ورشات التي تتعلق بالتنمية الحضرية والبنية التحتية، وكذا التنمية البشرية والبيئة المعيشية، وتثمين الموارد من أجل تنمية محلية مستدامة، وكذا حماية النظم البيئية والتكيف مع الظواهر المناخية، الحوكمة الشاملة للمناطق الحدودية اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة دراسة تهيئة وتنمية المنطقة الحدودية "التل الغربي"، وكذا السيد بشلاوي يوسف والي ولاية تلمسان رفقة السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، إلى جانب السيد مجيد سعادة المدير العام للتهيئة العمرانية وجاذبية الإقليم بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، بمشاركة كل من مدراء القطاعات المعنية، أعضاء من المجلس الشعبي الولائي، رؤساء البلديات الحدودية 7 وهي مرسى بن مهيدي، مسيردة فواقة، باب العسة، السواني، مغنية، بني بوسعـيد والبويهي، الذين أدلوا بآرائهم واستفساراتهم حول مضمون اللقاء في مداخلاتهم أمام الحضور.