مناضل فدرالية الأفلان بفرنسا ماليك بلحاج لـ»المساء»

مساندة معتقلي المهجر للإضراب السياسي خدم القضية دوليا

مساندة معتقلي المهجر للإضراب السياسي خدم القضية دوليا
  • القراءات: 2272
❊شريفة .عابد   ❊شريفة .عابد

يروي المناضل السابق بفدرالية الافلان بفرنسا، ماليك بلحاج، لـ»المساء» تفاصيل الإضراب عن الطعام الذي شنّه المعتقلون الجزائريون بالمهجر لمساندة الإضراب السياسي الذي دعا إليه قادة الثورة أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد، مصطفى لشرف، محمد بوضياف، محمد خيضر، بسجن «la santé» بباريس، سنة 1957، حيث أعطى صدى كبيرا للثورة الجزائرية بفرنسا وخدمها على المستوى الدولي، بل كان بمثابة استفتاء على تمسك الجزائريين بخيار الاستقلال.

يؤكد مليك بلحاج، باعتباره كان عضو لجنة متابعة وتأطير المعتقلين الجزائريين داخل سجن «la santé» بباريس، وهو نفس السجن الذي ضم قادة الثورة الخمسة وهم أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد، مصطفى لشرف، محمد بوضياف، محمد خيضر، أنه على الرغم من الحصار والتضييق الذي كانت تفرضه فرنسا على المساجين الجزائريين داخل المعتقلات، غير أن الوعي السياسي والإيمان بشرعية الثورة الجزائرية كان عميقا ويسكن القلب، ولهذا استجاب حوالي 800 سجين جزائري لنداء الإضراب السياسي الذي قام به قادة الثورة الخمسة تطبيقا لتعليمات فدرالية الآفلان بفرنسا.

ويضيف مليك بلحاج، أن المساجين الجزائريين بمعتقل «  la santé»، كانوا يستلهمون العبر والتضحيات من قادة الثورة الذين تم سجنهم بهذا المعتقل، بعد عملية قرصنة الطائرة التي كانت تقلهم من المغرب إلى تونس في 22 أكتوبر 1956، وقد استجاب النزلاء لنداء الإضراب بتسريب المعلومة بينهم بشكل سري، مشيرا إلى أنه رغم التحرشات ومحاولات قائمين على إدارة السجن بكسر الإضراب الذي دام ثمانية أيام غير أنهم فشلوا، موضحا أن الإضراب وحد الجزائريين بالمهجر وقوى لحمتهم وجعلهم يلتفون حول القضية ويؤمنون بالثورة و مشروع الاستقلال أكثر من أي وقت مضي.

وحسب نفس الشهادة فقد شكل نجاح الإضراب السلمي، أيضا بمثابة استفتاء وصدمة للعدو الفرنسي، خاصة وأن الصحافة العالمية تناولته بمنظور ايجابي سيما في القاهرة، وتم الترويج له بمنشورات سرية في فرنسا من خلال التسريبات التي كان يقوم بها بعض أصدقاء الثورة الجزائرية من الفرنسيين.

ويسلط مليك بلحاج، في استرجاعه للأحداث التاريخية الضوء على الدعم والإسناد الذي كانت تؤمّنه فدرالية الافلان بفرنسا، أو ما يعرف في تقسيم مؤتمر الصومام بالولاية السابعة، للمعتقلين الجزائريين بالسجون الفرنسية، من خلال الدعم المالي والدفاع بتوكيل المحامي مراد أوصديق للدفاع على سجناء الجزائريين.

وفي هذا السياق يروي مليك بلحاج، أنه بعد تحويله إلى معتقل «لارزاك» ومنح فدرالية الافلان بفرنسا له صفة «الناطق الرسمي باسم المعتقلين الجزائريين»، بدأ التخطيط لمرحلة أخرى وهي التحضير للعودة للوطن، خاصة وأنه خلال تلك الحقبة تم الإعلان عن وقف إطلاق النار 19 مارس 1962، وقد أمّنت فدرالية الافلان مبالغ مالية للسجناء بفضل التبرعات و الهبات التي كانت تصلها من المهاجرين الجزائريين، وأصدقاء الثورة، ويذكر مليك بلحاج، أنه جمع بخزينة السجن حوالي 19 مليون فرنك فرنسي وزعها على المفرج عليهم الذين كانوا يستعدون للعودة للأرض الوطن، على متن باخرة نقلتهم من مرسيليا إلى ميناء عنابة عشية عيد الاستقلال.