الصحافة الرياضية بعيون ممارسيها

مرآة عاكسة للسياحة الرياضية

مرآة عاكسة للسياحة الرياضية
  • القراءات: 1592
فروجة. ن فروجة. ن

 لعبت الصحافة الرياضية دورا كبيرا في دعم الرياضة الجزائرية من خلال مواكبتها الأحداث والبطولات الرياضية وإنجازات الرياضيين في المحافل الدولية والعربية؛ حيث كان مشوارها صعبا وعلى مدى سنوات؛ لأنها تعتمد التنقل من مكان لآخر ومن ملعب لآخر، وعليه فإن هذا الاهتمام قد ساهم في دعم الإنجازات الرياضية، لاسيما أن الإعلام الرياضي يُعتبر جزءا من العملية التي تساهم في تحقيق الإنجاز من جهة، ودعم الرياضيين من خلال حل مشاكلهم من جهة أخرى، حيث كانت أمينة في نقل أصواتهم إلى المسؤولين لحلها والتخفيف عن كاهلهم.

ولإبراز هذا الدور الذي تقوم به الصحافة الرياضية رصدت "المساء" آراء ممارسيها من ذوي الخبرة في الميدان؛ حيث أكد الإعلامي عيسى إسماعيل أن الصحفي الرياضي أثبت أنه يعّبر عن نزاهة القلم وشرف الكلمة، وهذا انتصار للرياضة؛ لأن لديها من يدافع وينقل همومها بأمانة، مبرزا، في الوقت نفسه، أن الصحفي الرياضي يمتاز عن غيره بميزة، وهي إمكانية عمله في أي مجال إعلامي؛ كونه يتمتع بإمكانيات عالية في مهنته ولديه أفكار وتطلعات تجعله ذا موهبة كبيرة. وواصل كلامه: "من الجميل أن نرى في أية مناسبة وفي أي مؤتمر رياضي الكم الهائل من الوجوه الصحفية التي أثبتت جدارتها في الصحف المحلية، والتي كان لها الدور الكبير في دعم الصحيفة التي يعملون بها، ويجعلون مبيعات الصحيفة تزداد يوما بعد آخر؛ كون الجمهور الرياضي كبيرا جدا، وتهمه متابعة الأخبار الرياضية والرياضيين".

وفي سياق متصل، أوضح الزميل إسماعيل أن مهنة الصحافة الرياضية والتي هي إحدى وسائل الإعلام عامة والرياضي على وجه الخصوص، توصف بأنها مهنة المتاعب والضغوط النفسية، وذلك بما تحتويه من مواعيد طباعة وفرز وتعاملات عديدة مع أحداث متنوعة على المستوى الميداني، وترتيبات تقنية لا تقبل الخطأ ولا التقصير، فبعض المباريات تجرى في وقت متأخر جدا من الليل، ويجب أن تكتب عنها الصحف الصادرة في اليوم الموالي خصوصا إذا كانت تلك المباراة عن نهائي البطولة. كل هذه وغيرها من الظروف تحتّم على الكوادر الصحفية الوقوف أمام مسؤولياتها المهنية وهي في حالة من التوتر والقلق، مما يفرز ضغوطا ومعاناة نفسية تتراكم عبر الكثير من القرارات التي تصدر عنها ويتعامل معها الإعلاميون. 

ومن أولئك الذين يتعامل معهم هذا القطاع المهم حكام كرة القدم، والذين يرون في الإعلام عموما والصحافة الرياضية على وجه الخصوص، أحد أسباب الضغوط القائمة عليهم، والتي قد تكون مصدر معاناتهم، والمتمثلة في عدم تقديرها حجم المسؤولية ومقدار الصلاحيات التي تتطلبها مهنة التحكيم، وكذا الظروف الصعبة التي تحيط بهم منذ اللحظة الأولى التي يتعينون فيها لإدارة المباراة إلى ما بعد انتهائها. كما أن التضارب في التعليمات التي تصدرها بعض الصحف وتوجه بعض الصحفيين لتشجيع أندية بذاتها، ربما يكون سببا في مزيد من حالات المواقف الضاغطة التي يواجهها الحكام.

و من جهته، قدّم الإعلامي (س.ب) نظرة أكثر شمولية لتشخيصه واقع الصحافة الرياضية الجزائرية، حيث رفض تحميل الصحفي الرياضي مسؤولية ابتعاد الصحافة الرياضية عن الاحترافية والتي تقع، حسبه، على المنظومة التي يعمل فيها وعلى الصورة والإطار النمطي الذي وضع فيها الصحفي الرياضي في الجزائر. وتابع قائلا: "الآن ونحن نعيش في ظل دولة القانون، نرى أصحاب الأقلام الحرة وهم يتفانون في نقل الحقيقة للجمهور الرياضي، ولكن، للأسف، من يستهدفهم يحاول أن يثنيهم عن عزيمتهم، وذلك من خلال رفع دعوات قضائية ضدهم والتشهير بهم؛ لا لشيء سوى أنهم قالوا كلمة الحق". وقال: "إن من يعادي الصحفي الرياضي يلعب في مباراة خاسرة؛ لأنه يسبح عكس التيار؛ لأن كلمة الحق لا تلتقي بالباطل ومن يروّج له، ومادام الصحفي متخصصا ومتمكنا من أدواته فلا خوف عليه من الكلام الباطل؛ لأنه ينم عن الدخلاء على الوسط الرياضي والذين أتت بهم الأقدار.. وللأسف ابتليت رياضتنا بهم، ولكن مع كل تلك الاتهامات وكل تلك الزوابع والتي هي من صنع أيدي هؤلاء الذين يحاولون الصيد في الماء العكر؛ لأنهم يريدون التوغل في الوسط الرياضي الأولمبي بأي شكل من الأشكال، وهذا ما لا ترضاه الصحافة الرياضية".  

أما الإعلامية (سكينة.ب) فقد شددت في قولها على أن ترقية الرياضة في الجزائر تفرض تشجيع وتقوية أواصر العلاقة التي تربط بين الإعلام والرياضة. وقالت: "إن النجوم في مختلف الرياضات لا يمكن معرفتهم إلا بواسطة وسائل الإعلام الرياضي، ومنها الصحافة الرياضية، حتى غدت بوابة رئيسة للاطلاع على مشاهيرها، فأصبحوا نجوما يشار إليهم بالبنان بفضل تسليط الضوء عليهم من خلال كل ما يتعلق بهم، ولعل هذا ما جعلها جاذبة للقراء من الجماهير الرياضية". وأضافت: "لا مبالغة إن قلنا إننا نعيش في عصر كرة القدم وإن عناصرها من لاعبين، مدربين وحكام... هم النجوم والقدوة الذين تفرضهم هذه الوسائل، لاسيما عبر الصحف، والتي تلح على تأكيدهم، حتى أصبح هؤلاء محور اهتمام الناس كبيرهم وصغيرهم، ولهذا فليس من الغريب أن تكون صفحات الرياضة من أكثر الصفحات جذبا لاهتمام القراء في مجتمعاتنا". كما تطرقت سكينة للحديث عن الجزء الثاني من الموضوع، حيث أفادت بأننا كلما تعمقنا في كلمة الصحافة الرياضية الجزائرية إلا وقسّمنا هذا المفهوم إلى أجزاء أساسية، تكوّنه (الصحافة المرئية والسمعية والصحافة الإلكترونية)، كل على حدة، لكن بهدف واحد، ألا وهو إيصال الخبر اليقين إلى المتلقي.

 وواصلت تقول إن الصحافة المرئية والسمعية بالجزائر حققت خطوة مهمة مقارنة بالسنوات الماضية، "لكن هل هذا يكفي لنحكم عليها بالنجاح؟". إن إسناد مهمة النقل التلفزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وتوقيع اتفاقية مع الرابطة المحترفة لكرة القدم بنقل كافة المقابلات، منح المشاهد الرياضي الجزائري أريحية في متابعة أطوار البطولة ومحافل رياضية أخرى، غير أننا، بالمقارنة مع قنوات أخرى، نجد أن الصورة التي تمنحها قنواتنا ضعيفة من جوانب كثيرة، منها جودة الصورة التي لا ترقى بتاتا إلى تطلعات الجمهور الرياضي؛ سواء داخل البلاد أو خارجه، إضافة إلى الاعتماد على نفس الأستوديوهات بدون تغيير ولو بسيطا في أدواتها اللوجيستيكية والديكورية، بدون الحديث عن التقنيات الغائبة تماما عن المباريات المنقولة وأشياء أخرى لا يمكن أن نصنّفها حتى في الصحافة الهاوية من ارتكاب أخطاء فادحة لا تؤكد من خلالها إلا مدى ابتعادنا ملايين الكيلومترات عما يسمى بالصحافة المرئية والسمعية الحقيقية.

أما الجانب الثاني من هذا النوع الصحافي فهو المتعلق بالإذاعات، فيمكننا أن نسند لها بعض نفس ملاحظات الجانب الأول، في حين هناك تطور واضح سنة بعد سنة في هذا النوع، غير أنه يبقى بدون الوصول إلى تطلعات الشارع الرياضي الجزائري، كطريقة تقديم المباريات مثلا، وعدم الاعتماد على المقاربة التشاركية، التي من شأنها أن تعطي للمشاهد الجزائري حرية التعبير عن رأيه بدون أي تعديل ولا تغيير فيما يوصله. وفي حالة حديثنا عن الفرص الممنوحة فحدّث ولا حرج، لتبقى الأسماء الكبيرة هي التي تطفو فوق الجميع، وتسلب الحق من الأسماء الصغيرة.

وعن الصحافة الإلكترونية قالت محدثتنا إن الحديث عن علاقة الجمهور الجزائري بالصحافة الإلكترونية بات كعلاقة الطفل المولود بأمه الحنون، وبات المصدر الأقرب والأسرع إليه، والتي انتشرت بشكل كبير للأهمية التي تحظاها عند جميع الفئات العمرية، كما تسهل عملية الوصول إليها في ثوان قليلة على عكس الجرائد الورقية، التي تجبر المتلقي على انتظار أيام وأسابيع لمعرفة الجديد، وكيف لا تعرف هذه الجرائد الإلكترونية النجاح وهي التي أصبحت تصل إلى بيوت المتتبع الجزائري بدون عناء، وبنقرة "زر" يكون الخبر بين أيدي الباحث عنه، لكن هل الجرائد الإلكترونية تحترم ثقة المتلقي؟ أصبح همّ العديد من الصحفيين المالكين لمواقع إلكترونية بيع اسم الصحافة في سبيل عدد الزوار، فتجد بعضها تنشر عنوانا، ثم تجد في الموضوع شيئا، وصارت الكثير من هذه الأنواع تعطي أهمية للجانب الشكلي أكثر من الجانب الموضوعي، غير أن هذا لا يجعلنا نفقد الثقة في الجرائد الإلكترونية الرياضية الوطنية، بل وجود مواقع في الساحة الإعلامية يضرب بها المثل في طريقة التعامل مع الخبر الصحيح، والتي تبث الحياة من جديد في هذا المجال الصحافي، والتي تجعلنا في بحث دائم عن سبيل الوصول إليها.

الصحفي الرياضي... بين هاجس المعلومة والمعاناة

يلعب الإعلامي الرياضي دورا كبيرا في نقل الحقائق والأخبار بكل موضوعية وحيادية، وإيصال الخبر كما يجب إلى المواطن المتابع للأحداث والمواعيد الرياضية. ولا يختلف اثنان في أن الصحفي الرياضي يعاني في الكثير من الأحيان في قيامه بهذا الواجب المهني، بسبب العديد من المشاكل والصعوبات التي يلاقيها خلال تأديته مهمته، سواء فيما تعلّق بصعوبة الحصول على المعلومة والوصول إلى مصدر الخبر، أو فيما يتعلّق بالاعتداءات التي يتعرّض لها العديد من الصحفيين الرياضيين أثناء تغطيتهم الحدث أو خلال تواجدهم في مكان الحدث.ورغم أنه يحق للصحفي الوصول إلى المعلومة بدون أي عائق، غير أنه يصادف في الكثير من الأحيان العراقيل والصعاب؛ ما يجعله مضطرا للبحث عن مصادر أخرى للخبر، وهذا ما قد يؤثر على مصداقية المعلومة التي يتم نشرها، وبالتالي على مصداقية المؤسسة الإعلامية المشتغل فيها.ففي بعض المناسبات لا يتم الرد على المكالمة الهاتفية للصحفي الرياضي من أجل التأكد من صحة المعلومة، أو من أجل تحديد موعد لإجراء مقابلة مع الشخصية المراد محاورتها،  حيث تتعامل بعض المصادر بمبدأ التفضيل بين وسيلة إعلامية وأخرى.كما يلاقي الصحفي الرياضي مشاكل أيضا خلال قيامه في بعض الأحيان بتغطية حدث رياضي ما، وبالأخص إذا كانت مباراة في كرة القدم، حيث إن صعوبة الدخول إلى الملاعب كثيرا ما تشكل عائقا للصحفي الرياضي، الذي يجد نفسه مجبَرا على المرور من خلال الجماهير، للوصول إلى المكان المخصص لدخول الصحفيين، بدون نسيان الصعوبات التي يلاقيها أيضا في الحصول على التصريحات والانطباعات من بعض اللاعبين والمدربين، بسبب غياب التنظيم؛ سواء بين الإعلاميين أو من طرف القائمين على تنظيم هذا الحدث الرياضي.وتُعد بيئة العمل المحيطة بالصحفي داخل مؤسسته الإعلامية وخارجها، إحدى الأسباب المؤثرة في أدائه الوظيفي، على غرار باقي المهن الأخرى، بالإضافة إلى إحساسه بالتوتـر والقلق الدائم بسـبب ضغوط العمل اليومي وطبيعة المهنة، التي تتميز بإيقاع سريع، وتتطلب المتابعة الدائمة من أجل التأكد من صحة الخبر قبل نشره، وهو ما يعني فعلا ما يقال إن "الصحافة مهنة المتاعب"؛ كونها تجعل الصحفي دائما في حالة من الترقب والمتابعة من أجل التأكد من المعلومة قبل نشرها.

غياب التكوين ينعكس على المردود

الحصول على المعلومة يتوقف بدون شك على مؤهلات الصحفي الرياضي والطريقة التي يتبعها؛ من أجل الظفر بالسبق الصحفي، ولكن هذا لا يكون كافيا في حال ما كان عامل التكوين غائبا، فهذا الأخير يُعد مطلبا ملحّا للصحفي لتطوير مهاراته في نقل المعلومة والوصول إلى مصادر الخبر وأداء مهامه كما يجب، واحترام أخلاقيات المهنة.

فالصحافة ككل والرياضية منها على وجه خاص، استفادت من الثورة المعلوماتية الحاصلة في هذا المجال، والتكوين يساعد الإعلامي الرياضي على اكتساب مهارات أكثر، تسمح له بمواكبة ما يجري من أحداث ومتغيرات، وتطوير أدائه أكثر. ويبدو أن تقصير بعض المؤسسات الإعلامية في هذا الجانب يؤثر بالسلب على الأداء المهني، ويجعله بعيدا عن أبجديات العمل وعن المهنية والاحترافية أيضا، وهو ما يحول دون تمكنه من تنمية قدراته ومهاراته في مجال الإعلام؛ ما ينعكس سلبا على مردودية الصحفي بدون شك.كما يبقى التكوين ضرورة إعلامية؛ باعتباره ركنا أساسيا في الممارسة المهنية، يتطلب الاهتمام والاستمرارية لمواكبة المستجدات؛ سواء على صعيد تقنيات العمل الصحفي، أو من خلال دعم المبادرات والأفكار التي يطرحها الإعلامي.


يوسف تازير (رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين):

الإعلام الرياضي له دور كبير في التحسيس والتوعية

«الإعلام ككل يساهم كثيرا في توعية وتحسيس الجماهير، والصحافة الرياضية لها دورها البارز في المجتمع من أجل الحفاظ على الاستقرار، والجنوح إلى الروح الرياضية، فالعنف نتيجة تراكمات في المجتمع، والإعلام الرياضي ليس هو من يغذّي هذا العنف، بل يعمل على محاولة محاربة الظاهرة بكل ما أوتي من إمكانيات، من خلال الدور البارز الذي يقوم به كل الزملاء في مختلف العناوين الصحفية، خاصة كانت أو عمومية. أكيد أن هناك بعض التجاوزات التي يمكن رصدها هنا وهناك، إلا أنها لا ترقى إلى ما يسمى عنصرا من العناصر المسببة للعنف، فالإعلام ككل هو مجرد سرد لما هو في الواقع، والإعلام الرياضي يلعب دوره في تنوير الرأي العام في تخصصه. أما التصريحات فربما التي تكون نارية ومحرّضة، وأظن أنه لا يمكن أن تكون بأي شكل من الأشكال سببا في تفشي ظاهرة العنف؛ لأن درجة تأثيرها ضعيفة، وهذا بالنظر إلى ما يحدث في باقي دول العالم الأخرى، وأحسن مثال، إنجلترا، فالصحافة هناك ليس لديها حدود وتنشر تصريحات قوية، إلا أن العنف عولج من جهة أخرى، ولهذا علينا أن نبحث عن سبب آخر غير الإعلام الرياضي، الذي هو أصلا يجد صعوبات في أداء مهامه، ويكون في بعض الأحيان عرضة للعنف".


ياسين معلومي (رئيس القسم الرياضي لجريدة الشروق):

بعض العناوين الصحفية تصب الزيت على النار

يرى الزميل ياسين معلومي أن بعض العناوين الصحفية الرياضية تصب الزيت على النار في تغطية الأحداث الرياضية؛ قال: "الصحافة في الماضي كانت تكوّن الأنصار الذين ينتقلون إلى الملعب وكأنهم يذهبون إلى عرس. ومهما كانت النتيجة فإن الروح الرياضية كانت هي السائدة في كل الملاعب، ففي تلك الفترة كانت الصحافة تقوم بمهمة التوعية أكثر من أي شيء آخر، وحتى وإن كنا نخسر لم نشهد أحداثا مأساوية مثل التي نعيشها في الوقت الحالي، وبعد أن بدأت الصحافة المستقلة، خاصة المتخصصة، أصبح الهم الوحيد هو البحث عن الربح السريع وفقط، فلا تهم مصادر الأخبار، وأصبحنا نقرأ حوارات خيالية، وحتى مسؤولي هذه العناوين الصحفية لا يحاسبون ولا يهتمون بما يُنشر في جرائدهم، فـ 60 بالمائة من الأخبار التي تُنشر كاذبة، وأحسن مثال على ذلك ما كُتب عن اتصالات أندية بلاعبي الفريق الوطني لكرة القدم؛ إذ إن معظم اللاعبين تلقوا اتصالات على الورق، لكن في بداية الموسم بقوا كلهم في أنديتهم. إضافة إلى هذا، فمثلا في المباريات المحلية، هناك تحريض واضح على العنف من قبل بعض هذه الصحف، بنشر عناوين لتصريحات لاعبين مثل: "لا بد أن نفوز بالسيف"، أو "سنموت داخل الميدان من أجل الفوز"، وهذا ما يثير المناصر من الجانب النفسي، ويبعث به إلى الملعب في حالة لا يتقبل فيها الانهزام، وهو ما من شأنه أن يساهم في تغذية العنف.

وبالنسبة لي، فالصحافة الرياضية، خاصة المتخصصة منها، تزيد في تفشي العنف ولا تساهم في تدنّي الظاهرة، فحتى كتابات بعض الصحفيين فيها نزعة للتحريض على العنف؛ لهذا أرى أن على الدولة ووزارة الاتصال إلى جانب مديري الوسائل الإعلامية، العمل سويا من أجل محاربة هذه الظاهرة، من خلال تسليط رقابة على كل ما لديه علاقة بالعنف والتحريض عليه".