المسيّر العام للأوبرا شريف شيخ الشيوخ لـ "المساء":

مدير أوبرا الجزائر سيواجه صعوبات كبيرة متداخلة

مدير أوبرا الجزائر سيواجه  صعوبات كبيرة متداخلة
  • القراءات: 647
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال شريف رابح شيخ الشيوخ، المسيّر العام بالمسرح الوطني الجزائري الذي تم انتدابه بدار أوبرا الجزائر، قال لـ "المساء" إن "قرار" ضم كل من الجوق الوطني الأندلسي والأوركسترا السيمفونية الوطنية والبالي الوطني؛ من مسؤولين وعمال وإدارة إلى الأوبرا، سيخلق الكثير من الضغوطات على مدير الأوبرا نور الدين سعودي، الذي سيجد نفسه مجبَرا على تسيير إدارته وإدارة كل هذه المؤسسات التي أُلحقت بهذا الصرح الثقافي الكبير.

٫٫...وأضاف شيخ الشيوخ الذي ترأّس وفدا متكونا من  25 تقنيا تلقوا تكوينا خاصا في مجال تسيير الأوبرا بالصين العام الماضي، أن الأمور لاتزال غامضة بالنسبة لكيفية تسيير الأوبرا التي لم تخصص لها ميزانية خاصة. كما أن سعودي مدير الأوبرا، سيجد صعوبات في تسيير مختلف إدارات كل من البالي الوطني والأوركسترا الوطنية والجوق الوطني الأندلسي.

المتحدث أشار إلى أهمية استعانة المدير بمستشارين، لكن من الصعب جدا تسيير إدارات مختلفة، كما أوضح لـ "المساء". 

المسؤول الأول عن الأوبرا مجبَر على استحداث وظائف جديدة خاصة بتقنيّي هذا الفضاء، الذي يُسيَّر اعتمادا على أجهزة الإعلام الآلي. 

واعتبر المتحدث أن التكوين الذي تلقّاه رفقة 24 تقنيا من البالي الوطني والديوان الوطني للثقافة والإعلام ودار الثقافة للقليعة وبومرداس ومختلف المسارح الجهوية، مفيد جدا، ليضيف أن على الأوبرا الاستعانة بالتقنيّين المؤهلين والأكفاء، وإقصاء سياسة "المعريفة" والتوظيف بالواسطة.

عن فحوى التكوين الذي شارك فيه 25 تقنيا مختصا في الإضاءة والصوت والفيديو، قال إنه كان مجديا بدرجة كبيرة، وتعلّم منه الكثير، خاصة من ناحية الجانب التنظيمي والجدية، وكذا كيفية تسيير الأوبرا في جميع مناحيها، مثل تقنيات استخدام الإضاءة والصوت، ونوع المعدات ومواد البناء وعدد أعضاء الفريق التقني، والمراحل المختلفة لإنجاز أوبرا وحتى كيفية تسيير ميزانيتها والتنسيق بين مختلف الأجهزة الفنية والإدارية لها.

الوفد الجزائري قام بزيارات إلى مسارح وأوبرا وسيرك الصين في كل من بكين وشنغهاي، إضافة إلى رحلات إلى معهد كونفوشيوس وسور الصين العظيم؛ رغبة من منظمي الدورة في التعريف بثقافة الصين للجزائريين. كما قاموا بتلقين المكونين بعض ثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم.

وأُعجب شريف كثيرا بالتنظيم المحكم الذي شهده عند الصينيين في كل المجالات، بما فيها الأوبرا. وقال إن كل شخص يدرك تفاصيل عمله، ولا يتعدى حدود زملائه. الصينيون جادّون وجديون في عملهم الذي يتقنونه بكل حرفية.

ما شد انتباه شريف استعمال الفيديو في مجال الديكور؛ أي أن الصينيين اخترعوا برمجية "لوجيسيال" حول صنع ديكور بتقنية ثلاثية الأبعاد، حيث يتم بث ديكور خاص بعرض مسرحي أو أوبرالي أو غيره، من خلال فيديو، وبالتالي لا جدوى من صنع ديكورات.

عن خصائص الأوبرا مقارنة بالمسرح، أجاب شريف بأن لا فرق بينهما إلا في نمط العرض؛ حيث إن المسرح الوطني الجزائري كان في عهد الاستعمار أوبرا، وتحوّلت تسميته فقط بعد الاستقلال إلى مسرح، مضيفا أنه في حال تقديم عرض مسرحي يمكن أن نسمّي الفضاء مسرحا، وفي حال عرض أوبرا نطلق عليه اسم أوبرا، إلا أنه أضاف أن قاعة الأوبرا في الجزائر تضم قاعة كبرى ومنصة متحركة على ثلاثة مستويات ومقدمة الخشبة؛ حيث يجلس الموسيقيون وغيرهم، ليؤكد أن كل شيء في الأوبرا يتحرك بزرّ من جهاز الكمبيوتر، وهو ما يتطلب توظيف تقنيين محترفين.

في هذا السياق، طالب المتحدث بضرورة توفير رواتب مهمة للتقنيين العاملين بالأوبرا تلائم طبيعة عملهم، حتى لا يفكروا في اللجوء إلى القطاع الخاص؛ فالراتب المحترم يوفر الاستقرار. كما دعا إلى تنظيم دورات تكوينية أخرى مثل التي سيستفيدون منها مستقبلا من طرف الصينيين، باعتبار أن هناك تخصصات حديثة في عالمي الإضاءة والصوت.

عن دوره في الأوبرا قال شريف إنه انتدب من المسرح إلى الأوبرا، ويعتقد أنه سيحافظ على منصبه المتمثل في التسيير العام، الذي ينص على الاهتمام بالجانب التنظيمي؛ أي التنسيق بين الفرق التقنية والفنية والإدارية، وكذا القيام بعملية التخطيط؛ أي أنه العين الساهرة على كل ما يدور بالمسرح حتى من ناحية صيانة المعدات.

عن مسألة اختيار أسماء من المسارح الجهوية في التكوين بدولة الصين رغم أنها لم تدرَج للعمل في الأوبرا، قال شريف إن هذه الأسماء لم يتم انتقاؤها لأنها لا تقيم بالعاصمة، لكن يمكن الاستفادة منها في حال تشييد أوبرا في مختلف ولايات الوطن.

في المقابل، أشار المتحدث إلى انتقاء ثمانية مكوّنين من بين 25 المشاركين في الدورة التكوينية بالصين، وهم: مبروك سمير تقني صوت وإضاءة، منادي علي تقني إضاءة وفيديو من البالي الوطني الجزائري، كركاب أيوب تقني صوت وإضاءة من مديرية الثقافة بالجزائر، لونيس تكفارنيس تقني صوت، مولاي إبراهيم عبد القادر تقني صوت، فولي محمد أمين تقني إضاءة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام وزربوجن لطفي تقني صوت من مديرية الثقافة بالقليعة. كما دعا المتحدث إلى أهمية تشييد المزيد من معاهد التكوين في مجال المسرح وكذا تدريس الفن الرابع بالمدارس، إضافة إلى فتح أبواب المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري للطلاب، الذين لم ينالوا شهادة البكالوريا، مثلما كان عليه الأمر من قبل؛ حيث كانت تخصص نسبة خمسة بالمائة لمن لم يظفروا بهذه الشهادة ولكنهم يملكون الموهبة.

بالمقابل، قال شريف إنه يقوم بالإشراف على دورات تكوينية لكل من رجال الحماية المدنية والشرطة وحتى لكل من يحضّر ليسانس أو ماستر أو دكتوراة حول الفن الرابع.