رسام تاريخ الجزائر

مدرسة فنية شكّلتها ريشة حسين زياني

مدرسة فنية شكّلتها ريشة حسين زياني
  • القراءات: 1603
مريم . ن مريم . ن

عبّر الفنان الكبير حسين زياني عن شكره وامتنانه لجريدة "المساء" على التفاتتها إلى مساره الفني الحافل، ومدرسته القائمة بذاتها، معربا عن تذمره من السطو على بعض أعماله التي انبهر بها العالم. قطع الفنان حسين زياني حدود المحلية إلى العالمية بمعالم مدرسته، التي وضع ملامحها التي لا تشبه الآخر. وتكاد تكون لوحاته الفنية هي الأكثر مشاهدة في الجزائر، كونها ارتبطت بالتاريخ، وبالمتاحف والمؤسسات الرسمية التي انبهر بها بعض قادة العالم وطلبوها. واستمد الفنان زياني إبداعه من جزائريته، فالأصالة والتاريخ كانا الدافعين، وظل مرتبطا بهما حتى وهو يعيش بعيدا.

وُلد حسين زياني في الجزائر العاصمة عام 1953. نشأ من أسرة متواضعة. درس في كلية الفنون، وتخرَّج منها بتقدير امتياز. وفي نهاية السبعينيات بدأت رسوماته ولوحاته تنتشر في متاحف الجزائر بشكل عام. شارك في تأسيس متحف الجيش المركزي عام 1985. وفي منتصف التسعينيات غادر حسين زياني الجزائر متوجها إلى باريس، وقد انتسب إلى الأكاديمية الدولية للفنون التشكيلية. وكان حسين زياني يحن في لوحاته إلى قريته الصغيرة والمطلة على البحر، حيث يتناثر الجمال الرباني الذي خطه الخالق هناك؛ الضوء والألوان والصفاء. اعتمد على المدرسة الواقعية في رسوماته. وتكاد لوحاته تنطق من فرط واقعيتها.

وقد يخيَّل للكثيرين أن لوحاته قطعة من أحداث تاريخية التقطتها ريشته في حينها. وبرع زياني في إبراز التفاصيل الدقيقة في لوحاته، فلا تكتمل الصورة عنده إلا إذا اكتملت التفاصيل. وهذه الأخيرة ألمّ بها من خلال معرفته بالجزائر شبرا شبرا بعد جولاته الكثيرة بعدة مناطق، خاصة أثناء خدمته العسكرية، فاكتشف الصحراء الواسعة، ليبدع لوحات التوارق، مبدعا في تقنيات الظل والضوء. واستغل الرمل في عمله، ليبدو كالغبار تحت أقدام الجمال والخيول، ناهيك عن السراب الذي لم يرسمه أحد مثله. قدّم زياني الكثير من اللوحات عن تاريخ الجزائر، منها تاريخ المقاومة الشعبية، وكان ولايزال يلقَّب برسام التاريخ، فلوحاته بقيت محفورة في أذهان الجزائريين، ومنها تلك المعلقة بمتحفي الجيش، والمجاهد بالعاصمة.

وحاز زياني على العديد من الجوائز، منها جائزة أكاديمية الفنون في باريس، وكذا الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للفنون، وجائزة فيتل بفرنسا، وجائزة عرض اللوردات للفنون، وجائزة آرل بفرنسا، وأول سباق الجائزة الكبرى بالجزائر. كما حصل على ميداليات عدة في معرض الشراكة من الفنانين الفرنسيين في باريس.

للإشارة، قدّم زياني منذ أيام على صفحته الإلكترونية لوحة "معركة المقطع" التي أنجزها سنة 87. كما قدّم لوحة "معركة سيدي ابراهيم" التي أنجزها سنة 85 وبيعت لجزائري ولم تعرَض على الجمهور، ليعرضها هو. وهي غاية في الجمال رغم قساوة المعركة. كما أدان استغلال لوحته عن معركة سيدي الشيخ بدون طلب إذنه، كملصقة لفيلم وثائقي مغربي، وقد تم تحريف أبعاد الصورة إلى شكل عمودي مضغوط!