"المساء" تدخل أعماق بني ميزاب

مجتمع منظم ومتماسك يتحرك بالثواني والدقائق

مجتمع منظم ومتماسك يتحرك بالثواني والدقائق
  • القراءات: 1634
 أحلام  محي الدين أحلام محي الدين

تزخر الجزائر بمناطق ومدن حباها الله الجمال والروعة، فكل شبر ثراء من العادات والتقاليد والموروث المادي واللامادي. وهو ميراث الأجداد الذي يمثل الهوية الوطنية. "المساء" غاصت في عالم الجمال والإبداع بولاية غرداية. مبعوثة "المساء" نزلت ضيفة على قصر القرارة، أحد القصور السبعة للولاية.  حضرت أعراس بني ميزاب، ونهلت من العادات والتقاليد المميزة في المنطقة. كما تحدثت إلى رئيس الأعيان، ووقفت على نكهة المطبخ الميزابي وزينة العروس التي تعتبر ملكة، إلى جانب العريس الذي يتوج ملكا خلال أيام عرسه، إذ يكلف "وصيف" من أهله بخدمته والحرص على راحته وتمكينه من الاستمتاع بأيام زفافه. مبعوثة "المساء" حضرت حفل زفاف الفتاة في بيت العشيرة، حيث تجتمع كوكبة من العرائس هناك لتقاسم الفرحة وسط الأهل والأحبة من السيدات اللائي يتراوح عددهن بين 200 إلى 600 امرأة، في بيت العرش الكبيرة التي تحتضن الزواج الجماعي لأزيد من 12 عريسا في يوم واحد، حيث تعتبر العطل المدرسية للربيع والخريف فرصة مناسبة للم الشمل وإدخال العرسان إلى بيوت الزوجية، في أجواء من التكافل منقطع النظير. 

المجتمع المدني يعتبر عصبا حيويا في المنطقة، إذ تحرص الجمعيات المختلفة على إنجاح كل التظاهرات، على غرار جمعية "الحياة" التي تتكفل بتدريس وتدعيم الفتيات والفتيان، جمعية "الأمل" للأمراض المزمنة السكري، جمعية "التأهيل الحركي"، جمعية "إحياء التراث" لمدينة القرارة التي تسعى إلى الحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، وعلى رأسها "الأحباس". جمعنا لكم مختلف صور الحياة في غرداية، حيث تختلف النشاطات بها على إيقاع الدقائق والثواني، فكل شيء يخضع للتنظيم وفق العادات والتقاليد التي يحرص أهلها على المحافظة عليها، لما لها من آثار إيجابية على السكان.