"أوبلا" تفشل في احتواء الوضع بالعاصمة

مجانية الشواطيء وتنظيمها حلم مستحيل التحقيق

مجانية الشواطيء وتنظيمها حلم مستحيل التحقيق
  • القراءات: 2261
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

سارع بعض المضاربين الذين اعتادوا استغلال الشواطئ خلال مواسم الاصطياف الماضية، ومباشرة بعد انتهاء شهر رمضان، لبسط سيطرتهم عليها وفرض منطقهم على المصطافين بعد إقرار السلطات العمومية بدفع مبلغ رمزي. بالمقابل، لم يتمكن ديوان الترفيه والحظائر لولاية الجزائر "أوبلا" من السيطرة على الفوضى العارمة التي تشهدها أغلب الشواطيء شرقا وغربا.

لم تتمكن الجهات المختصة بولاية الجزائر من تنفيذ تعليمة الداخلية المتعلقة بمجانية الشواطئ وتنظيمها، وكذا السعر الرمزي لمواقف السيارات التي قالت إنها لن يتعدى الـ50 دينارا، وهو ما يفتح المجال للتساؤلات عن وعود وتصريحات الوالي زوخ بمجانية كافة الشواطئ بعد تحويل التصرف فيها للبلديات التي تتواجد تلك الشواطئ على ترابها.

"الباركينغ" من 70 إلى 100 دينار فما فوق

خلال الجولة التي قام بها طاقم "المساء" إلى عدد من الشواطئ بالعاصمة، على غرار شاطئ "بالم بيتش" وشاطئ زرالدة وكذا الرمال الذهبية بزرالدة غربي الولاية، شواطيء كل من القادوس، سركوف، ديكا بلاج بعين طاية شرق العاصمة وشواطيء أخرى، اصطدمنا بما يجري في تلك الشواطئ من خرق لتعليمة الداخلية ووالي العاصمة في غياب الرقابة، حيث وصلت تكلفة موقف السيارات بشاطئ "بالم بيتش" بزرالدة إلى 100 دينار و70 بالقادوس.

اختلاف التسعيرات وضع المواطن في حيرة من أمره، حيث يفرض عليك حارس المدخل المبلغ و لا تملك خيارا آخر سوى الدفع.

 غياب "أوبلا" فتح الشهية للخواص غرب العاصمة

زيارتنا لشواطيء غرب العاصمة، أهمها شاطيء القادوس بعين طاية الذي يعد من أكبر السواحل في العاصمة، مكّنتنا من ملاحظة الغياب التام لمظلات "أوبلا" التي من المفروض أن تستقبل المصطافين، الأمر الذي دفع ببعض الشباب لوضع مظلاتهم وكرائها بمبلغ 400 دينار جزائري.

وأكد لنا بعض أبناء البلدية الذين يشرفون على فرض النظام ـ حسبهم - أن مؤسسة "أوبلا"، رفضت دفع مستحقات الشباب العامل على حراسة المظلات منذ شهر جوان المنفرط، تاريخ افتتاح موسم الاصطياف، الأمر الذي دفعهم للتوقف عن العمل.

هذه المشاكل فتحت الشهية لحراس الشواطيء لاستغلالها من جديد، وفرض مبالغ تختلف من يوم لآخر حسب عدد المصطافين، ضاربين تعليمة والي العاصمة عرض الحائط، في ظل غياب الرقابة، فهل سيكون موسم الاصطياف ناجح مثلما وعدت به السلطات المعنية؟

مشكلة "إيكولوجية" خطيرة تهدد حياة المصطافين

زيارتنا لشواطيء كل من القادوس بعين طاية، البهجة بعين البنيان و«بالم بيتش" بزرالدة جعلتنا نلاحظ ظاهرة إيكولوجية خطيرة، تتمثل في اختلاط المياه القذرة بمياه البحر، مما يشكل خطرا كبيرا على حياة المصطافين.

هذا المشكل لم يلق آذانا صاغية، رغم المراسلات العديدة التي قام بها المتضررون، حيث أكد بعض الشباب بشاطيء القادوس أن الخطر يحدق بالمصطافين، وهناك العديد من الحالات تشتكي من ظهور احمرار على الجلد.

وأشار هؤلاء أن المسؤولية تتحملها السلطات المعنية التي تغض الطرف على الكثير من الأشياء ولا تبالي بنجاح موسم الاصطياف، بل بالعكس ساهمت بدرجة كبيرة في السنوات الماضية ويستمر الوضع على حاله، مما تسبب في تراجع السياح الأجانب.

اختلاف الأسعار يمنح الأفضلية للخواص

ونحن نتجول بشواطيء غرب العاصمة، على غرار "بالم بيتش"، مخلوفي 1و2 بزرالدة، "لامادراك" بعين البنيان، لاحظنا فوضى كبيرة في التسيير، فجانب من مؤسسة "أوبلا" ينصب مظلاته وطاولاته بمبلغ 500 دينار جزائري للكراء، وضفة أخرى يسيرها بعض الشباب البطال الذي حدد المبلغ بين 30 و40 دينار جزائري، ما فتح باب التنافس بينهم.

هذه الفوضى راح ضحيتها المواطن الذي يختار بطبيعة الحال المبلغ الأقل، في الوقت الذي كان ينتظر البعض تحقيق حلم مجانية الشواطيء بنسبة 100 بالمائة، حسبما أكده البعض، لكن الحلم يبقى مجرد حلم لن يرى النور على أرض الواقع...

استمرار حلقات مسلسل "الفوضى"

تتواصل مناظر الفوضى بشواطيء العاصمة، رغم التعليمات التي الصارمة الصادرة عن الوالي زوخ، حيث يستحوذ الشباب على أغلب الشواطئ خارج الإطار القانوني، ولوحظ أنهم ينصبون آلاف المظلات والطاولات على طول الشاطئ العائلي بزرالدة وشاطئي الأزرق والنخيل باسطاوالي، ملزمين بذلك المصطافين على استئجارها بسعر يتراوح بين 300 و400 دج، حسب المكان.

وبخصوص المراحيض العمومية والمرشات المجانية، فإنها متوفرة بأسعار مختلفة، كما أن غياب المرافق، على غرار المطاعم والمحلات والأكشاك مسألة أخرى لمسناها في زيارتنا لغرب العاصمة، نفس الصورة لاحظناها بشواطيء بلديتي الحمامات وعين البنيان.

كما أن غياب النظافة واختلاط مياه البحر بمياه الصرف الصحي مشكل طال شاطئي الصخرة الكبيرة والبهجة، مما يستدعي تدخل السلطات المعنية في أقرب وقت.

مقاطعتي باب الوادي وحسين داي.. حدث ولا حرج

زيارتنا للشواطئ التابعة لمقاطعتي باب الوادي وحسين داي، جعلتنا نكتشف أن أغلبية الشواطئ تفتقر للوسائل الضرورية التي يحتاجها المصطاف، على غرار شاطئ ميرامار بالرايس حميدو، حيث طالب رجال الحماية المدنية الذين تحدثنا إليهم بتدخل المعنيين لتوفير الأمن بالمنطقة ووسائل الإنقاذ التي تساعدهم على التدخل في حالة تسجيل حوادث الغرق.

من جهة أخرى، طالب بعض السكان تدخل مديرية السياحة ووالي العاصمة من أجل إعادة النظر في مسألة تنظيم الشواطئ التي سمح باستغلال جزء منها من طرف المصطافين، مع منع السباحة في الجزء الآخر، لتواصل أشغال تهيئة أو أشغال تجسيد ميناء، مثلما هو الحال بشاطىء فرانكو غرب، بالرايس حميدو، كيتاني بباب الوادي وبوديار ببولوغين.

شواطئ دون مراحيض ولا مرشات ولا مطاعم

اكتشفنا خلال زيارتنا لمقاطعتي الدار البيضاء والرويبة، حيث وقفنا عند النقائص الموجودة بشواطىء عروس البحر 1 واسطنبول ببرج الكيفان وشاطئ الجزائر ببرج البحري وتامنفوست بالمرسى وسركوف بعين طاية والقادوس بهراوة وشاطئ الرغاية البحري، والمتمثلة في غياب المراحيض، المرشات، غرف تبديل الملابس وانعدام الماء في الحنفيات.

ولا يجد المصطافون ـ وأغلبهم يقطنون بالأحياء المجاورة ـ لا مراحيض ولا غرف لتغيير الملابس ولا مرشات حتى أعوان الحماية المدنية يجلسون، على غرار كل العائلات، تحت مظلة كبيرة للوقاية من الشمس بسبب غياب محل ووسائل التدخل.