ميزاون نايت قاسي مختصة أرطفونية لـ"المساء":

متابعة الأطفال من ذوي الاضطرابات التعليمية والنطقية صمام أمان وحماية لهم

متابعة الأطفال من ذوي الاضطرابات التعليمية والنطقية صمام أمان وحماية لهم
  • القراءات: 1112
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحدثت ميزاون نايت قاسي، أخصائية نفسانية أرطفونية على مستوى وحدة الكشف والمتابعة مالك حداد ببرج الكيفان، إلى "المساء"، عن أهمية التكفل والاهتمام بالاضطرابات التعلمية واللغوية والنطقية أو الكتابية عند الطفل المتمدرس، موضحة أنها  الجانب المهم في حياته، وأكبر إشكالية تقف في وجه الآباء الذين يعانون مع أطفالهم الذين يجدون صعوبات مدرسية.

أكدت المختصة الأرطفونية أن هذه المشاكل المدرسية هي اضطرابات عويصة. "والمؤسف أن الطاقم البيداغوجي بالمدرسة، لا يملك التكوين الكافي الذي يعرّفه بها، وبكيفية التعامل معها"؛ تقول: "وهنا أود التنبيه إلى أن المختصين البيداغوجيين يعرفون أن بالنسبة لبرنامج السنة الأولى وخلال نهاية الفصل الثالث،  لا بد أن تكون لدى الطفل دراية بالقراءة والكتابة والفهم. وعند المرور إلى السنة الثانية وخلال الفصل الأول، تبدأ قراءة النصوص مباشرة، والإجابة عنها. والطفل لا بد أن يكون لديه ذكاء عادي، ولا يعاني من أي اضطراب؛ أي لا اضطراب نفسي، ولا عقلي، ولا ذهني، ولا سمعي". وتواصل قائلة: "وفي بعض الأحيان، يكون ذكاء طفل الاضطرابات أعلى من ذكاء الطفل العادي، ولكن بسبب معاناته من الاضطرابات التعلمية ـ أي صعوبة ربط الحروف لتكوين كلمة لقراءتها، وهذا يدخل في إطار الوظيفة المعرفية؛ أي لديه ثقل في الفهم، فعند القيام بعملية الربط والتنسيق بين الشفهي والكتابي ـ تنقص قدراته؛ لهذا لا بد من الالتفاتة إلى هذه الشريحة؛ لأنها في تزايد مستمر؛ فالبرنامج يصعب على الأطفال العاديين، وعلى هؤلاء الأطفال أيضا. والمشكل الكبير أن أصحاب الاضطرابات ينتقلون إلى السنة الثانية والثالثة، وتبقى الصعوبات نفسها لديهم؛ مثلا هو يقيم بالفصل الأول في السنة الأولى، ويعيد السنة الثانية مرتين، وهذا يشكل بالنسبة لأهله وله مشكلا كبيرا. وأحيانا يسمع الطفل كلاما جارحا من قبل البعض؛ لأنه أعاد السنة، وهو المسكين يعاني من اضطرابات غير معروفة عند أهله".

وأوضحت المختصة أن إعطاء هذا الطفل الفرصة ومتابعته، ضرورة؛ تقول: "لهذا نحن الأرطفونيين أو العياديين نطالب بأن يكون هناك تنسيق مع وزارة التربية، والصحة المدرسية لإعطاء الحق لهؤلاء التلاميذ للنجاح ككل الأطفال المتمدرسين بطريقة سهلة، وأن يتم إعطاؤهم الحق في الزيادة في الوقت، وكذا تقييمهم على المستوى الشفهي أكثر من الكتابي، وأن نضع لهم مرافق في الحياة المدرسية، وسكرتريا للكتابة في الامتحانات السنوية والبكالوريا؛ لأن هذا الطفل لديه سرعة في الفهم، لكن ثقل في الإجابة الخطية". وأضافت المختصة: "بعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم خلال العام الأول من الدراسة، يهجّي، ولكنه في نفس الوقت، يحصل على 9/10 في  الرياضيات، إلا أنه في السنة الثانية يضيّع مهارة المعدل العالي الذي حصل عليه؛ لأنه حينها يقرأ المسألة، فيصعب عليه فهمها؛  لأنها تتطلب قدرات معرفية، وهذه القدرات ناقصة لديه. ويبقى تلميذا ذكيا، يحتاج للمساعدة واليد الممدودة من قبل الكل؛ لأنه لزام علينا حمايتهم، وإعطاؤهم الفرصة للنجاح في المدرسة؛ فنحن بحاجة إلى جيل يدرس وينجح".