في ظل عدم جاهزية البلديات لمواجهة أي طارئ

مؤسسات بجاية في سباق مع الزمن

مؤسسات بجاية في سباق مع الزمن
  • القراءات: 1011
الحسن حامة الحسن حامة

شرعت المصالح الولائية ببجاية، منذ أسابيع، في تجنيد الوسائل المادية والبشرية والتجهيزات اللازمة التي تسمح بالتكفل بالنقائص التي تم تسجيلها في الميدان لمواجهة مشكل الفيضانات. ويبدو أن الخسائر التي عرفتها بعض الولايات جراء الأمطار الطوفانية التي تساقطت، مؤخرا، بكميات معتبرة ومنها ولاية بجاية، جعلت المسؤولين المحليين يسابقون الزمن لتفادي تكرار الوقوع في نفس المشكل، خاصة فيما تعلق بتنظيف البالوعات والتخلص من بقايا مواد البناء التي يتركها المقاولون والمواطنون بالأحياء والقرى عندما يتعلق الأمر بإنجاز الأشغال.

وإذا كانت المصالح الولائية اتخذت بعض الإجراءات تفاديا لأي طارئ، فإن العديد من البلديات وجدت نفسها أمام مشكل كبير في ظل افتقارها للوسائل المادية من أجل القيام بعملية التنظيف، مثلما وقفت عليه «المساء» ببعض المناطق في الوقت الذي عبّر العديد من السكان ببلدية بجاية، عن تخوفهم من تكرار الفيضانات، بسبب النقائص الكثيرة التي سُجلت في الميدان، خاصة مشكل انسداد البالوعات، والغياب التام لاستراتيجية عمل لمواجهة مخلفات فصل الشتاء.

الديوان الوطني للتطهير يتدعم بتجهيزات جديدة

إذا كانت أغلب بلديات ولاية بجاية غير مجندة لمواجهة مشكل الفيضانات في غياب الوسائل المادية والبشرية اللازمة لتفادي الخسائر التي قد يتم تسجيلها جراء التساقط المعتبر للأمطار، فإن المصالح الولائية والمؤسسات المختصة على غرار الديوان الوطني للتطهير، من جهتها، تدعمت ببعض التجهيزات الجديدة في الآونة الأخيرة، على غرار المضخات الخاصة بتنظيف البالوعات وغيرها من آلات تنظيف الوديان لمواجهة الفيضانات، خاصة على مستوى بعض الأحياء بعاصمة الولاية.

ويُعتبر مشكل انسداد البالوعات من بين العراقيل الكبيرة التي تواجه المصالح الولائية، والتي تطلب إطلاق عملية تنظيف واسعة سنويا؛ من أجل الاستعداد بكيفية جيدة لفصل الشتاء.

إعذارات للمواطنين

بالإضافة إلى ديوان التطهير الذي تجند تحسبا لأي طارئ، فإن مديرية الري، من جهتها، كانت وجهت ثلاثة إعذارات، وقامت بإعداد ثلاثة محاضر منذ بداية السنة الحالية 2018، من خلال مطالبة المواطنين بعدم رمي النفايات وبقايا مواد البناء على مستوى الوديان؛ من أجل الحفاظ عليها وتفادي أي طارئ بمختلف البلديات، إذ إن وضعية الوديان تكون غالبا أحد أسباب الفيضانات، وهو ما دفع بمصالح مديرية الري إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل المحافظة على نظافة الوديان؛ من خلال القيام بكل الأشغال اللازمة، في وقت أن المشكل يُطرح كثيرا على مستوى البلديات بسبب قيام المواطنين برمي بقايا مواد البناء والنفايات على مستوى الوديان، وهو ما يؤدي إلى الفيضانات خلال فصل الشتاء.

ويبدو أن مديرية الري بالولاية استفادت من تجارب السنوات الماضية؛ من خلال التركيز على نظافة الوديان، وتحذير المواطنين من رمي النفايات وخاصة الصلبة على مستوى الوديان.

البلديات غير مستعدة لمواجهة الفيضانات

إذا كان ديوان التطهير ومديرية الري على مستوى الولاية شرعا في الاستعداد لمواجهة أي طارئ والوقوف في وجه مشكل الفيضانات، فإن الكثير من البلديات عبر ولاية بجاية لم تواكب هذا الاستعداد، خاصة تلك الواقعة على المستوى الحضري على غرار بجاية، تيشي، أوقاس، أقبو وغيرها، حيث إن غياب الإعانات المالية اللازمة من طرف السلطات الولائية وغياب استراتيجية لدى المنتخبين المحليين من خلال الاهتمام بقطاع التنمية وإهمال المشاكل الأخرى، حال دون أن يتم تجنيد الوسائل المادية والبشرية اللازمة لتفادي الخسائر جراء الفيضانات، فيما سارع رئيس المجلس الشعبي لبلدية وادي غير إلى احتواء الوضع، وتفادي الأخطاء التي تم ارتكابها خلال السنوات الماضية، حيث قامت البلدية بإطلاق عملية تنظيف الأرصفة من بقايا مواد البناء من أجل تفادي انسداد البالوعات.