منتزهات تعجّ بالزوّار ومحلات مفتوحة للساهرين

ليالي الصيف.. عودة الحياة

ليالي الصيف.. عودة الحياة
  • القراءات: 1308

❊ ◄العاصمة لا تنام باكرا في الصيف

❊ ◄محلات الإطعام ومرافق التسلية تنعش حركة التنقل ليلا

❊ ◄التغطية الأمنية تشجع العائلات على السهر والسمر

يلاحظ الزائر لعاصمة البلاد، أنّها لم تعد تنام باكرا في فصل الصيف وموسم الاصطياف مثلما عهدته في باقي فصول السنة، خاصة في الشتاء، فشوارع البلديات ومنتزهاتها ومحلاتها صارت تعجّ بالمواطنين الباحثين عن الراحة والاستجمام وارتياد المنتزهات وأماكن التسلية، وعشّاق السهر والسمر الذين يجدون في لطافة الجوّ وهدوء الليل ووفرة بعض مرافق التسلية متعة موسمية يسارعون للاستفادة منها، قبل برد الشتاء الذي يفرض العودة إلى المنزل باكرا. 

يأتي هذا التحوّل الإيجابي، المتمثّل في كون العاصمة تستعيد حركيتها صيفا، في وقت تسعى فيه السلطات العمومية منذ أعوام لتحقيقه، لمحو تلك الصورة النمطية، التي فرضتها ظروف العشرية السوداء وما تبعها من نقائص في وسائل النقل الحضري للقطاع الخاص التي تنام باكرا في عز الصيف، ما عدا مؤسّستي مترو الجزائر و"إيتوزا” اللتين خففتا من النقص وسمحتا بتنقل الأشخاص وعدم الخلود إلى النوم باكرا. ولم يخف “علي.ك” القاطن بضواحي شرق العاصمة، نعمة خدمة النقل التي وفّرتها بالخصوص المؤسّسات العمومية، كخطي المترو والترامواي اللذين يضمنان الخدمة إلى غاية الحادية عشرة ليلا، وإسهام بعض التجار (على قلتهم) في استقطاب زبائن يتسوّقون ليلا ويصنعون حركية محسوسة تبدأ في التناقص عندما ينتهي فصل الحر وموسم الاصطياف وتكاد تنعدم شتاء، حيث تغلق المحلات باكرا. ويتمنى محدثنا أن يسهم الناقلون الخواص في توفير الخدمة ليلا، وعدم الاكتفاء بساعات النهار.

هذه اقتراحات اتحاد التجار لفتح المحلات ليلا

في هذا السياق، أوضح المكلّف بالإعلام بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، لـ"المساء” أنّ نقابة التجّار اقترحت على تجار بلدية الجزائر الوسطى بين 2013 و2014، فتح محلاتهم واستقبال زبائنهم ليلا، لكن لم تكن هناك استجابة من طرفهم، لكونهم اشترطوا عدّة نقاط من بينها دعم الدولة لهم من حيث تخفيف فاتورة الكهرباء، إلى جانب توفير النقل للمواطنين لضمان تنقلهم. وقال بدريسي، إنّ الاتحاد مستعد لتحسيس التجار وحملهم على فتح محلاتهم ليلا بضرورة إنعاش الحركة التجارية، بشرط أن تشكّل السلطات العمومية لجنة لتطبيق ذلك، بإشراك النقابة والتنسيق معها، مؤكّدا أنّ اتحاد التجار قدّم عدّة اقتراحات أخرى للسلطات العمومية، في إطار الاجتماعات مع الوزارة الوصية، لإنعاش الحركة التجارية والسياحية ليلا، وجعل العاصمة لا تنام باكرا، على غرار عواصم وحواضر العالم، ومنها تخفيف فاتورة الكهرباء، وتشغيل عمّال في إطار عقود ما قبل التشغيل، يتم تكوينهم في اختصاص مهن البيع والتجارة في مراكز التكوين المهني، وأنه بهذه الطريقة سيتم توظيف ملايين البطالين في هذا القطاع الحيوي.

التغطية الأمنية تزرع الطمأنينة

ولعلّ للتغطية الأمنية دور كبير في استعادة الحركية بالعاصمة على غرار عواصم وحواضر العالم، حيث لاحظنا في تنقلنا ببعض بلديات العاصمة، العديد من الدوريات المكثفة لعناصر الشرطة ونقاط المراقبة والحواجز بمختلف المحاور التي تزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين، وهو ما استحسنه من التقيناهم في زيارتنا لبعض بلديات قلب العاصمة بالخصوص.

وقال “سعيد.ب” الذي وجدناه بمنتزه الصابلات وجاء من بسكرة، لقضاء عطلة قصيرة مع عائلته بالعاصمة، إنّ استتباب الأمن وانتشار أفراد الشرطة بالأماكن العمومية خصوصا، أزال من الأذهان صورة منفّرة تبعث على التوجّس، مؤكّدا أنّ ما لمسه ورآه بأم عينيه من تغطية أمنية وتكفّل، تزرع الاطمئنان وتشجّع الكثير من أبناء الوطن على زيارة العاصمة والاستمتاع بمرافقها ومنتزهاتها.

محلات الإطعام ومرافق التسلية تنعش حركة التنقل ليلا

وفي زيارتنا لبعض بلديات العاصمة ليلا كالدرارية، باب الوادي، الجزائر الوسطى، بئر مراد رايس، بئر الخادم، برج الكيفان، المحمدية وغيرها، وقفنا على حجم الحركية التي تصنعها العائلات التي صار يروقها التسوّق والتنزّه والاستجمام ليلا عندما تغيب الشمس وتنخفض درجة الحرارة، واغتنام ما تبقى من أيام معدودات من عطلة الصيف للتنفيس.

وذكر أحد تجار الألبسة بالدرارية، أنّ الحركة التجارية بوسط المدينة تستمر في الفترة الليلية، مشيرا إلى أنّ العديد من التجار لم ينتظروا حتى يصل فصل الصيف وموسم الاصطياف لفتح محلاتهم ليلا، بل تعوّدوا على ذلك خلال الفصول الأخرى وكسبوا زبائن يقصدونهم حتى في جنح الظلام.

أما في هذا الفصل الحار ـ يقول محدثنا ـ فتزداد حركة التنقل والتسوّق ليلا بالمدينة، حيث يلاحظ الزائر كيف ازدانت الشوارع بمصابيح واجهات المحلات ولافتاتهم المضيئة، ذات التصاميم الساحرة، وازدحم الساهرون على محلات بيع المثلجات والإطعام السريع، وجلس آخرون بالمقاهي وقاعات الشاي.

وبباب الوادي لا تنقطع الحركة بشاطئ الكيتاني والساحة المقابلة له، حيث اتّخذت العائلات من البساط الأخضر مكانا لها للسمر وتناول وجبة العشاء، وكذلك الأمر بالعائلات في منتزه الصابلات الشاسع الذي ذاع صيته وصار قبلة آلاف العائلات التي تقضي أوقاتا إلى ما بعد الثانية صباحا في حضن الهواء الطلق وأنوار المكان، ومرافق التسلية.

ولم تشذ أمكنة أخرى بالعاصمة عن القاعدة، حيث انتعشت بها حركة التنقّل ليلا في هذا الصيف، وقد وقفنا على حرمة دؤوبة بمنتزه شاطئ برج الكيفان، الذي صار يستقطب عددا هائلا من الزوّار، وصار أشبه بمنتزه الصابلات، إذ لم تسع حواف المكان من أرصفة حجم المركبات المركونة التي اختارت المرفق، والأمر نفسه بحديقة الأحلام للتسلية بقصر المعارض، التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين الذين يدفعهم الأطفال بالخصوص للتمتع.

روبــــورتاج: رشيــــد كعــــبوب


الواجهة البحرية بومارشي بجيجل

قبلة عائلية بامتياز وحركة تجارية دؤوبة

أصبحت الواجهة البحرية “بومارشي” بمدينة جيجل، قبلة للمصطافين الوافدين على ولاية جيجل لقضاء العطلة الصيفية بها، وكذلك العائلات الجيجلية التي تتهافت عليها من مختلف بلديات الولاية، وذلك لموقعها الخلاب المحاذي للبحر للتمتّع بنسيم البحر، والبحث عن الترفيه عن النفس، وهو ما أضفى على هذا الفضاء البحري المميّز أجواء بهيجة وحركة تنزه دؤوبة تزيّنها ألعاب للأطفال والشباب وسهرات ثقافية وفنية متنوّعة تستمر إلى ساعات متأخّرة من الليل.

في جولة استطلاعية قامت بها “المساء” إلى الواجهة البحرية في الفترة الليلية، وجدتها تعجّ بالسيّاح والعائلات الجيجلية والمصطافين من مختلف الولايات للاسترخاء والترويح عن النفس.. فالكلّ يقصدها ليلا، حيث تجد المكان مزدحما بالزائرين خاصة بعد تدشين الشطر الثاني من الواجهة البحرية “بومارشي” خلال هذه السنة ما زاد التوافد عليها.

وقد انتعش هذا الفضاء وأصبح يشهد حركة دؤوبة للراجلين، لاسيما وأنّ الواجهة البحرية “بومارشي” تتوفّر على الكثير من الخدمات المميّزة، منها أكشاك لخدمات الإطعام، مقاهي، ألعاب للتسلية والترفيه للصغار والكبار، محلات لبيع المرطبات والمثلجات، مراحيض وغيرها، مع توفير الأمن وأعوان الحماية المدنية على مدار الساعة. وصارت هذه الخدمات والأجواء الآمنة تستقطب الزوّار من داخل وخارج الولاية، والكلّ منبهر بروعة المكان وإطلالته على البحر وما زاده روعة وجمالا تخصيص مكان في أسفل الواجهة لوضع طاولات وكراسي ومقاعد خشبية وتفريش المكان بزرابي تقليدية تحاكي التراث الجيجلي الأصيل وأضواء للزينة تنافسها الشموع والفوانيس القديمة، وهو المكان الذي تلجأ إليه العديد من العائلات لتمضية سويعات من الهدوء وراحة النفس ممزوجة بنسمات البحر، كما يفضّل البعض الاستمتاع بما لذّ من الأطعمة والمشروبات والمثلجات بهذا المكان المميّز، فيما يتهافت الزوّار على أخذ صور تذكارية.

كما تعدّ الواجهة البحرية مكانا مفضّلا للشباب، الذين وجدوا ضالتهم في هذا الفضاء للاسترزاق، من بيع الحلويات التقليدية والعصرية والمثلجات والمكسرات وكذلك مختلف التحف التقليدية وتجهيز ألعاب التسلية للأطفال بالهواء الطلق وكراء سيارات كهربائية للأطفال من مختلف الأشكال تزيّن ساحة الواجهة وألعاب التسلية كلعبة “البوكسينغ” التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل الشباب. ويلمس الزائر للمكان تلك الفرحة العارمة التي تغمر الأطفال وهم يتزاحمون على مختلف الألعاب حتى ساعات متأخّرة من الليل دون كلل أو ملل، وأصواتهم وقهقهاتهم تتعالى وهم يتأرجحون أو ينزلقون من أعلى الزلاجات المنفوخة، فيما يقف آخرون على أحرّ من الجمر في طوابير عشوائية ينتظرون أدوارهم للظفر بدقائق على تلك العربات الكهربائية المسلية، والمميز أنّهم أطفال من مختلف الولايات ومغتربون يتشاركون الألعاب.

كما وجد بعض الفنانين ضالتهم في الواجهة البحرية، في مداعبة آلاتهم الموسيقية على ضفاف الواجهة أو وسط الساحة بتجميع جمهور من مختلف الأعمار، يتابعون بشغف مختلف أنواع المقاطع الموسيقية التي تعزف يوميا، وهي فرصة الفنانين للاسترزاق من هذه المقاطع الموسيقية، ولجأ بعض الشباب للعب دور المهرّج ومنهم من يلبس ألبسة الدمى للترفيه عن الأطفال وأخذ الصور معهم، في المقابل، تمنح عائلات الأطفال بعض الدريهمات لهؤلاء المهرّجين كعربون لرسم الفرحة على وجوه أبنائهم، وهو ما أعطى للواجهة البحرية حلّة جديدة متمثّلة في بروز فن الشوارع على الطريقة الأوروبية.

وقد تزيّنت واجهة “بومارشي” بمعارض فنية لمختلف المنتوجات الحرفية، حيث وقفت “المساء” على الطلب الكبير على مختلف أنواع المعروضات التي تباينت بين التحف التزيينية والألبسة التقليدية والأواني الفخارية والخشبية والتحف الخشبية والهدايا التذكارية ومختلف الصناعات المرتبطة بالحلي وأدوات الزينة، حيث وجدنا الحرفيين يعرضون منتوجاتهم الحرفية على الزوار. وذكر بعض الحرفيين لـ"المساء” أنّ موسم الاصطياف بالنسبة لهم فرصة ينتعش فيها ترويج منتوجاتهم اليدوية، حيث يتهافت الزبائن على شراء التحف التزيينية كصناديق الحلي واللوحات المنقوشة، والحلي النحاسية والفضية والإكسسوارات التي تلقى رواجا كبيرا من قبل النساء.

  نضال بن شريف


أيام قليلة تفصلنا عن الدخول المدرسي

سهرات بومرداس تمتد لساعات الصباح الأولى

❊ ◄توافد غير مسبوق على فضاءات الاستجمام ووفرة الأمن أطالت ساعات السمر 

❊ ◄مقاه ومطاعم ومحلات للمرطبات والمثلجات تسترجع أنفاسها بعد موسمين أبيضين

تستقطب واجهة البحر لبومرداس، والحدائق العمومية والساحات في ليالي الصيف وحتى هذه الأيام قبيل الدخول المدرسي، حركة دؤوبة للعائلات والباحثين عن الراحة والاستجمام ليلا هربا من حرارة المنازل والرطوبة العالية، نحو الفضاء الرحب للمساحات الخضراء، بينما يشكّل الإقبال على الشواطئ ليلا نوعا آخر من الاستمتاع، ويقصد آخرون المطاعم والمقاهي لتناول ما لذّ وطاب وارتشاف كؤوس الشاي التي يحلو معها السهر والسمر..

ساهمت التغطية الأمنية بشكل كبير في رسم حركية دؤوبة بمدينة بومرداس، زادتها الإنارة وفتح العديد من المحلات التجارية التي مدّدت خدماتها كلّما طالت السهرات بمدينة الصخرة السوداء.

وتصنع كلّ من حديقة النصر بحي 800 مسكن وكورنيش واجهة البحر ناهيك عن شارع الاستقلال أو “البولفار” وساحتا “برديوي” و"المادور” وكذا حي التعاونيات-11 ديسمبر ببلدية بومرداس، إلى جانب ساحة “5 جويلية 1962”.. لوحات فنية متلألئة كلّ ليلة صيفية بمدينة بومرداس، بالنظر للإقبال الكبير للعائلات وزوّار المدينة الساحلية للاستمتاع بالنسمات البحرية والهواء العليل خلال هذه الليالي الأخيرة قبيل الدخول المدرسي.

كما زاد من الحركية الليلية، التغطية الأمنية وحضور أفراد الشرطة الذين يجوبون أرجاء المدن على مدار ساعات اليوم، فضلا عن الإنارة العمومية المقتصدة للطاقة التي أضفت جمالية خاصة على ليالي المدينة بفضل ألوانها الزاهية.

الكورنيش محجّ للاستجمام والمتعة

من بين أهم الأماكن التي تشكّل مقصدا حقيقيا للعائلات وزوّار مدينة بومرداس في الليالي الصيفية، شارع “الاستقلال” أو المعروف محليا بتسمية “البولفار” الواقع بقلب مدينة بومرداس، حيث يشكّل هذا الشارع مزارا حقيقيا لهواة الاستمتاع بتناول المثلجات والمرطبات بالنظر لوجود العديد من المحلات التي تعرض مثلجات بنكهات مختلفة، ناهيك عن وجود محل “برديوي” للمرطبات وهو من بين أشهر المحلات بالمكان لدرجة إطلاق نفس التسمية على الساحة التي تشكّل بداية “البولفار”، الذي يشكّل من جهته وِجهة خاصة لمحبي التجوال ليلا، خاصة أنّه يمتدّ إلى كورنيش الواجهة البحرية الذي يسجّل من جانبه توافدا قياسيا للسيّاح وزوّار عاصمة الصخرة السوداء، يشجّعهم في ذلك وجود العديد من المقاهي ودكاكين بيع الشاي والمكسرات، ومطاعم ومحلات الأكل السريع، بل حتى بعض الشباب ممن وجد في الكورنيش مستقرا لعربته الصغيرة لبيع “المحاجب”، وكذا “لحية بابا” التي يقبل عليها الصغار رفقة أسرهم.

كما ظلّت واجهة البحر طوال أشهر الصيف وحتى خلال هذه الليالي الأخيرة قبيل الدخول المدرسي، مقصدا مفضّلا للعائلات والشباب، خاصة وأنّها تطلّ على الشاطئ المركزي “الدلفين” الذي سجّل ليلة استطلاع “المساء” توافدا كبيرا للعائلات التي فضّلت تناول وجبة العشاء على أطراف البحر، بينما فضّلت أخرى الاستجمام ليلا، مستمتعة بهدوء المكان عوض الازدحام نهارا، بفعل توافد المصطافين المكثّف.

ولا يمكن إغفال كورنيش الواجهة البحرية الذي تحوّل إلى معرض للصناعات التقليدية، حيث يعرض الحرفيون من عدّة ولايات منتوجاتهم التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف السياح ممن يفضّلون اقتناء بعض التحف الفنية قبيل العودة لديارهم.

وقال الحرفي إسماعيل، المشارك من الساحرة تاغيت، إنّه يمكث منذ انطلاق المعرض نهاية جوان الماضي، إلى الرابعة من صبيحة كلّ يوم صيفي، واصفا الإقبال بالجيّد جدا خاصة وأنّ المعرض يأتي بعد موسمين أبيضين بسبب تفشي جائحة كورونا، فيما اعتبر “فاتح” المشارك من ولاية تيزي وزو باللباس والحلي التقليدي القبائلي، أنّ ليالي بومرداس الصيفية سمحت له بتصريف بضاعة تكدّست من قبل، موضّحا أنّ توفّر الأمن سهّل لهم كعارضين وللعائلات الاستمتاع بالنسائم الليلية إلى ساعات الصباح الأولى قبيل عودة التلاميذ للأقسام.

"غزو” كبير لحديقة “النّصر” ليلا

كما تستقطب حديقة “النّصر” الواقعة بنهاية كورنيش الواجهة البحرية هي الأخرى، أعدادا هائلة من العائلات والشباب ومحبي التنزّه ليلا أو ارتشاف كؤوس الشاي لساعات متأخّرة من الليل، حيث تتربّع هذه المساحة الخضراء على قرابة 10 هكتارات على الحدود الفاصلة بين بلديتي بومرداس وقورصو، وقد خضعت الحديقة، قبيل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، لأشغال تهيئة مسّت مساحات لعب الأطفال، للإنارة العمومية وزرع العشب الطبيعي وبعض الأشجار الجميلة المتماشية مع مناخ المنطقة، وكلّها عوامل تشجع المتواجدين بالمكان للسهر مطوّلا، حتى أنّنا لاحظنا عائلات تفترش الأرض بصدد وضع وجبة العشاء للالتفاف حولها.

كما لاحظنا آخرين يفترشون الأرض، ولكن للنوم والاستمتاع بالهواء العليل، عوض حرارة المنازل والرطوبة العالية هذه الأيام، أما الأطفال فقد صنعوا من جهتهم لوحات فريدة جراء صراخهم المتعالي بفضاءات اللعب المختلفة المنصبة بوسط وبأطراف الحديقة.

وحتى يكتمل الاستمتاع فإنّهم يقصدون باعة المثلجات بالمكان بينما يفضّل الشباب أو الكبار ارتشاف كؤوس الشاي والتهام المكسرات وحلويات “قلب اللوز” “وعش البلبل”.. وهي من ضمن الحلويات الرمضانية بامتياز.. إلاّ أنّ صاحب صالون شاي بالحديقة اهتدى لفكرة توفيرها بعدما لاحظ ازدياد الطلب على الشاي.

وأكّد صاحب الصالون لـ"المساء” أنه يضطر في بعض الأحيان لطهي ما بين 5 الى 7 أباريق شاي من الحجم الكبير كلّ ليلة، كل إبريق يوفّر تقريبا 25 فنجان شاي كارتوني، موضّحا أنّه رغم نقص عدد الوافدين على الحديقة، بعد أن عاد السواد الأعظم من زوّار المدينة إلى أماكن عملهم، بداية سبتمبر الجاري، إلاّ أنّ استمرار التوافد على الحديقة يبقى ملحوظا وهو ما يجعله يوفّر خدماته إلى الواحدة أو الثانية صباحا كلّ ليلة.

من جهته قال بائع مثلجات، إنّ ليالي بومرداس الصيفية تسجّل إقبالا كبيرا حتى منذ بداية سبتمبر المرتبط عادة بالدخول الاجتماعي وعودة التلاميذ لمقاعد الدراسة، إلاّ أنّ تفضيل الكثيرين الخروج في عطلة في هذا الشهر تحديدا يجعل التوافد ملحوظا بحديقة “النصر”.

ورغم كون الحديقة متنفّسا حقيقيا للعائلات البومرداسية وزوّار المدينة الساحلية على مدار السنة، إلاّ أنّ الصيف بلياليه تبقى مميزة، وهو ما أجمع عليه بعض محدثينا سواء بحديقة النصر أو بكورنيش الواجهة البحرية أو حتى بشاطئ الدلفين، حيث اتّفق أغلبهم على القول إنّ الليالي الصيفية تمنح لهم فرصة رؤية المدينة من وجهة أخرى، حيث تشعّ أضواء الإنارة العمومية وتنعكس على مياه البحر، ما يسمح للكثيرين بالاستجمام ليلا، وهو بالضبط ما لاحظناه بشاطئي “الدلفين” و"النورس”..

وفرة الأمن تسمح بالاستمتاع لساعات الصباح الأولى

ذكر جلال مرزوقي، ضباط شرطة رئيسي من خلية الاتصال والعلاقات العام بأمن ولاية بومرداس، وضع تشكيل خاص لتأمين المصطافين بإقليم الاختصاص والعائلات وزوّار ولاية بومرداس خلال صيف 2022، ولفت في تصريح لـ"المساء” إلى تجنيد كلّ الفرق العملياتية من مصالح الشرطة القضائية والأمن العمومي من خلال دوريات راكبة وراجلة بإقليم الاختصاص إضافة للنقاط الثابتة للسهر على أمن المواطن وممتلكاته، خاصة في الفترات الليلية التي تشهد توافدا قياسيا للعائلات والشباب.

كما أكّد أنّ أهم الأماكن السياحية التي تسجّل إقبالا ليلا حتى خلال هذه الأيام الأخيرة قبيل العودة للمدارس، تتمثّل في كورنيش واجهة البحر وحديقة النصر، يضاف لهما شارع “الاستقلال” أو”البولفار” وكذا ساحة “المادور” وساحة “5 جويلية” قبالة مقر أمن الولاية، وكذا حي التعاونيات-11 ديسمبر.. هناك كذلك حديقتا “21 ماي” و"حايد سفيان”..وكلّ مكان له طابعه الخاص وزوّاره ومحلاته ودكاكينه ومقاهيه.

وأفاد ممثل الأمن الولائي بأنّ مصالح الشرطة سجّلت ضغطا كبيرا للسيّاح والمصطافين على مدار اليوم منذ الانطلاق الرسمي للموسم الصيفي، وأنه “لا يشبه أيّ توافد مسجّل حتى قبل تفشي جائحة كورونا”، يقول مرزوقي، مؤكّدا عدم تسجيل أيّ اعتداءات أو سرقات سواء على الشواطئ بإقليم الاختصاص العمومية والساحات، ما عدا بعض الشجارات العابرة التي تحكمت فيها عناصر الأمن عبر التدخل الفوري.

روبـورتاج: حنـــان ســالمي


فيما تستهوي “بارك مول” وحديقة التسلية العائلات

” ري دوكونستانتين” تحوّل ليالي سطيف إلى نهار

 استعادت مدينة سطيف، خلال الصائفة الأخيرة حركيتها وحيويتها بعد سنوات عجاف أملتها ظروف صحية جرذاء جائحة كورونا، حيث تحوّلت ليالي المدينة إلى نهار لاسيما عبر الشارع الرئيسي من المدخل الشرقي بحي الأبراج، وصولا إلى معلم عين الفوارة بفضل المخطّط المروري المحكم الذي وضعته سلطات الولاية، خاصة ما تعلّق بالجانب الأمني، الذي ساهم بدرجة كبيرة في انتعاش الحركية التي تشهدها المدينة يوميا.

إذا كان ضيوف سطيف يصنعون الانتعاش بالمدينة نهارا، باستقطابها يوميا العشرات من الزوار في شكل رحلات جماعية منظمة وأخرى فردية، فإنّ العائلات السطايفية هي الأخرى تركت بصمتها وكان لها الأثر في تغيير وجه المدينة ليلا بحركية لم يسبق أن شهدتها منذ سنوات، عبر طول الشارع الرئيسي للمدينة، من المدخل الشرقي بحي الأبراج وصولا إلى معلم عين الفوارة مرورا بوسط المدينة.

يعدّ الشارع الرئيسي بالمدينة المعروف محليا بـ"ري دو كونستانتين” (شارع قسنطينة)، الفضاء المفضّل لدى سكان المدينة وزوّارها، حيث يشهد حركة دؤوبة للمارة والمتردّدين عليه قصد التلاقي والسمر، خصوصا بشرفات وقاعات بيع مختلف أنواع المشروبات والمثلجات ومحلات الشاي الصحراوي التي انتشرت بشكل واسع وتعرف إقبالا كبيرا، ناهيك عن المطاعم التي تقدّم أفضل المأكولات منها المشاوي المتنوّعة وكافة أنواع العصائر.

وأرجع العارفون بشؤون السياحة استعادة المدينة انتعاشها وحركيتها، إلى توفّر جملة من الظروف أبرزها الأمنية، بفضل البرنامج الخطة التي وضعتها السلطات الولائية بالتنسيق مع المديرية الولائية للأمن الوطني، الرامية إلى توفير الأمن بالدرجة الأولى من خلال الانتشار الواسع والمكثف لأعوان الأمن عبر جميع شوارع وأحياء المدينة، بالإضافة إلى توفير وسائل النقل الحضري.

وإذا كان البعض يفضّل الشارع الرئيسي كفضاء لقضاء سهرته، فإنّ نسبة أخرى اختارت فضاءات التسلية الكائنة بالمدينة مثل “بارك مول” وحديقة التسلية اللتين تستهويان العائلات والضيوف خلال موسم الصيف، حيث يجد المواطن راحته لما يتوفّر من عوامل الراحة والاستجمام.

وتعدّ حديقة التسلية التي تتربّع على مساحة تفوق الأربعين هكتارا وسط مدينة سطيف قبلة للفارين من حرارة المنازل، ومتنفّسا لمن يبحث عن الراحة والطمأنينة والاستمتاع بخضرة مساحاتها والألعاب المتنوّعة للكبار والصغار، فلا بديل للعائلات السطايفية لكسر الملل وروتين النهار، والتخلّص من كلل يوميات الصيف الحار، سوى قلعة التسلية التي ارتطمت بها إبداعات الطبيعة وتجهيزات اللهو والترويح، وهو ما يطبع مختلف أجنحتها من إقبال للعائلات، خصوصا الباب الرئيسي بالقرب من فندق “الهضاب”، الذي ارتدى جانباه بساطا أخضر زيّنته زهور وورود غير معهودة وحديقة العائلات أضحت المكان الأكثر إقبالا للزوّار جهّزت خصيصا للعائلات التي تفضّل الاستمتاع بأعشابها وورودها ونافورتها.

وغير بعيد عن حديقة التسلية يوجد فضاء سياحي ترفيهي عملاق وهو “بارك مول”، هذا الإنجاز الضخم زاد في جمال هذه المدينة وغيّر من وجهها إلى الأحسن، بفضل أجنحته المتنوعة منها قاعة ألعاب حديثة، باتت هي الأخرى تستقطب الزوار من داخل وخارج الولاية، إلى جانب مركزه التجاري الضخم الذي يعد من أكبر الفضاءات التجارية بالولاية، بالإضافة إلى مركز للأعمال.

 منصور حليتيم


عاصمة سيرتا تستعيد حركيتها ليلا

سمر وتبضع استعدادا للدخول المدرسي

استرجعت مدينة الجسور المعلقة حيويتها وبهجتها التي كانت تميزها كلّ صيف، متجاوزة آثار الإغلاق الذي خيّم عليها لعامين، بسبب وباء كورونا الذي أجبر السكان على ملازمة مساكنهم والتخلي عن الليالي التي كانوا يقضونها خاصة في الفترة الصيفية والمناسبات الدينية، التي تتزامن وفصل الصيف كرمضان والأعياد الدينية، بالحدائق والمتنزهات والشوارع التجارية والمقاهي والمطاعم.

تعرف هذه الأيام، شوارع وأحياء قسنطينة حركية كبيرة ليلا، على غير العادة، إذ بعدما كان خروج العائلات للسهر فقط بحثا عن أجواء منعشة تنسيهم الحرارة المرتفعة التي شهدتها الولاية طيلة الأشهر الماضية، تحوّل لقضاء حاجياتهم خاصة وأنّ الدخول المدرسي لا يفصلنا عنه إلا ّأيام قلائل.

ولاحظت “المساء” خلال جولتها عبر عدد من أحياء المدينة المعروفة سواء بالمدينة الأم أو بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، ذلك التوافد الكبير للعائلات من مختلف الأعمار والفئات، فضلا عن تلك الطوابير من السيارات التي تحمل ترقيمات لولايات مجاورة، كسطيف، سكيكدة، ميلة، قالمة، وغيرها التي يختار أصحابها قسنطينة لقضاء سهراتهم أو التبضع ليلا، خاصة وأن هذه المدينة تعرف في الفترة المسائية والليلية انتشارا كبيرا لعناصر الأمن التي تسهر على راحة وأمن الأشخاص.

الحدائق العمومية ملاذ العائلات

وجهات مختلفة يقصدها سكان المدينة وزوّارها، بين من يختار حدائقها ويفضّل الاستمتاع بأجوائها الخلابة ومناظرها الساحرة كحديقة باردو وسط مدينة قسنطينة، التي باتت تستقطب الكثير من العائلات التي تجد في هذا الفضاء المهيأ، الذي افتتح منذ حوالي عامين، متنفسا حقيقيا، خاصة وأنّه يتموقع بجسر سيدي راشد ويتميز بمنظر خلاب جعل منه وجهة محبّبة للعائلات القسنطينية الباحثة عن أماكن الراحة والاستجمام، بعيدا عن ضوضاء المدينة، وهو الحال نفسه بحديقة بن ناصر التي تكتظ بالعائلات التي تفضّل الجلوس في أجواء هادئة والاستمتاع بنسيم الليل بين الأشجار.

أما بمدينة علي منجلي فلاحظت “المساء” حركية كبيرة عند الوصول إلى “الحديقة العائلية” المقابلة لعيادة “بن قادري” التي دخلت الخدمة، رمضان الماضي، واستحدثتها مؤسسة “إيفانام” وباتت مقصد العائلات من كلّ حدب وصوب، فهي مجهّزة بألعاب للأطفال وكراسي للجلوس، ووفرة محلات بيع المثلجات والشواء، فيما يعرض بعض الشباب السيارات الكهربائية الصغيرة لتسلية الأطفال مقابل مبلغ يتراوح بين 50 و100 دينار، إلى غاية منتصف الليل، وهو الحال بالنسبة للوحدات الجوارية الأخرى التي تستقطب عددا كبيرا من العائلات لساعات متأخرة من الليل.

ولا يختلف اثنان حول النشاط الليلي الكبير الذي يعرفه مدخل منطقة زواغي سليمان قبيل المطار، حيث أصبحت المنطقة من أكثر المناطق حيوية في الفترتين المسائية والليلية، بعد ازدياد الإقبال على المساحات الخضراء الواقعة بالطريق الرابط بين حي “سوناتيبا” والمقبرة، التي ترتادها عشرات العائلات لتناول وجبة العشاء في الهواء الطلق، أو الجلوس أمام النافورة العمومية، والاستفادة خدمات بعض الأكشاك المتخصّصة في بيع المثلجات، الحلويات والمياه المعدنية مع وجود ألعاب للأطفال بجانبها.

المراكز التجارية.. قبلة عشّاق التسوّق

تحوّلت “علي منجلي” في السنوات الأخيرة، إلى مدينة لا تنام بفضل الحركية الكبيرة بمختلف وحداتها نظرا لتعداد سكانها الكبير، ناهيك عن العدد المعتبر للمراكز التجارية الحديثة وفضاءات الترفيه والألعاب والخدمات التي تتوفّر عليها كالمطاعم والمقاهي، وهو ما جعل ظاهرة التسوّق والتبضع تعود للواجهة من جديد، بعدما كانت منتشرة بصفة كبيرة خلال شهر رمضان، فباتت العائلات القسنطينية والقادمة من المدن المجاورة تقصد الأسواق والمحلات والمراكز التجارية الكبرى التي اشتهرت بها المدينة، خاصة بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي لاقتناء كسوة الدخول المدرسي ومستلزماته من أدوات ومحافظ ومآزر وكتب وغيرها، حيث لا يكاد يخلو محلّ واحد من الزبائن الذين يفضّلون قصدها خاصة في الفترة المسائية كون أغلبهم يعمل في الفترة الصباحية.

وساهمت المراكز التجارية الكبرى في تحويل المدينة الجديدة إلى قبلة لعشاق التسوق، فانتشار المراكز الكبرى الجديدة مثل “السكوار”، “الرتاج مول”، “لالا باية” وغيرها منح انتعاشا وحركية كبيرتين للمدينة التي تتوفر اليوم، على أزيد من 10 مراكز مختلفة باتت تعجّ بالمتسوّقين ليلا.

وتعرف محلات بيع ألبسة الأطفال وحتى المحلات المخصّصة للوازم المدرسية، منذ أسابيع، إقبالا كبيرا من طرف العائلات، يستمر إلى غاية منتصف الليل، في أجواء أعادت للذهن الحركية المتعوّد عليها قبل عيد الفطر، واكتظت المحلات الواقعة في عديد الوحدات الجوارية بعلي منجلي التي يواصل التجار بها نشاطهم إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

توفّر النّقل ساهم في خروج العائلات

من جهة أخرى، ساهم توفّر خدمات النقل في خروج العائلات في الفترة الليلية، عبر حافلات النقل الحضري وشبه الحضري التي تعمل في الفترة الليلية بالمدينة الجديدة نحو وسط المدينة وحتى سيارات الأجرة والترامواي، لتسهيل حركة تنقل المواطنين خاصة في المناطق التي تحوي مراكز تجارية وأسواق معروفة.

 شبيلة. ح


السكيكديون يفضّلون الشواطئ وفضاءات التسلية

سهرات حالمة لساعات متأخّرة من الليل

استرجعت سكيكدة، خلال الموسم الصيفي الجاري، حيويتها وحركيتها المعهودة بعد شبه ركود دام أكثر من سنتين، بسبب الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا، حيث عادت الحياة وانتعش معها النشاط التجاري خاصة في الليل، بعد أن أضحت العائلات السكيكدية بما فيها الزوّار يفضّلون إتمام سهراتهم خارج منازلهم إلى غاية ساعة متأخرة من الليل سواء بسطورة جوهرة الساحل السكيكدي، أو على امتداد شواطئ العربي بن مهيدي إلى غاية فلفلة أو بالكورنيش القلي كشاطئ الفتيات وعين الدولة وغيرها.

تشهد “سطورة” ليلا حركة كبيرة بعد أن أضحت محجّا للعائلات السكيكدية، بالإضافة إلى السيّاح والجالية المقيمة بالخارج الذين فضّلوا قضاء عطلتهم الصيفية بعاصمة روسيكادا، ويعرف المحور المؤدي إليها على امتداد طريق الكورنيش، انطلاقا من قصر الجنة إلى غاية وسط سطورة، بما في ذلك الطريق العلوي كلّ ليلة، ازدحاما مروريا لا يوصف يصل إلى حدّ الاختناق خاصة عند نهاية كلّ أسبوع، ما يدفع بالعديد من العائلات برفقة الأبناء للتوجّه إلى سطورة مشيا على الأقدام لأكثر من أربعة كيلومترات مستمتعين بنسمات البحر وبأنغام الأمواج التي تختلط بألحان مختلف الموسيقى المنبعثة من المحلات الممتدة على طول الكورنيش، التي تتزيّن بأنوار المصابيح ذات الألوان الزاهية المختلفة بخاصة المحلات المتخصّصة في الأكلات الخفيف والمطاعم ومحلات بيع المرطبات والمثلجات التي استرجعت كلّها نشاطها التجاري بعد الركود الذي فرضته الجائحة خلال السنوات الأخيرة ليستمر الوضع كذلك إلى غاية ساعة متأخّرة من الليل.

التجار مرتاحون لانتعاش النشاط ليلا

وعبّر العديد من التجّار الذين التقتهم “المساء” بالميناء الترفيهي سطورة، عن سعادتهم لعودة الحياة الطبيعية خلال هذه الصائفة، ما ساهم في انتعاش نشاطهم تجاري بالخصوص ليلا، من جهتها أكّدت إحدى العائلات التقيناها بميناء سطورة الذي يشهد توافدا قياسيا للعائلات، اشتياقها لمثل تلك الخرجات العائلية، ولتناول الأسماك المطهية على الجمر رغم غلاء أسعارها مع تناول المثلجات في أجواء عائلية رائعة.

كما تفضّل بعد الأسر الجلوس على رمال الشواطئ مستمتعين بتلك الأجواء الحالمة، بينما يجد الأطفال الفرصة للعب والسباحة. وعبّرت إحدى العائلات القادمة من ولاية قسنطينة، عن فرحتها العامرة للأجواء الصيفية التي تعيشها بسكيكدة وما زاد في انبهارها توفر الأمن على امتداد الكورنيش، ما شجّع العائلات ـ حسبها ـ على التوافد بأعداد كبيرة لقضاء سهراتهم الليلية الحالمة خارج مساكنهم.

إنزال قياسي على ميناء الترفيه

ويعدّ ميناء سطورة الترفيهي أكثر الأماكن توافدا من قبل العائلات وتُجمِع البعض منها تحدثت إلى”المساء” على أنّ هذا الفضاء وأمام افتقار سكيكدة لحظيرة ألعاب، يعدّ المتنفس الوحيد لقضاء سهراتهم، ويخفّف عنهم بعض مشاق الروتين الممل، فيما أرجع بعض الآخر سرّ تفضيل السكيكديين إتمام السهرات الصيفية بسطورة إلى توفر عنصر الأمن بالدرجة الأولى.

ونلمس الحركية نفسها بمنطقة العربي بن مهيدي إلى غاية فلفلة، حيث تفضّل العائلات إتمام سهراتها على الشاطئ وفي بعض الساحات المتواجد بمحاذاته، فيما يبقى النشاط التجاري هناك مقتصرا على محلات بيع الأكلات الخفيفة والبيتزا والمقاهي.

من جهة أخرى، يشهد كورنيش طريق المعزّ بسكيكدة، الذي يفتقر كلية إلى مرافق تجارية وخدماتية، توافدا كبيرا للعائلات التي تصطف على امتداده مستمتعة بنسمات البحر وتحضر بعض العائلات معها طاولات وكراسي ومأكولات، فيما تفضّل بعضها الجلوس على الصخور، وأرجعت بعض العائلات تفضيلها اللجوء إلى هذا المكان، كونه يضمن الهدوء، بعيدا عن الضجيج العارم الذي تعجّ به سطورة والعربي بن مهيدي، فضلا عن توفّر الأمن، فيما تمنى بعض الشباب أن تولي الجهات المسؤولة أهمية كبيرة لهذا الكورنيش بتخصيص فضاءات لإنجاز بعض المرافق الخدماتية، كما هو الحال بسطورة، التي - كما قالوا- ستعطي إضافة للسياحة.

..ركود وملل بالأحياء

ويلاحظ أنّ النشاط التجاري داخل المدينة كما هو الحال بعاصمة روسيكادا، يقتصر على بعض محلات بيع الأكلات الخفيفة أو المقاهي بشارع “الأقواس”، كما هو الحال في ساحة الحرية أو19 فبراير أو كما يسمى بـ"الكور”، فيما تغلق كلّ المحلات التجارية الأخرى.

وقد أرجع بعض التجار سبب ذلك إلى نقص الحركة التجارية بوسط المدينة ليلا، إذ تفضّل العائلات التوجّه إمّا إلى سطورة أو العربي بن مهيدي، فيما يفضّل الشباب التوجّه إلى المقاهي أو الجلوس في الأحياء للسمر وغيرها، كما تعرف جلّ أحياء سكيكدة الأجواء نفسها، انطلاقا من الممرات إلى غاية 20 أوت، أو حي الإخوة بوحجة أو صالح بوالكروة أو عيسى بوكرمة، حيث تبقى الحركة التجارية هناك شبه منعدمة، ماعدا بعض محلات بيع المواد الغذائية، أو بعض المقاهي، فيما تبقى الأحياء غارقة في فوضى الضجيج الذي يتسبّب فيه الشباب وأصحاب بعض طاولات “البابي فوت” و"البليارد”، وما زاد بؤسها، الظلام الدامس الغارقة فيه بسبب انعدام الكهرباء العمومية لأكثر من شهر.

مخطّط أزرق وأمن يعم الأمكنة..

ضبطت مصالح أمن ولاية سكيكدة للموسم الصيفي الحالي، مخططها الأزرق الذي يهدف أساسا إلى تأمين المواطنين والمصطافين المتوافدين على الولاية، بوضع تشكيل أمني يضمّ 760 شرطي من مختلف الرتب، بالإضافة إلى تسخير كافة الإمكانات المادية المناسبة.

ويرتكز المخطّط الأزرق على محور الوقاية المرورية، لما تعرفه كلّ الطرقات من كثافة مرورية، ومنه ضمان سيولة وانسيابية لحركة السير من وإلى الشواطئ التسعة المسموحة للسباحة التي هي ضمن اختصاص أمن الولاية، والموزّعة على 6 شواطئ بعاصمة الولاية، وشاطئان بفلفلة وشاطئ بالقل، وقد استحدثت 5 مراكز شرطية للمراقبة وحماية الشواطئ مجهّزة بكافة الضروريات، تعمل على حماية وتأمين المصطافين ليلا ونهارا، وطيلة أيام الأسبوع، ثلاثة منها تتواجد بكورنيش سطورة ومركز واحد بشاطئي عين الدولة بالقل ووادي ريغة بفلفلة.

كما ضاعف الأمن كتيبة تنظيم المرور بالطرقات بكافة فرقها من الدراجين، السكوتر، إضافة إلى فرقة الرادار، إلى جانب تدعيم الحواجز الأمنية الثابتة مع وضع نقاط مراقبة متحرّكة لمراقبة المركبات والأشخاص المشبوهين، وتأمين محطات النقل البري والسكك الحديدية، وتعمل فرقة شرطة العمران وحماية البيئة بما فيها فرقة التطهير، في مجال محاربة التجارة غير الشرعية وكذا الاستغلال غير الشرعي للشواطئ والرمي العشوائي للنفايات.

  بوجمعة ذيب