عبد القادر بن دعماش لـ "المساء":

لكل جيل لونه وقوّته

لكل جيل لونه وقوّته
  • القراءات: 1111
مريم. ن مريم. ن

أكد الأستاذ عبد القادر بن دعماش مدير الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، لـ "المساء"، أن 8 جوان هو رمز لاستشهاد الفنان علي معاشي مع رفقائه رحمهم الله. وقد كان من كبار المجاهدين آنذاك، أبلى البلاء الحسن. وتميز بالشجاعة والإقدام، وكان مؤمنا بالقضية، ملتزما بتطبيق تعليمات قيادة الثورة، التي كانت طلبت من كل شرائح الشعب الجزائري، أن يلتحقوا بالثورة التحريرية سنة 1958، تماشيا وقرارات مؤتمر الصومام في سنة 1956.

أشار المتحدث إلى أن علي معاشي كان دوما مع الثورة، تميز بالنضال، وبرز في تصديه للمستعمر، وعمل مهندس صوت في الإذاعة، وكان له نشاط مكثف، وفي نفس الوقت كان مطربا، وكان له فرقته "سفير الطرب". تم القبض عليه يوم الأحد 8 جوان سنة 58، واغتيل في الجبل في راس السوق، ثم حملته القوات الفرنسية إلى مدينة تيارت، وعرضت جثته معلقة في شجرة مع رفقائه للملأ أمام أعين الشعب، لتراقبه بحسرة وغضب! وكانت فرنسا تظن أن هذا التصرف الهمجي سيكون عبرة للجزائريين، وأنهم سيتعظون ويخافون ويتوقفون عن انضمامهم للثورة، لكن هيهات، فقد زاد الغضب، والتهبت الثورة أكثر، وأصبح الكثيرون يلتحقون بالعمل المسلح، وهكذا ترسّخ هذا التاريخ؛ يوم 8 جوان، وبقي معاشي رمزا له.

وقال بن دعماش إن الاحتفالات بهذه الذكرى كانت بطريقة عادية. وفي السنوات الأخيرة راجت وترسخت المناسبة أكثر. وأصبح الناس يتعرفون على تضحيات الفنانين. وأضاف: "تتزامن احتفالية الفنان هذه السنة مع الذكرى 60 للاستقلال، وهي وقفة للتقييم وللحوصلة حول ما تم تقديمه وما لم يقدم بعد، والآفاق الموعودة. كما يتزامن مع إرادة الدولة تنظيم القانون العام للفنان بصفة عامة، وبطريقة نهائية. ونتفاءل خيرا إن شاء الله.

وبالنسبة لتواصل الأجيال الفنية خاصة في التمثيل والغناء، أكد بن دعماش أن هناك أجيالا تتزامن مع بعضها. وهناك جيل يكون عنده القوة الفنية، وآخر أقل قوة، لكن الأمور، حسبه، تسير في هدوء وبسلام، وليس هناك جيل أحسن من الآخر، فالأجيال تتسلسل وتعمل وتجتهد، مستغلة التكوين والتراث كعامل مشترك بينها، كما إن كل جيل يرعى الآخر ويستمد منه ما يلزم، لتسير الأمور وتستقر.

ومن جهة أخرى، رأى المتحدث أن الفن الجزائري أبدا لا ينضب ولا يفنى مع رحيل العمالقة، إذ إن الذاكرة الجماعية تحفظ روائعهم. والتسجيل والتوثيق موجود، ولكل جيل ما يرثه من الذي من قبله. والأجيال الصاعدة تستلهم منه لتجري سنّة الحياة في الفن، علما أن لكل جيل قوّته، ونكهته، ولونه، وسرعته رغم أن "كل طير يلغى بلغاه".