رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بقاط بركاني:

لا يوجد بديل للطب العلمي وعلى السلطات وضع حد للشعوذة

لا يوجد بديل للطب العلمي وعلى السلطات وضع حد للشعوذة
  • القراءات: 1044
حسينة. ل حسينة. ل

دعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، الدكتور بقاط بركاني، كلا من وزارة التجارة والداخلية والجماعات المحلية للتدخل وبشكل فوري ووضع لفوضى ما أصبح يعرف بالطب البديل أو التداوي بالأعشاب، وذلك بالكف عن منح الترخيص لممارسة ما أسماها بالشعوذة التي أصبحت تهدد ليس فقط صحة أشخاص وإنما الصحة العمومية. ودعا بركاني في حديث مع "المساء"، السلطات العمومية إلى تشديد الرقابة على المحلات التي انتشرت في الآونة الأخيرة كالفطريات عبر كل التراب الوطني وتطويق  من وصفهم بتجار الأوهام الذين يريدون إرجاع الناس إلى القرون الوسطى. وأكد بركاني أنه لا يوجد طب بديل للطب العلمي، داعيا إلى  ضرورة تقنين التداوي بالأعشاب المسموح به عندما يتعلق الأمر بمناقيع بعض الأعشاب الطبية المعروفة فقط وليس اعتمادها في علاج الأمراض المزمنة، على أن العلاج بالأعشاب إضافي للعلاج الذي يصفه. كما اعتبر هنا أن الحديث عن الطب النبوي والحجامة خلط بين الدين والعلم، محذرا من أن هذه الممارسة أصبحت اليوم تجارة تمارس بتغليط الناس من خلال استغلال الدين.

وأبرز رئيس عمادة الأطباء أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأخذ العلاج بالأعشاب مكان الطب الحديث، كما أن تقديم وعود للمرضى بفعالية هذا الأسلوب في العلاج، غش ووهم كبير، خاصة إذا تعلق الأمر بالأمراض الخطيرة على غرار السرطان والسكري والالتهاب الفيروسي الكبدي وغيرها من الأمراض الخطيرة. وعن أسباب الانتشار الكبير لمحلات التداوي بالأعشاب عبر مختلف ولايات الوطن والتي تعرف إقبالا كبيرا من الجزائريين، أرجع الدكتور بقاط السبب إلى سهولة الحصول على ترخيص من وزارة التجارة، حيث يحصل هؤلاء على الترخيص بدون التأكد من مستواهم على حد تعبيره وبدون تقدير خطورة ذلك ما دامت صحة الجزائريين ستكون بين أيديهم في غياب دور وزارة الصحة في مراقبة هؤلاء. كما أرجعها إلى صعوبة الحصول على العلاج رغم الجهود التي تبذلها الدولة لتقريب الصحة من المواطن ورغم مجانية العلاج الذي تعتمده منذ الاستقلال.

وأشار المتحدث إلى أنه سبق أن حذر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من الانعكاسات الخطيرة لبعض الممارسين للتداوي بالأعشاب ومن يدعون علاج أمراض مستعصية، وتساءل كيف يتجرأ هؤلاء على تنصيب أنفسهم مسؤولين عن صحة المرضى عن طريق التداوي بالأعشاب والشعوذة والادعاء بأنهم يمارسون وظيفة الطبيب وعلوم الصيدلة دون حتى حصولهم على سجل تجاري. وشدد على أن المسؤولية تقع على الجماعات الحلية من بلدية وولاية والمصالح الصحية، وكذا الشرطة، مستغربا عدم اتخاذ السلطات لإجراءات ردعية رغم تكرار الحوادث. ووصف بقاط، من يعتبر نفسه طبيبا يداوي بالحجامة ويمارس هذا النوع من الطب بالمشعوذ والغشاش في حق المواطنين. وذكر الدكتور بقاط بركاني كمثال على ما تعيشه الجزائر اليوم من فوضى جراء ما أصبح يعرف بالطب البديل، الهاشمي الذي قدم من الأردن والذي أصبحت "صيدلياته" في كل مكان عبر الوطن، يبتز من خلالها أموال المواطنين اليائسين، داعيا   وزارة الداخلية إلى اتخاذ إجراءات لتوقيف هذا الشخص الذي قال إنه يتربص بالمرضى الذين فقدوا الأمل في الشفاء.