عواقبها وخيمة

لا مبالاة ممزوجة بالتحدي والعناد

لا مبالاة ممزوجة بالتحدي والعناد
  • القراءات: 668
الحسن حامة الحسن حامة

تعرف العديد من الشواطئ الصخرية ببجاية، إقبالا معتبرا للمغامرين الذين يفضّلون التوجّه إلى هذه الأماكن لقضاء بعض أوقات الراحة والاستجمام خلال موسم الصيف، رغم الخطر الذي يتهدّدهم، بالنظر إلى غياب الأمن وانعدام الظروف المساعدة على الاسترخاء والاستمتاع بالسباحة تحت أعين أعوان الحماية المدنية المتأهبين لأي خطر. هذه الشواطئ تعرف إقبالا كبيرا من الشباب الذين يغامرون بحياتهم دون مبالاة بالخطر المحدق خلال السباحة وتواجد الصخور والتيارات البحرية الجذابة، التي تشكّل خطرا على حياتهم، ما يجعل المصالح المعنية تطالب بعدم المغامرة والابتعاد عن هذه الشواطئ غير المحروسة المتواجدة بمختلف البلديات السياحية.

في هذا الصدد، أحصت مديرية السياحة لولاية بجاية واللجنة الولائية المختصّة عدّة شواطئ تمنع فيها السباحة، بعد المعاينة الميدانية على غرار تيشي، ملبو، بني كسيلة وتوجة التي تنعدم فيها أدنى الوسائل والأمن والنظافة، إلاّ أنّ الإقبال على هذه الشواطئ كبير ويستهوي الكثير من السياح خاصة مع الحرارة التي تميّز المناطق السياحية، كما أنّ غياب أعوان الحراسة لم يثن الباحثين عن المغامرة ومحبي الارتماءات عن التوجّه إلى الشواطئ غير المحروسة.

تحججّ بالهدوء للتباهي بالارتماءات

ولإعداد هذا الموضوع، توجّهت "المساء" إلى أحد الشواطئ الصخرية غير المحروسة بمنطقة "تاسيفت" ببلدية تيشي، حيث التقينا ببعض الشباب الذين قصدوا هذا الشاطئ للسباحة وقضاء بعض أوقات الراحة والاستجمام بعيدا عن الأماكن التي تعرف إقبالا كبيرا للمصطافين، حيث أكّدوا تفضيلهم للشواطئ غير المحروسة لعدّة أسباب منها تواجد عدد قليل من الأشخاص والبحث عن الهدوء، وكذا رفع تحدي معرفة العوم في المناطق الصعبة، حيث أكّد الشاب "هشام" من بجاية قائلا "أغلب الشواطئ تعرف حاليا تواجدا كبيرا للمصطافين وهو ما يسبّب الإزعاج والفوضى والضجيج، وهو ما يجعلنا نفضّل هذه الشواطئ غير المحروسة التي يقصدها عدد قليل من الأشخاص، كما أننا نحب المغامرة ورفع التحدي رغم إدراكنا للخطر الذي يواجهنا بسبب غياب الأمن وأعوان الحراسة وكثرة التيارات الخطيرة"، كما قال "عبد الجليل" القادم من بسكرة "الشواطئ غير المحروسة تعتبر مغامرة بالنسبة لنا، حيث غالبا ما نبحث عن رفع التحدي من خلال السباحة بهذه الشواطئ وفي الصخور نجد ضالتنا مقارنة بالشواطئ الأخرى التي يكثر فيها الضجيج، ونفضل الهدوء والراحة" وأضاف "الغرق واحد سواء كان في الشاطئ المحروس أو غير المحروس، فكثيرا ما تسجل حالات غرق في الشواطئ المسموحة السباحة فيها".

5 حالات غرق

ورغم أنّ مصالح الحماية المدنية جنّدت كلّ الوسائل المادية والبشرية اللازمة لضمان موسم اصطياف مريح، إلاّ أنّ ذلك لم يخل من تسجيل عدّة حالات غرق خاصة بالشواطئ المحروسة، حيث أحصيت 5 حالات غرق بالشواطئ الصخرية منذ بداية موسم الاصطياف، وهو ما جعل المصالح تبادر إلى توجيه نداءات يومية للمصطافين بتفادي التوجّه إلى الشواطئ غير المحروسة بالنظر إلى الأخطار الكثيرة وغياب الأمن، الصخور وعدم تواجد أعوان الحماية المدنية الذي يسهرون على سلامة المصطافين.

كما بادرت مصالح الأمن المختلفة، على غرار الدرك الوطني وأعوان الشرطة، إلى اتّخاذ العديد من الإجراءات اللازمة لوضع حدّ لهذه الظاهرة من خلال تشديد التواجد الميداني، وحثّ السياح على عدم المغامرة بالتوجّه إلى الشواطئ غير المحروسة عبر مختلف بلديات ولاية بجاية وهو ما حدّ من هذه الظاهرة رغم تواجد بعض المغامرين الذين يقصدون هذه الشواطئ والسباحة في أماكن خطيرة، واعتمدت وسائل أخرى لتفادي حالات الغرق التي غالبا ما تستلزم استخدام وسائل كبيرة للعثور على الجثث.