الجمعيات تخاطب أولياء التلاميذ

لا ترهقوا أبناءكم بدورات المراجعة المكثفة

لا ترهقوا أبناءكم بدورات المراجعة المكثفة
  • القراءات: 731
رشيدة بلال رشيدة بلال

حملت جميلة خياري، رئيسة فيدرالية أولياء التلاميذ، الأولياء، مسؤولية دفع أبنائهم إلى المشاركة في دورات المراجعة المكثفة، تزامنا واقتراب موعد الامتحانات النهائية، سواء بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط أو الباكالوريا، وقالت في تصريحها لـ"المساء"، بأنه "من المفروض أن التلميذ أو الطالب الذي التزم بمتابعة دروسه بشكل عادي، على مدار الموسم الدراسي، الذي تميز هذه السنة بنوع من الهدوء، فضلا على تحسن الوضعية الوبائية، يفترض أنه لا يحتاج إلى مثل هذه الدورات. قالت خياري، إنه يفترض أن يحدث العكس، إذ نجد أن تدخل الأولياء وخوفهم على الأبناء، جعل التلاميذ والطلبة يعيشون حالة من الاضطراب والضياع، الأمر الذي زاد من حالة الضغط النفسي عليهم، وهو ما من شأنه أن يؤثر عليهم سلبا.

أكدت خياري أن الفيدرالية سبق لها أن أكدت بأنها ضد هذا النوع من الدروس الخصوصية، ودورات المراجعة المكثفة، معتبرة أن المدارس هي المكلفة بسد كل النقائص التي يعاني منها التلاميذ، وأن دروس الدعم يتم اللجوء إليها في حال كان التلميذ ضعيفا في بعض المواد، أو لديه صعوبات أو تأخر، موضحة: "لكن اليوم، أصبحنا نلاحظ بأن الدروس الخصوصية تمس كل المواد، وكأن التلميذ يدرس في مدرستين"، مشيرة في السياق، إلى أن "المنشورات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والداعية إلى تحفيظ المقرر في يومين أو ثلاثة أيام، الهدف منها إغراء التلاميذ فقط"، متسائلة في نفس السياق: "وإلا كيف نفسر عجز الطالب عن الحفظ خلال السنة الدراسية الكاملة، والبحث عن كيفية المراجعة في  يومين أو ثلاثة؟ وأكثر من هذا، فإن السؤال المطروح: متى كان يتم تحفيظ الطالب في دورات؟ يعني هذا شيء جديد وغير مألوف في منظومتنا التعليمة، والمفروض أنها عملية يقوم بها الطالب بنفسه، بالتالي التلميذ اليوم بحاجة إلى مرافقة ومتابعة من أوليائه، وأن الامتحانات النهائية عادية، والأولياء وحدهم من يعيشون ضغوطا غير مبررة، رفعت معدل الخوف لدى أبنائهم".

رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد

من جهته، أوضح خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، بأن دورات المراجعة المكثفة التي يقبل عليها المترشحون لشهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، مفيدة وتساعد المتأخرين على تدارك ما فاتهم، مضيفا: "غير أننا لا عرف كيف نسيرها"، مواصلا بقوله: "وهو ما سبق أن تم التحذير منه، خاصة أنها تعتمد على حشو الدروس وإلقائها في أماكن لا تستجيب للشروط، وتجمع أعدادا كبيرة من الطلبة، ومن ثمة، نحن كأولياء تلاميذ، لا ننصح بها، ونعتمد في الإطار على تحسيس الأولياء بضرورة عدم الجري وراء مثل هذه الدورات"، مشيرا إلى أن الأولياء مطالبون بتوجيه أبنائهم ونصحهم بعدم تكثيف المراجعة، والضغط على أنفسهم، خاصة مع اقتراب موعد الاختبارات  النهائية.

 


 

الأخصائية النفسية أمال بن عبد الرحمان لـ"المساء"الابتعاد عن القلق ضرورة

ترى المختصة النفسانية أمال  بن عبد الرحمان، بأن ما يحتاجه الطلبة المقبلون على اجتياز شهادة نهاية التعليم المتوسط والثانوي، هو التحكم في الذات والابتعاد على القلق والاضطراب، وحسبها فإن مثل هذه الدورات المكثفة في حال صعب عليه التحكم في نفسه، ستزيده عبئا وتساهم في فشله، مشيرة في السياق، إلى أن الأولياء هم من يدفعون بأبنائهم إلى مثل هذه الدورات، سعيا منهم إلى الدفع بهم للنجاح، بغض النظر عما يشعرون به من تعب، بالتالي فالمطلوب عدم المراهنة على مثل هذه الدورات، وإكسابهم مهارات تساعده على تعزيز ثقتهم في أنفسهم بالأفكار الإيجابية، وهذا وحده كفيل بالرفع من معنوياتهم.