الدكتورة هاجر كتفي شريف تعرض:

لا بدّ من إعادة الثقة في نفس الطفل

لا بدّ من إعادة الثقة في نفس الطفل
  • القراءات: 3957
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

اختارت الدكتورة هاجر كتفي شريف أن تبدأ مداخلتها بوصية النبي الأمين: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، مشيرة إلى أن فكرة التعلم أو التعليم في أوساطنا العربية أو المشرقية، تلاقي عراقيل عديدة، أهمها عدم إيلاء الاهتمام للعلم كمجال للتقدم والتطور الاقتصادي أيضا، علاوة على الحروب التي تشرّد العائلات وتدمّر المدارس وتترك آلاف الأساتذة بدون عمل، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي الذي يشكل المحور الأهم، حيث ترى العائلات أن التعليم  يتطلب مصروف، سيضيع سدى في ظل مستقبل مجهول، بالإضافة إلى مشكلة البلد المستضيف الذي يرى في تعليم هؤلاء مجالا لفتح مناصب عمل إضافية، تنفق الدولة جراءها ملايين هي في غنى عنها، أو بناء مدارس خاصة لهم، من شبه المستحيل توفيرها على تقدير العموم.

إذا كان ابن البلد في حد ذاته يعاني من تسرب مدرسي أو إهمال جانب التعلم، فما بالك بالضيف!". وتشير قائلة إلى أن في إطار تصاعد مجال الأزمات سواء الدولية، الإقليمية أو حتى الأهلية الداخلية، فإن التعليم والتمدرس بالنسبة للأطفال كأولوية، لا بد من المحافظة عليه وصيانته، لأنهم شباب الغد وأساس المجتمع، فإشكالية واقع التعليم والتمدرس لدى الأطفال في مناطق الصراع، هي أساس الدراسة، موضحة أن التعليم كأساس يعدّّل السلوك قبل غرس المفاهيم، لأن وقت المفاهيم متاح على كل الفترات، إلا أن السلوك ملَكة الإنسان؛ إن فقدها صعب أن يجدها مرة أخرى. وعرّجت الدكتورة كافي على بعض محاولات احتواء اللاجئين في ميدان التعليم وتفعيل قوانين أو حتى إجراءات تضمن التكفل بأدنى مستويات التعليم، وهو التعليم الابتدائي على أقل تقدير عبر السنين، تقول: "في عام 1939م وضعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشروع اتفاقية من أجل حماية الأطفال ورعايتهم وتعليمهم في حالة قيام نزاع مسلح وفي الأراضي المحتلة،  إلا أن هذا المشروع لم يكتب له الخروج إلى حيز الوجود بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية؛ إذ تعرّض الكثير من الأطفال جراءها لليتم والتشرّد وضياع مستقبل دراستهم. كما جاء في التقرير الإقليمي للتعليم للجميع الخاص بالدول العربية للعام 2014 ما يلي: "من الضروري ضمان نفاذ جميع الأطفال، لا سيما الفتيات والأطفال الذين يواجهون أوضاعا حرجة والمنتمين إلى أقليات عرقية بحلول العام 2015، إلى التعليم الابتدائي الجيد الحر والإلزامي وإنهائه" (التقرير الإقليمي للتعليم للجميع الخاص بالدول العربية 2014).

وقدّمت الدكتورة كتفي مجموعة من التوصيات التي رأتها ضرورية لتقديم السند والدعم للأطفال في مناطق الصراع، وهي الاهتمام النفسي بفئة الطفولة في مناطق الصراع، متسائلة: "كيف نطلب من طفل في عمل الزهور عاش مشاهد ذبح وداس على الجثث، أن يكون طبيعيا ويقوم بما عليه ويتمدرس مع أقرانه بشكل طبيعي! فاللاطبيعي هو ما عاشه وما عاناه، ومن أجل أن يصبح إنسانا سليما وجب متابعته وأمه كذلك، من قبل أخصائيين نفسانيين وتربويين لإعادة الثقة أولا في نفسه". وقالت إن الحياة الآنية فرضت كل هذه الاضطرابات؛ فوجب إلزام الدول المنخرطة في اليونيسيف، ومن بينها الدول الكبرى بالتقيّد بمبادئ المنظمة وباتفاقياتها وسريانها على أرض الواقع، وليس جعلها مجالا للتنظير ووضع فرضيات وفلسفات لا جدوى منها. وأضافت: "الطفل أمانة الله وحلاوة الحياة، وكما تقول الآية الكريمة: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، فكيف يصمت المجتمع الدولي عن كل هذه الانتهاكات والتجاوزات؟! وكيف لنا أن نتملص من مسؤوليتنا كبشر تجمعنا الإنسانية في بوتقة واحد بغض النظر عن الجنس والعرق أو الدين وغيرها اتجاه إخواننا، فمشوار الميل يبدأ بخطوة، والسور العظيم بدأ بلبنة. وللتقليل من مشاكل الطفولة على كل منا في مجاله فتح ذراعيه لطفل على الأقل في ميدانه، فالمعلم بالتطوع في التعليم المجاني، والأخصائي النفساني بالمعالجة، والطبيب بالفحص الدوري، وهكذا دواليك.

أحلام محي الدين