البروفيسور حمودي رئيسة مصلحة القلب والشرايين

كيس «شيبس» يعادل 3 أكواب من ماء البحر

كيس «شيبس» يعادل 3 أكواب من ماء البحر
  • القراءات: 1300
رشيدة بلال رشيدة بلال

أكدت البروفيسور حمودي، رئيسة مصلحة القلب والشرايين بمستشفى «محمد أمقران امعوش» وعضو بالجمعية الجزائرية لأمراض القلب والضغط الدموي أن المواطن الجزائري يأكل كل شيء وأي شيء من أجل هذا نسجل «يوميا ارتفاعا في عدد المصابين بالأمراض المزمنة»، مشيرة إلى «أن هذه الأمراض مرجعها الغذاء غير الصحي بسبب العادات الغذائية السيئة المرتبطة بالتربية الغذائية الخاطئة التي تبدأ ـ حسبها ـ من لحظة ولادة الطفل الذي تقدم له والدته «اللاهية» مدهونة بالقليل من العسل مما يقودنا القول أنه يميل إلى كل ما هو حلو وهو لا يزال في  المهد».

لا تتوقف التربية الغذائية الخاطئة عند حد تذوق كل ما هو حلو في المهد، بل يمتد إلى ولوج الطفل المدرسة والشائع ـ حسب المختصة ـ أن اعتماد أغلب الأطفال على الوجبات المحلاة والمسكرة، وانطلاقا من هذا يمكن الجزم أن الأطفال الذين تعودوا على الملح والسكر في غذائهم منذ الصغر يصبحون مؤهلين للإصابة في سن مبكرة بالأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن ما يتم استقباله على مستوى المصالح الاستشفائية الخاصة بمصلحة طب الأطفال يؤكد هذا الأمر إذ نجد أطفالا صغارا يعانون من مرض السكري.

الأمراض الناجمة عن الغذاء غير الصحي لا تنتج فقط من الأغذية التي يتناولها المواطن البسيط بمحلات الأكل السريع، وإنما تصيب أيضا حتى الأثرياء من الذين يبالغون في أكل اللحوم أو الوجبات الدسمة، وبالتالي المشكل الذي نعاني منه في الجزائر - في رأي المتحدثة - هو التربية الغذائية الخاطئة التي يصعب تغييرها نتيجة التعوّد.

تصحيح الغذاء يبدأ من المنزل، وهو مسؤولية الأمهات المطالبات بتعويد أبنائهن على تناول الخضر والفواكه وإن كان ذلك صعبا بسبب موجة الغلاء التي طالت كل الأغذية لكن يبقى ترجيح المصلحة الصحية واجبا لتفادي الأمراض، مشيرة «إلى أن واحدا من أهم العوامل التي تحطم أطفالنا اليوم هي أكياس «الشيبس» فما يجهله الأغلبية أن أكل كيس واحد من «الشيبس» المملح يعادل شرب ثلاثة أكواب من ماء البحر والسؤال الذي يطرح: هو ما هي الكمية التي يستقبلها الجسم يوميا من الملح؟ والجواب أكيد أنها كمية تفوق حاجته الأمر الذي يحفز ظهور الأمراض المزمنة وعلى رأسها الضغط الدموي.

البدائل للوصول إلى غذاء متوازن وصحي موجودة لكن المواطن لا يولي اهتماما بصحته ولا يبذل مجهودا لتصحيح نظامه الغذائي، وهو ما تشير إليه الأرقام التي تسير في منحنى تصاعدي، فبالرجوع إلى سنة 2004 نجد أن معدل الإصابة بالضغط الدموي بلغ 35 بالمائة غير أن الدراسات التي تمت بعدها تشير إلى وجود أكثر من 40 بالمائة يعانون من الضغط الدموي بالجزائر وأن أعلى نسبة تسجل  لدى سكان الجنوب.